أفضل ما قاله المتنبي
يتعذر على أي شخص إنكار أن الأدب العربي مشهور بالفصاحة والنبوغ، ولا يمكن لأي شخص أن ينكر أن بعض الفصحاء العرب في الشعر والأدب أثروا في تاريخ الأدب العالمي بشكل عام. نكشف الآن عن زعيم الأدب العربي وابن عصره، الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي، الذي ولد بالكوفة في العراق عام 915 م وتوفي عام 965 م. فهو بالفعل واحد من أشهر وأفضل شعراء العرب عبر التاريخ، وهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة، وشعره لا يقاوم، وهو صاحب الحكمة في الكلام. إنه فخر للأدب العربي، وعاش هذا الأديب والشاعر العربي الأصيل أفضل أيام حياته في كنف سيف الدولة الحمداني في حلب، وكان نادرة زمانه وأعجوبة عصره
فقال عن الدنيا
أضمتني الدنيا فلما جئتها
مستسقيا مطرت علي مصائبها
وحيد من الخلان في كل بلدة
إذا عظم المطلوب قل المساعد
جمح الزمان فلا لذيذ خالص
مما يشوب ولا سرور كامل
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب
فكل بعيد الهم فيها معذب
بذا قضت الأيام مابين أهلها
مصائب قوم عند قوم فوائد
وفي الشرف قال
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
وعن صفات البشر قال
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
شر البلاد بلاد لا صديق بها
وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
وعن الحب والغزل قال
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه…… ولكن من يرى عينيك يعشق .
أغرك مني أن حبك قاتلي……….. وأنك مهما تأمري القلب يفعل .
تهواك ما عشت القلب فإن أمت…… يتبع صداي صداك في الأقبية .
أنت نعيم قلبي وعذابه… فما هو مكانك في قلبي وأحلى ما فيه .
وما أدهشني موت العشاق في الهوى ……….. ولكن بقاء العاشقين أمر عجيب
لقد دب الهوى لك في فؤادي……….. دبيب دم الحياة إلى عروقي .
أيها صديقي، فيما تعيشان، هل رأيتما… شخصا قتيلا يبكي من حب قاتله قبله؟ .
لو كان قلبي معي، ما اخترت غيركم… ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا .
يا ليت هذا الحب ينشأ مرة أخرى، فسيعلم ماذا يواجه المحب من الألم .
عيناك تنزلان إلى القلوب فكلها… إما جريحة أو مصابة المقتل.
وقال عن نفسه
الخيل والليل والبــيداء تعرفـني *** والسيف والرمح والقرطاس والقل
سيعلم المجتمع من يضم إلى مجلسنا أنني أفضل ممن تسعى به قد
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
أغلقت عيني وغابت عنها جميع الملذات، ويسهر الناس لأجلها ويختصونها
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ *** لَو أَنَّ أَمـرَكُمُ مِن أَمـرِنا أَمَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ ***إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم *** وَيَكرَهُ اللَّّـهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي *** أَنا الثُريَّّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
ولم يوقف الشاعر الأبيّ عند هذا بل أضاف:
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ *** لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنـِنا *** لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
ِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا *** أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
وعن السجن قال
ليت السجن يفعل ما يشاء؛ لقد أوطنت نفسي للموت، معترفًا بذلك
إذا كان مسكني فيك ناقصًا، فلن يكون اللؤلؤ ساكنًا في الصدفة
ومن أشهر أقواله في الحكمة والأمثال
لا يتحقق كل ما يتمناه الشخص، فالأمور لا تسير دائمًا كما يريدها
اعش كريمًا وامتنع عن الذل ، حتى وإن كنت على وشك السقوط والانهزامية
إذا رأيت نيوب الليث بارزة، فلا تعتقد أن الليث يبتسم
تأتي العزائم بحسب قدر العزيمة والإرادة، وتأتي المكارم بحسب قدر الكرامة والشرف
تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ
ومن يخدع نفسه في الحقائق وينحرف عنها يبحث عن المحال ويطمع فيها
شاهد :
من هو اهجى شعراء العرب