عشرة روايات عربية قصيرة
القصص والروايات القصيرة هي واحدة من أشكال الأدب والفن المعروفة على مستوى العالم منذ زمن، وتتميز الروايات القصيرة بسرعة الأحداث وانعدام الملل والإطالة، كما تدور حول شخصيات وأفكار وأحداث أقل بكثير مما تقدمه الرواية الطويلة
لذلك، يعتبر الروايات القصيرة مناسبة للقراءة في أيام قليلة، بعضها لا يستغرق سوى ساعات قليلة. وعلى الرغم من قصر هذه القصص والروايات، فإنها لا تعني تضييع الجوانب الفنية أو فقدان المتعة، بل على العكس تماما، فقد تكون الرواية القصيرة ممتعة وجميلة بسبب التركيز على الأحداث. لذلك، لا يكون حجم الرواية مؤشرا على جودتها، بل يعتمد ذلك في النهاية على مهارة الكاتب واستخدامه لأدواته الأدبية وطريقته في تقديم الفن بشكل مبدع.
الرواية العربية القصيرة ليست مختلفة كثيرا عن الروايات العلمية في تميزها، وحيازة الكاتب لأدواته هي وسيلته لإسعاد القارئ وتقديم تجربة قراءة متميزة تستحق الاستمتاع، وربما للغة العربية ميزة تتفوق فيها على اللغات الأخرى في ثراء كلماتها وتعبيراتها ومعانيها، والتي تميزها عن غيرها من اللغات، وفيما يلي أقصر عشر روايات عربية
رواية ظل الأفعى
تحكي هذه القصة القصيرة، التي كتبها الكاتب المصري الشهير يوسف زيدان، عن الأنثى بأشكال مختلفة ومن منظوره الخاص كما تراه الثقافة العربية التي ترمز للمرأة بالأفعى. تدور الأحداث في يوم واحد وتتناول قصة امرأة كانت تعيش مع زوجها ولكنها تغيرت نحوه ورفضته، وعندما حاول جدها التعاون معه فشلوا، لكنه في النهاية اكتشف أن والدة الزوجة هي التي تسببت في هذا الانفصال
رواية حظك اليوم
هذه الرواية القصيرة الممتعة، للمرحوم الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي جعله الشباب رمزا لهم بكتاباته، وتعلقوا به، وكانت وفاته صادمة للجميع، يحكي هنا قصة عن شخص مزيف يدعي أنه يعرف مستقبل الناس من خلال أبراجهم. انتشرت صوره وملأ اسمه المجلات، وتعلق به الكثير من العامة، حتى أصبح ثريا على حسابهم ويعيش في فرنسا، ويصدقه الناس بسذاجتهم. تتصدى له مجلة ومحرريها ورئيس تحريرها في سلسلة مقالات تكشف هذا الاحتيال.
ويفضحه وتتوالى الفضائح الأخلاقية، ليتم القبض عليه وينتحر في السجن، ويجد المحررون الذين فضحوه جملة مرسلة منهم قبل موته إليهم تخبرهم أن موتهم سيكون بواسطة أبراجهم، ليتحقق كلامه بالفعل ويموت كل منهم عن طريق أمر متعلق بالبرج الخاص به، أحدهم مثلا يموت بتسمم من دبوس غرز في كف يده على هيئة حمل، وهكذا، ويؤكد الكاتب أن الأبراج كذب، ودجل لا يعقله عاقل، ومع ذلك قد تنتقم روح شريرة لدجال ميت من أحياء.
رواية أفراح القبة
هذه الرواية كتبها الأديب نجيب محفوظ، ولم تحظ بالاهتمام في وقت كتابتها وحتى بعدها بفترات، ولكن بعد تحويلها إلى عمل درامي، أصبحت شهيرة وحظيت بالاهتمام من الناس، وتدور حول فرقة مسرحية تكتشف من خلال عرضها المسرحي أنه يصور حياتهم وشخصياتهم، وعليهم مواجهة أنفسهم وأخطائهم. المخرج يتمسك بالعرض ويحاول إجبارهم على المواجهة وتصحيح أخطائهم
رواية رجال في الشمس
كتب الروائي غسان كنفاني هذه الرواية في بداية حياته الأدبية، وتتناول الرواية النضال الفلسطيني من خلال تصوير عدة شخصيات ومراحل، وكيف اضطر رجال لترك أرضهم وبلادهم بعد هزيمة العرب في حرب ٤٨، وكيف يخرج ثلاثة رجال في الشمس ولهيب الصحراء عابرين الحدود، ويتخذون طريقة الاختفاء في خزانات للتجاوز من نقاط التفتيش، ويصلون إلى النهاية ولكن يلقون بنهايتهم المأساوية بسبب شرطي ينفق الوقت في الثرثرة حتى يموتون في الخزانات
رواية الحرام
تتحدث الرواية التي كتبها يوسف إدريس عن الطبقة الفقيرة والمهمشة والعمال، وهم الطبقة التي نادرًا ما يحدث عنها، وكيف أنها تعاني من غياب حقوق العمل والصحة والحياة الكريمة، وخاصة العمال الذين يعملون باليومية.
تحكي القصة عن مأساة امرأة تعاني من مرض زوجها الذي يحجبه عن الحياة، ويتعرض للاعتداء من شخص في القرية ويتعرض للاغتصاب ويحدث حمل غير مرغوب فيه، وتضطر لإخفاء هذا الحمل لأنه يعرف الجميع أن زوجها لا يمكنه الإنجاب، وتتحمل العمل الشاق حتى تلد، وتحاول تهدئة صراخ الرضيع حتى لا يتم اكتشاف الأمر، لكن الرضيع يموت في حضنها، وتعود إلى العمل من أجل أسرتها، وتصاب بحمى النفاس وتتدهور حالتها.
رواية العسكري الأسود
رواية للكاتب يوسف إدريس، وهي رواية قصيرة غير عادية تتعرض للسياسة وللنفس البشرية بشكل قوي، حيث تحكي عن فترة من تاريخ مصر السياسي، وتظهر الحكم المطلق وسلطة الحاكم الأوحد وغياب الرقابة وعدم وجود دور للمعارضة، وكذلك استخدام القوة والعنف ضد أي صوت مخالف. الرواية تتبع حياة طالب طبيب مصري يهتم بتفاصيل بلاده، وتحدث في فترة من فترات الحراك السياسي، ويجد نفسه مواجها لسلطة العسكري الأسود الذي يتعذب بها المعتقلون ويستخدمها لتعذيب الأشخاص الذين يخالفونه
يعرفه السياسيين والضباط، وكل من له علاقة بالحكم، أو بالبحث عن حريته، خطواته تفزع المساجين في نومهم صوته يرهبهم شكله قاتل في نفوسهم، فهو يعذب من أجل التعذيب، لا يتوقف الأمر عنده لمجرد الحصول على معلومة، أو اعتراف بل التعذيب عنده عمل يقوم به وهو مجد في عمله لا يتوانى عنه، يعذب ذلك الطبيب الشاب فيتغير بسببه ليصبح بعد الخروج من المعتقل شخص آخر غير الذي دخل.
ويتخرج من الكلية ليتم تعيينه في عقر دار من ظلموه، في السجون وتأتيه المهمة الأعظم خطاب بتحري حالة العسكري الأسود للوقوف على حالته وتقرير يفيد بعدم صلاحيته للعمل، كذلك هي الدول الاستبدادية، لا تتوقف على أحد رجالها وأدواتها إذا وقع أو اصابه مرض لا يهم علاجه، ولا حالته المهم سرعة التخلص منه، ومن أي عبء مادي، وهنا يصبح واجب الطبيب أن يتواجه مع سجانه، ومعذبه ليراه وهو يقطع جلده ويشرب دمع، ويعذب نفسه بيده كما كان يعذب سجانيه.
رواية الكرنك
: قصة مكتوبة من قبل الكاتب نجيب محفوظ، وتم تحويلها إلى عمل درامي، تدور حول فترة قمع سياسي في مصر، حيث كانت مجموعة من الطلاب يحيون حياة الطالب العادية بالدراسة وقصص الحب والحديث عن السياسة وغيرها، لكنهم يجدون أنفسهم بشكل مفاجئ في السجن دون سبب جنائي، ويتعرضون للتعذيب والاضطهاد حتى يصبحوا جثثا تتحرك على الأرض بعد الإفراج عنهم، وتنتهي علاقتهم بالحياة ويفقدون شغفهم بها، وبعد سقوط الطغاة يحاولون النهوض من جديد
رواية صديقي لا تأكل نفسك
كتب الراوي هذا الكتاب في وقت بعيد عن التنمية البشرية التي أصبحت منتشرة حاليا. ومع ذلك، يحتوي الكتاب على قصص للنمو الشخصي بشكل فعال وبطريقة أدبية فنية حكيمة من قبل الكاتب المميز عبد الوهاب مطاوع، صاحب بريد الجمعة الشهير والقلم الحكيم، مما يحفز النفس ويساعدها على التخلص من الصعوبات
رواية العنكبوت
العنكبوت للدكتور مصطفى محمود، هذه الرواية تتعرض لفكرة أعيد إثارتها في الزمن الحالي بشكل ملفت، على الرغم من قدم الرواية، وهي فكرة أن الشخص يعيش أكثر من مرة وأكثر من حياة، وتسيطر تلك الفكرة على رأسه ويتبني إثبات تلك النظرية بقتل العديد من الناس حتى خطيبته، وفي النهاية يقتل نفسه محاولا التأكد من صحة نظريته.
رواية شرف
رواية متعددة الفصول من تأليف صنع الله إبراهيم، تتحدث عن السجون والحكم والسياسة خلال فترات حكم مصر، بدءا من عبد الناصر ووصولا إلى مبارك. تحمي الرواية بطلها الذي دخل السجن بسبب الدفاع عن شرفه، وتظهر جرائم الدول الكبرى التي تستغل الدول النامية طبيا من خلال سجين يروي تلك الأحداث، وأخيرا يروي الجانب الإنساني لمن يقضون سنوات عمرهم وسط جدران السجون