نبذة عن بلاد الاغريق القديمة
في العصور القديمة، لم تكن اليونان دولة واحدة كما هي اليوم، بدلاً من ذلك، كانت اليونان القديمة مقسمة إلى مدن تسمى دول المدن أو البوليس. لم تكن دول المدن هذه دولًا منفصلة، وإنما كانت عبارة عن انقسامات سياسية.
كانت الدول المدنية تتمتع بنظام سياسي خاص بها، بالإضافة إلى مجموعة من القوانين الخاصة، حيث كان هناك العديد من أنواع الحكومات المختلفة التي حكمت المدن، بما في ذلك حكم الأقلية والديمقراطية والأنظمة الملكية، وكانت هناك دول مدن صغيرة بالإضافة إلى دول مدن كبيرة.
كانت اليونان القديمة تضم مئات المدن، حيث بلغ عددها في بعض الأوقات أكثر من 1000 مدينة، وغالبية هذه المدن لم تبق حتى الآن، وكانت هناك العديد من المدن التي أشتهرت في التاريخ بسبب القوة والمكانة التاريخية والإنجازات التي حققتها، وتشمل أكثر المدن الإغريقية أهمية: أثينا واسبارطة ودلفي وكورينث وخالكيس وإريتريا وطيبة.
نشوء دول المدن الاغريقية
معظم مناطق اليونان جبلية، وبالتالي تتألف اليونان القديمة من مناطق صغيرة متعددة تتميز بلهجاتها وثقافتها وهويتها الخاصة، وتقع معظم المدن في الوديان بين الجبال أو على السهول الساحلية، وتهيمن على الريف المحيط بها، وكانت هناك نزعات إقليمية وصراعات مستمرة في اليونان القديمة.
نظرًا لعدم وجود دولة مركزية قوية، قامت الهيئات الحاكمة بإنشاء نظام سياسي يسمى دولة المدينة وفرت فيه الحماية والأمان، مما دفع الناس إلى إقامة مجتمعات ومراكز حضارية وتجارية.
في عام 800 قبل الميلاد، كانت هناك العديد من المدن اليونانية القديمة المستقلة عن بعضها البعض، حيث أنشأت كل دولة نظاما حاكما مختلفا، وساهمت المدن اليونانية في تطوير المجتمع والثقافة اليونانية.
أهم مدن بلاد الاغريق بالترتيب
أثينا
ظهرت أثينا كقوة اقتصادية مهيمنة في اليونان في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، وتم تعزيز قوتها وثروتها بعد اكتشاف الفضة في جبالها، ويقع مركزها الرئيسي على صخرة الأكروبوليس، والتي كانت مركزًا رئيسيًاللحضارة الموكيانية.
- كانت أثينا مركزًا لنظام تجاري فعال مع دول المدن اليونانية الأخرى.
- اشتهرت مدينة أثينا بأنها مركز للفنون والعلوم والفلسفة.
- تعتبر أثينا أيضا مهد الديمقراطية لكونها واحدة من أقدم المدن في العالم .
- شهدت أثينا تغيرًا في أنظمة الحكم عبر العصور، مما أدى إلى زيادة عدد سكانها وتطور اقتصادها بفضل التجارة البحرية.
- تكمن قوة أثينا في هيمنتها التجارية والبحرية، حيث لم تتوفر لديها الظروف الزراعية المناسبة لتأمين الاحتياجات الغذائية الكافية لسكانها.
كانت أثينا مركز الحضارة اليونانية الكلاسيكية خلال العصر الذهبي لليونان في القرن الخامس قبل الميلاد.
في وسط أثينا اليوم، يقع آثار مدرسة ليسيوم التي درس فيها أرسطو قبل 2300 سنة.
أسبرطة
تُعَدُّ أسبارطة واحدة من أعظم وأكبر مدناليونان القديمة، وكانت مشهورة بجيوشها القوية ومعاركها مع أثينا، حيث كانت تنافس أثينا بشكل رئيسي في اليونان القديمة. تقع أسبارطة في منطقة بيلوبونيز الخصبة، وهي شبه جزيرة في جنوب اليونان.
- تكمن قوة أسبرطة الرئيسية في قوتها العسكرية.
- عملتأسبرطة على تطوير الاقتصاد، وزاد عدد سكانها بين عامي 800 و600 قبل الميلاد.
- تمتلك أسبرطة خلفية تاريخية تشمل الاستيلاء على العديد من القرى والمناطق المجاورة في منطقة بيلوبونيز، والتي أدت إلى نمو المدينة الصغيرة المكونة من 5 قرى.
- أصبحت أسبارطة، بحلول عام 650 قبل الميلاد، مدينة قوية للغاية، تتمتع بنفوذ واسع.
- تشكلت العديد من التحالفات العسكرية بين أسبارطة ودول المدن اليونانية الرئيسية الأخرى مثل أرجوس وأثينا وكورينث وطيبة.
- في نهاية المطاف ، انتصرت أسبرطة في معركة مانتينيا في عام 362 قبل الميلاد على يد الطيبة.
تشمل آثار أسبارطة حاليًا المعابد والأعمدة ومسرحًا من الفترة الهلنستية وتمثال ليونيداس.
كورنث
تُعد كورنث مدينة تجارية مشهورة ومعروفة بعمارتها المعمارية، وتقع عند سفح آكروكورنث الذي يبلغ طوله أكثر من 500 متر، وتمتد جدران المدينة من سفح آكروكورنث حتى الميناء في خليج كورنث.
- تُعد كورنث واحدة من أغنى مدن اليونان إلى جانب أثينا وطيبة.
- تعدُّ مدينة كورنث مدينةً كبيرةً مثل أثينا وأسبارطة، وكانت قد استعمرت صقلية وكورفو، وحتى أثناء السيطرة الرومانية، كانت كورنث مشهورةً كمركزٍ لبناء السفن.
- بفضل موقع كورينث الاستراتيجي بين البر الرئيسي لليونان وشبه جزيرة بيلوبونيز، ازدهرت التجارة في هذه المنطقة.
- تضم كورنث مرفأين استراتيجيين على طريقين تجاريين مهمين، مما جعلها واحدة منأغنى وأقوى دول المدن في اليونان.
يتضمن معبد أبولو في كورينث، الذي شيد على الطراز الدوري على تلة صغيرة في العام 540 قبل الميلاد، وفي القرن الثالث عشر تم استبدال القلعة اليونانية الرومانية في المنطقة بقلعة فرانكو البيزنطية الكبيرة، ويحتوي متحف المدينة القديمة على أرضيات من الفسيفساء وتماثيل تيراكوتا لأبو الهول وتماثيل مخلوقات أسطورية وتماثيل رومانية وأواني خزفية عمرها 5000 عاما.
بيرغامون
تقع بيرغامون على بعد 60 كيلومترًا شمال إزمير، وتشمل بعض أجمل الآثار الاغريقية في كل من اليونان وتركيا. تقع بيرغامون على جبل صغير مطل على جميع الاتجاهات، وتحتل آثار بيرغامون مساحة كبير وتضم معابد طروادة وديونيسوس وضريح ديميتر والمكتبة الشهيرة وصالة للألعاب الرياضية مؤلفة من 3 طوابق ومدرج يوناني مؤلف من 15000 مقعد.
- كانت بيرغامون مستعمرة هلنستية قوية واسعة الانتشار في آسيا الصغرى خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد.
- حصلت مكتبة بيرغامون على مجموعة كبيرة من المخطوطات وصنعت ورقًا من جلد الحيوانات.
تم العثور على آثار بيرغامون من قبل مهندس ألماني في نهاية القرن التاسع عشر. تم استخراج مذبح زيوس الشهير من داخل جدار بناء بيزنطي بالإضافة إلى 97 لوح رخامي و2000 جزء من الإفريز الرئيسي و36 لوح و100 جزء من الإفريز الصغير وعدد لا يحصى من التماثيل والعناصر المعمارية الأخرى، تم نقل المجموعة بأكملها إلى برلين.
أوليمبيا
تعد أوليمبيا مدينة مهمة كانت مخصصة للإله زيوس وموطنًا للألعاب الهيلينية (المعروفة الآن باسم الألعاب الأولمبية)، ويقع معبد زيوس على سفح جبل كرونوس على الضفة اليمنى لنهر ألفيوس، ويضم المعبد تمثال زيوس الذي يبلغ طوله 12 مترًا والذي يعد واحدًا من عجائب الدنيا السبع.
تشمل آثار المدينة حاليًا الحمامات القديمة، والعديد من المعابد والمباني الأخرى.
طيبة
تم بناء طيبة قرب قاعدة جبل تيومسوس، وتقع على بعد 48 كيلومترا شمال غرب أثينا، وتعتبر طيبة أكبر مدينة في هذه المنطقة. تشتهر طيبة ببواباتها السبعة، على الرغم من عدم اتفاق المؤرخين القدماء على أسمائها. يقترح المؤرخون الحديثون أن أهل طيبة كانوا من البيلاسيجوس وليسوا من أصل فينيقي. ويعتقد بعض الآخرين أن طيبة كانت مستعمرة في جزيرة كريت، والمساهمة الوحيدة للفينيقيين في طيبة كانت الأبجدية.
ميليتوس
تعتبر ميليتوس واحدة من المدن القديمة الحقيقية التي تم بناؤها من الجرانيت الحديدي من جبل أوليمبوس، وكانت أول مدينة محصنة على الساحل الغربي للأناضول بالقرب من مصب نهر ميندر. كانت ميليتوس في ذروة تطورها وازدهارها خلال القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد، ولكن تم نهبها وحرقها عدة مرات. وكان بين سكان هذه المدينة الفلاسفة الشهيرين طاليس وأناكسيماندر وأنكسيمانس.
سرقوسة
تم بناء مدينة سرقوسة في عام 734 قبل الميلاد، وهي مدينة يونانية رائدة في صقلية، كانت مخصصة للآلهة أرتميس، وكانت موطنا لعالم الفيزياء أرخميدس. وفي عام 382 قبل الميلاد، سيطرت سرقوسة على معظم صقلية، حيث استولت على قرطاج في أقصى الغرب والعديد من المدن اليونانية الإيطالية، وكانت في ذلك الوقت واحدة من أقوى المدن اليونانية.
