التاريخزد معلوماتك

أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية

تُنفَّذ العديد من الحفريات المختلفة بشكل مستمر لتكون وسيلة لكشف الآثار القديمة. ويُعَدّ هرم زوسر المدرج أحد أقدم الآثار التي تم العثور عليها، وهو يُعَدّ أول بناء حجري في تاريخ البشرية. وتتطلب بعض الترميمات ليتم فتحه للزيارة بعد ذلك .

أقدم بناء حجري في تاريخ البشرية

تم بدء أعمال الترميم في هذا الهرم منذ عام 2006، وتم تخصيص ما يزيد عن 104 مليون جنيه لإكمال هذه المهمة بالمعايير والملاحظات التي قدمها المتخصصون على هذا الهرم، والتي أوضحتها منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة .

وعند الافتتاح دخل رئيس الوزراء إلى ممر الهرم الذي يؤدي بدوره إلى الحجرة الجنائزية ، وكذلك فإنها تؤدي إلى التابوت الجرانيتي ، حيث أن ترميم هرم زوسر يعتبر من أهم مشاريع الترميم التي تم تنفيذها حيث أن هذا الهرم يعتبر أقدم بناء على العالم ، وهذا المشروع يعتبر من ضمن خطط الدولة في تطوير الأماكن الأثرية والتي تعتبر وسيلة تعمل على جذب السياح من جميع أنحاء العالم ، ولقد تم ترميم الجوانب الأربعة في الهرم هذا بجانب ترميم السلالم وكذلك المدخلين الجنوبي والشرقي والممرات وغرفة الدفن وكذلك ترميم التابوت .

رغم بدء أعمال الترميم في عام 2006، إلا أن الخطط لترميم الهرم بدأت في عام 2003 .

الملك زوسر صاحب اول بناء حجري

يُعد الملك زوسر من أوائل ملوك الأسرة الثالثة، وقام ببناء الهرم من الحجر، وهو أول بناء حجري. وكان يتم الاعتماد على الطوب الطيني في بناء المصاطب ذات الشكل المستطيل، لتغطية الممرات التي توجد أسفل الأرض والتي يتم دفن المتوفى فيها .

أراد الملك زوسر بناء مدفن مختلف لنفسه، فأمر وزيره إمحوتب تقريبا في عام 2667 قبل الميلاد ببناء هذه الهرم المدرج. كانت هذه الفكرة الأولى لبناء الأهرامات، ولقد لاقت إعجاب الجميع الذين رأوها. حرص على إنشاء سلسلة من المصاطب بشكل تدريجي فوق بعضها، مما أدى إلى تشكيل الهرم .

نبذة عن الملك زوسر

بسبب ندرة الآثار والنقوش المكتشفة خلال هذه الفترة، تمكن العلماء من الوصول إلى معلومات حول الملك زوسر من خلال الهرم المدرج ونقوش وآثار أخرى تم الكشف عنها. ذكر أن الملك زوسر هو ابن آخر ملوك الأسرة الثانية في مصر، وكان يعرف باسم خاسخيموي، وحكم تقريبا في عام 2680 قبل الميلاد. والملكة نيماثاب هي والدته، وزوجته هي الملكة هيتبيرنتيبي، وتذكر بعض المراجع أنها كانت أخته غير الشقيقة (وكان منتشرا في العصور القديمة أن يتزوج الأشقاء لمنع تولي الحكم لأي شخص خارج العائلة). تبين أنه حكم لمدة تصل إلى 20 عاما، ولكن بسبب الآثار الضخمة التي تركها، يعتقد أنه حكم لفترة أطول .

تبين أن زوسر حظي بإعجاب الناس خلال فترة حكمه، وذلك لأنه كان يعد الطوق النجاة للشعب من المجاعة التي كانوا يعانون منها، وذلك بسبب بنائه لمعبد خنوم، الإله المعبود لنهر النيل (حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن كل شيء له إله، بما في ذلك الشمس والليل والخصوبة وغيرها من الآلهة). كما بنيت منزل زوسر الأبدي في سقارة، ويرى البعض أنه يعتبر إعجازا، خاصة أن السبب الرئيسي وراء بنائه لم يحدد، وكانت بداية لفكرة بناء الأهرامات .

اعمال بناء هرم زوسر

لكن تم عمل العديد من الدراسات حول هرم زوسر من قبل العلماء المتخصصين لمعرفة معلومات أكثر حول هذا الهرم ، وأعمال البناء قد مرت بالعديد من المراحل هذا ما وضحه الفحص والدراسات ، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه اتضح وجود بضع بدايات خاطئة حيث أنه من الواضح أن المهندس قام ببناء قبر المصطبة البسيط في البداية ، حيث أن أول مصطبة كانت مربعة على الرغم من أنه في هذه الفترة كان الشكل المستطيل هو الشكل السائد إلى المصاطب في هذه الفترة ، وهذا الأمر جعل العلماء يعتقدون أنه يرغب في بناء هرم مستطيل في البداية ولكن حدث أن أصبح بهذا الشكل .

أشار الخبراء إلى أن بناء المصطبة المبكرة كان يتم على مرحلتين، حيث تم استخدام طرق بسيطة في البداية لتقليل التكاليف. في الهرم، حرص الخبراء على عدم وضع البناء بشكل عمودي، بل وضعه بشكل مائل نحو وسط الهرم، مما زاد من استقرار الهيكل العام للهرم بشكل واضح. تم استخدام الحجر الجيري في بناء الهرم .

تزيين هرم زوسر المدرج

حرص المهندس المعماري على تزيين المصاطب المبكرة للهرم بنقوش من القصب، وأراد متابعة هذا التقليد لجعل الهرم يحمل نفس اللمسات والرموز التي توجد في المقابر التقليدية المبنية قبله، ولكن الهرم المميز بأنه بني على الحجر وليس الطين المجفف، وأعمدته تشبه حزم القصب والبردي، والأسطوانات الحجرية في مداخل الهرم تشبه شاشات القصب الملفوفة، وهناك ست مستويات تشبه المصطبة الموضوعة فوق بعضها البعض، وتم وضع الأحجار في انحدار من الداخل يشبه النصب التذكاري .

بعد الانتهاء من بناء هذا الهرم، تبين أن ارتفاعه يصل إلى 204 قدما أي ما يعادل 62 مترا. وعلى الرغم من وجود مبان أطول منه، إلا أنه يعتبر أطول مبنى في زمانه. تحيط بالمبنى المعبد، والساحات، والأضرحة المجاورة له. بالإضافة إلى المناطق المخصصة لإقامة الكهنة، والتي تم بناؤها على مساحة تبلغ 40 فدانا. يحيط به سور بارتفاع يصل إلى 30 فدانا. كان هذا السور يحتوي على 13 بابا زائفا، والباب الحقيقي الوحيد يقع في الجهة الجنوبية الشرقية.

يحتوي هذا السور على حاجز يمتد عبر الجدار بالكامل، وطول الحاجز يصل إلى 2.460 قدم أي ما يعادل 750 مترا، أما عرضه فإنه يبلغ 131 قدما أي ما يعادل 40 مترا. تم بناء هذا الحاجز لضمان عدم دخول اللصوص والأشخاص غير المرغوب فيهم إلى المكان، ولكي يتمكن الشخص من الدخول، يجب إخباره بالطريقة التي يدخل من خلالها. ولهذا السبب، يعتبر هرم زوسر المدرج أقدم هرم وأقدم بناء حجري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى