ماهي المراصد الفلكية
عندما نسأل عن المرصد الفلكي، يمكننا القول إنه هيكل يحوي عددا من التلسكوبات والأدوات الأخرى التي تساعد على رصد الأجرام السماوية، ويمكن تصنيف المراصد حسب الجزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي تم تصميمه للمراقبة، وهناك العديد من المراصد البصرية التي تم تجهيزها للمراقبة في منطقة الطيف المرئية للعين البشرية أو المناطق المجاورة لها، وتم تجهيز العديد من المراصد الأخرى للكشف عن بواعث موجات الراديو الكونية، وتسمى بالمراصد الراديوية، وهناك مراصد أخرى تسمى بمراصد الأقمار الصناعية، وهي عبارة عن أقمار صناعية خاصة بالأرض تحتوي على تلسكوبات وكاشفات مختصة بدراسة المصادر السماوية التي تنتج إشعاعات عالية الطاقة مثل الأشعة الجاما والأشعة السينية من أعلى الجو
ويجب أن نذكر أن تاريخ المراصد البصرية طويل جدا، حيث كانت أول مراصد فلكية بنيت ببنية متجانسة تتبع مواقع الشمس، القمر، وغيرها من الجرميات السماوية، حين كان الهدف منها ضبط الوقت أو أغراض التقويم، ومن أشهر المصادر القديمة المشهورة هو (ستونهينج) الذي بني في إنجلترا ما بين عامي 3000-1520 قبل الميلاد، وفي الوقت نفسه قام الكهنة المنجمون بمراقبة حركة الشمس، القمر، الكواكب من أعلى الأبراج المتدرجة التي تعرف باسم (الزقورات).
بناء أول مرصد فلكي
تم بناء أول مرصد فلكي باستخدام أدوات خاصة لقياس مواقع الأجرام السماوية بدقة تقريبية في العام 150 قبل الميلاد على جزيرة رودس، من قبل واحد من أعظم علماء الفلك (هيبارخوس) قبل الميلاد، الذي اكتشف الاستباقية وطور نظام المقدار المستخدم في الإشارة إلى الأجرام السماوية الساطعة. وكانت المراصد القديمة الحقيقية للمراصد الحديثة هي تلك التي بنيت في العالم الإسلامي، حيث تم بناء المراصد في دمشق وبغداد منذ القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وبعد ذلك بني مرصد رائع في مراغة (الآن في إيران) تقريبا عام 1260 م، وأدخلت بعض التعديلات الكبيرة على علم الفلك البطلم.
رغم أن أكثر المراصد الإسلامية إنتاجية كان المرصد الذي أسسه الأمير التيموري (أولوغ بيك) في سمرقند تقريبا في عام 1420، حيث ساعد مساعدوه في إنشاء كتالوج للنجوم ضخم، إلا أن أول مرصد فلكي معروف في أوروبا قبل العصر الحديث كان في أورانيبورغ بجزيرة هفين، وتم بناؤه من قبل الملك فريدريك الثاني للدنمارك، تايكو براهيه، في عام 1576.
أكبر المراصد الفلكية في العالم
: يتساءل العديد من مهتمي علم الفلك عن مواقع المراصد الفلكية وأكبر مرصد في العالم. يمكن الإجابة على بعض تساؤلاتهم بالقول إن أكبر تجمع للتلسكوبات البصرية الضخمة في العالم يقع حاليا على أعلى قمة في جزيرة هاواي (ماونا كيا)، وأبرز التلسكوبات الموجودة في ذلك المجموعة هي:
- تلسكوبات (Keck) بقطر عشرة أمتار أو 394 بوصة.
- تبلغ طول تلسكوب سوبارو حوالي 8.2 متر أو ما يعادل 320 بوصة.
- تبلغ قطر التلسكوبات في برج الجوزاء 8.1 متر، أي ما يعادل 319 بوصة.
- أكبر تلسكوب بصري في التلسكوبات الحديثة هو عاكس (Gran Telescopio Canarias)، والذي يبلغ قطره 10.4 متر (409 بوصة)، ويقع في لا بالما بجزر الكناري في إسبانيا.
ويقع (Mauna Kea) في الولايات المتحدة الأمريكية وارتفاعه حوالي 14000 قدم فوق مستوى سطح البحر في ماونا كيا بهاواي، ويمكن اعتباره واحد من أشهر المراصد الفلكية الموجودة بالعالم، وهناك تتميز السماء بالصفاء 90% من العام، مما ترتب عليه أن ذلك الجبل البركاني أصبح جذابًا بالنسبة لعلماء الفلك، وقد قام ما يقرب من 11 دولة بإقامة متجرًا لها في ذلك المرصد وفقًا لحالة الطقس والسماء المواتية، مما جعل ذلك المرصد كالقاعدة المنزلية التي تضم أكبر التلسكوبات في العالم. أما للزوار ممن يعانون من أحد أنواع أمراض المرتفعات العالية فيوجد في أسفل القمة مركز (Onizuka) لمحطة معلومات الزوار الدولية لعلم الفلك.