تعد كتب الأدب الطوباوي من أنواع الكتب الأكثر انتشارا، وذلك لأنها تناقش المواضيع والقضايا الهامة التي يحتاجها الإنسان في حياته. إضافة إلى ذلك، فإن مجال الأدب يعتبر من المجالات المتعددة التي تحوي العديد من الأمور. فهناك العديد من الكتب التي تناولت أدب المدينة الفاضلة التي يحلم بها الكاتب، مدينة تخلو من الحروب والنزاعات. يتخيل الكاتب المدينة الفاضلة التي يحلم بالبقاء فيها، مدينة مثالية لا يوجد فيها أثر للتعب أو المرض أو الحزن، وكأنه يتمنى مدينة تشبه الجنة. ولذلك، كان حلمه هذا خياليا إلى حد كبير بسبب أن الحياة ليست مكانا ثابتا لكي يستمتع بها الإنسان بدون وجود محن أو ما شابه ذلك. وتم ذكر مصطلح المدينة الفاضلة في العديد من المؤلفات، وأول من قام بتداول هذا المصطلح كان أفلاطون في كتاباته، حيث بحث طوال حياته عن المدينة الفاضلة التي كان يحلم بالعيش فيها بدون أي من عوائق الحياة اليومية
أفضل كتب أدب المدينة الفاضلة
أدب المدينة الفاضلة لم يقتصر فقط على الجوانب الأدبية والحياتية الاجتماعية، بل تناول أيضا العديد من المسائل والقضايا الفلسفية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. ويطلق على هذا النوع من الكتابات اسم الكتابة الطوباوية، والتي تعني الحياة المثالية أو السعيدة. ولم تكن هذه الكتابات مقتصرة في الكتب والروايات فحسب، بل كانت هناك أيضا العديد من المقالات التي تناولت هذا النوع من الأدب. يهدف الكاتب من خلال هذه الكتابات إلى الهروب من واقعه والتحليق في عالم الخيال الذي يصوره لنفسه، حيث لا ملل ولا حزن ولا ألم ولا انفصال. ومن أهم الكتب التي تناولت أدب المدينة الفاضلة، يمكن ذكر ما يلي،
كتاب جمهورية أفلاطون
عند الحديث عن المدينة المثالية، يتبادر إلى الذهن تلقائيا أفلاطون وبحثه المستمر عن تلك المدينة المثالية. لم تكن ملامح المدينة التي وصفها أفلاطون مقتصرة على الرفاهية والسلام والابتعاد عن الحروب والصراعات فحسب، بل كان يبحث عن مدينة تتسم بالقيم الأخلاقية والمثل العليا قبل كل شيء. إن بحث أفلاطون عن تلك المدينة لم يكن مدفوعا بالاستقرار المادي أو السعادة الدنيوية أو تحقيق مكاسب الحياة، بل كان يسعى لإيجاد مدينة أخلاقية وإنسانية مثالية. لذلك، يعتبر كتاب “جمهورية” لأفلاطون من أهم الكتب التي تناولت هذا النوع من الأدب عبر العصور المختلفة، ويعتبر مرجعا هاما عند مناقشة أدب المدينة المثالية .
كتاب يوتوبيا للكاتب توماس مور
حصل كتاب يوتوبيا على المركز الثاني في الأدب الطوباوي بعد كتاب جمهورية أفلاطون في المدينة الفاضلة. تم نشر هذا الكتاب في عام 1516 ويتناول توماس مور وصفا للمدينة أو الجزيرة المثالية التي يرغب في العيش فيها، حيث تخلو تماما من الكراهية والعداوات والحروب بين الشعوب. في هذه المدينة، تتجسد السعادة في جوانبها ونواحيها بحيث أن مور يرغب حتى في إعدام المذنبين الذين يرفضون التوبة والعودة عن أفعالهم. كل ذلك يشكل المواصفات التي يرغب مور في أن تتحلى بها مدينته. في معظم الكتب التي تتحدث عن هذا الأدب، يظهر لنا صورة للعصر الذي كتبت فيه. عندما يتحدث الكاتب عن الابتعاد عن الحروب والصراعات، في الغالب يكون يعيش في عصر مسود بالحروب والنزاعات. وبالتالي، ما يحتويه الكتاب هو عبارة عن ملامح للعصر الذي كتب فيه .
كتاب نيو أتلانتس للكاتب فرانسيس بيكون
على الرغم من عدم استكمال تلك القصة الطوباوية، إلا أنها من القصص الهامة التي تناولت حديثا عن هذا النوع من الأدب. تم نشر هذه القصة بعد وفاة فرانسيس بيكون في عام 1627، وحظيت بإعجاب الكثير من القراء، خاصة أولئك المهتمين بالأدب الطوباوي، وذلك لأن فرانسيس بيكون، الفيلسوف العظيم، قام بكتابتها وأضفى عليها الكثير من الشهرة بفضل الجانب الفلسفي الذي يبرع فيه الكاتب، وتم كتابة تلك القصة في عصر اليزابيث وجاكوب .
كتاب عالم الحريق للكاتبة مارغريت كافنديش
تتناول الكاتبة في هذا الكتاب العيش في مدينتها المثالية التي صورتها في خيالها، إذ تكون مليئة بالسعادة والنجاح. تتطلع الكاتبة إلى الاستمتاع بالحياة قدر المستطاع وتكريس حياتها لهذا الجانب الإيجابي والمبهج الذي يحيط بها. تم تناول هذا النوع من الأدب أيضا في فيلم سينمائي، حيث يتم استكشاف المدينة المثالية التي ترغب الفتاة في السفر إليها، كما لو كانت تبحث عن عالم بديل عما تعيش فيه حاليا .
كتاب رحلات جنيفير للكاتب جوناثان سويفت
نال هذا الكتاب الذي نشر في عام 1726 شهرة كبيرة في ذلك الوقت، حتى أنه كان واحدا من الكتب الأكثر مبيعا، وتم طباعة العديد من الإصدارات له بسبب شهرته الواسعة. يتناول هذا العمل أربعة أنواع من الخيال، واستطاع الكاتب من خلالها لفت انتباه القارئ، حيث إن الخيال هو مادة خصبة تجذب القارئ في الكثير من الأحيان. ولقد جمع الكاتب بين الخيال والواقع بطريقة عقلانية مميزة، وهو ما لم يسبق لأي كاتب أن قام به في أدب المدينة الفاضلة
كتاب صموئيل بتلر Erewhon
تم نشر هذه الرواية التي تتناول هذا النوع من الأدب في عام 1872، على الرغم من أن الكاتب اتبع نفس أسلوب السرد المرتبط بالأدب الرومانسي، إلا أنه تناول هذا النوع من الأدب بطريقة ساخرة، حيث يرى أن دور الإنسان في عالم المستقبل سيتقلص وتحل محله الآلات والمعدات، ويشير بذلك إلى التطورات التي ستحدث في المستقبل
كتاب نظرة إلى الوراء للكاتب إدوارد بيلامي
نشرت هذه الرواية في عام 1888، وكانت فكرة كتابتها تتمحور حول مجتمع خيالي مثالي يبتعد عن الصراعات والنزاعات، وتشتمل على بعض الأحداث التي تناولت حركة الاستقلال الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعض الأحداث في الرواية تشابه بنية قصر سحابة لحياة إنسانية مثالية، حيث يتم التركيز في كلا الفكرتين على السعي للعيش في حياة مثالية ومستقرة