أفضل حكم ومواعظ الشيخ الشعراوي
الشيخ محمد متولي الشعراوي، واحد من أشهر علماء الدين، الذي ترك وراءه إرثا كبيرا، فبفضل معرفته الواسعة وشغفه بالعلم، أصبحت كلماته مصدر إلهام لجميع الأجيال، ولد في عام 1911 في مصر بقرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن وهو في الحادية عشرة من عمره، والتحق بالأزهر الشريف في القاهرة .
وقد كان له الكثير من الانجازات، خاصة في الأزهر الشريف ، كما منح العديد من الجوائز وأوسمة الجمهورية، وكان له العديد من الكتب والمؤلفات منها، الاسراء والمعراج ، الإسلام والفكر المعاصر ، الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج ، الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم ، الأحاديث القدسية ، الأدلة المادية على وجود الله تعالي ، البعث والميزان والجزاء ، التوبة .
لقد كان له العديد من الحكم والمواعظ والنصائح التي جمعنا معظمها في هذا المقال .
أفضل حكم ومواعظ الشيخ الشعراوي
تشهد ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم على أعمالهم في يوم معين. لماذا؟ لأنها لم تعد مسخرة للإنسان وطاعته في الطاعة والمعصية. فحواسك التي مسخرة لك من قبل الله في الحياة الدنيا، هي مسبحة وعابدة. وإذا أجبرت هذه الحواس على الانحراف عن الطريق الصحيح، فإنها ستلعنك في يوم القيامة وتشهد عليك.
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}[الجمعة:10]. كأنك ذهبت للمسجد لتأخذ شحنة إيمانية تعينك وتسيطر على كل حواسك في حركتك في التجارة، وفي الإنتاج، وفي الاستهلاك، وفي كل ما ينفعك وينمي حياتك. وحين يأمرك ربك أن تفرغ لأداء الصلاة لا يريد من هذا الفراغ أن يعطل لك حركة الحياة، إنما ليعطيك الوقود اللازم لتصبح حركة حياتك على وفق ما أراده الله.
انظر إلى الهدهد يقول لنبي: هذا هو الهدهد المخلوق الذي هو أقل من سليمان عليه السلام، يقول له: `عرفت ما لم تعرفه`، ويبدو أن هذه العبارة تأتي لتعلمنا حسن التصرف مع الآخرين الذين هم دوننا، حيث يمنح الهدهد لأولئك الذين هم دونه معرفة لم نعرفها. ألم تعلمنا الغراب كيف نخفي سوء الميت؟ `فبعث الله غرابا يبحث في الأرض`.
فمن تبع هدايا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ما هو الخوف وما هو الحزن؟ الخوف هو أن تتوقع أن يحدث شر مستقبلي لا تستطيع تحمله، فتشعر بالخوف منه، والحزن هو أن يفوتك شيء تحبه وتتمناه. والحق سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية: من يسلك طريق الإيمان الذي دللته عليه وأوضحته في منهجي، فلا خوف عليهم، أي أنه لا يفوتهم خير فيسبب لهم الحزن، لأن كل الخير في منهج الله. فالشخص الذي يتبع منهج الله لا يخشى أن يحدث أي شيء سيء
ما الفرق بين أن يقول الإنسان المؤمن ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) في بداية كل عمل.. و بين الكافر الذي لا يقول باسم الله .. و مع ذلك فالأعمال أيضا تعطي ثمارها للكافر و المؤمن سواء.. الإجابة هي : إن الفرق بين المؤمن و الكافر…فرق واضح إن المؤمن يثق بأن الله سخر له العمل .. فيطمئن و هو يؤدي العمل.. إن المؤمن يعمل و في باله الاطمئنان .. و الإحساس والأمان و أن الخير لا يجيء في الدنيا و حدها .. إن الخير يجيء في الدنيا و يثاب عليه المرء في الآخرة .. أما الكافر فقد يقوم بالعمل و قد يفشل فيه..و يرث القلق على العمل و لا يأتيه الثواب على العمل في الآخرة.. لذلك فنحن أيضا عندما نحمد الله بعد العمل.. فإننا نؤكد الصلة و الثقة بأن الله هو الذي أعطانا فلا يدخلنا غرور أو زهو..إنما يحس الإنسان بفضل الله..
سيأتي يوم عندما لا تكون الأسباب مفيدة للإنسان الذي يعتمد عليها.
يتبع المؤمن منهج الله في الدنيا ليستحق نعمة الله في الآخرة. ولو لم تكن الآخرة موجودة، لكان الكافر أكثر حظا من المؤمن في الحياة. فالكافر يأخذ ما يشتهيه من الدنيا ولا يقيد نفسه بمنهج، بل يطلق شهواته. أما المؤمن فيقيد حركته في الحياة وفقا لمنهج الله ويتعب في سبيل ذلك. ثم يموت الاثنان ولا يكون هناك شيء بعد ذلك. فيكون الكافر هو الفائز بنعم الدنيا وشهواتها، والمؤمن لا يأخذ شيئا، والأمر هنا لا يستقيم بالنسبة لقضية الإيمان. ولذلك، يكون الإيمان بالله قمة الإيمان في البداية، والإيمان بالآخرة قمة الإيمان في النهاية.
إن الدين كلمة تقال وسلوك يفعل ٬ فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة ٬ فالله سبحانه وتعالى يقول : يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ – لأن من يراك تفعل ما تنهاه عنه يعرف أنك مخادع وغشاش ٬ وما لم ترتضه أنت كسلوك لنفسك لا يمكن أن تبشر به غيرك.
إن المؤمن لا يخشى المستقبل، فكيف يخشاه والله هو رب العالمين. إذا لم يكن لديه طعام، فهو واثق بأن الله سيمده بالرزق، لأنه رب العالمين. وإذا واجه أزمة، فإن قلبه مطمئن إلى أن الله سيفرج عنه ويزيل الكرب، لأنه رب العالمين. وإذا ناله نعمة، فإنه يشكر الله عليها، لأنه رب العالمين الذي أنعم عليه
الفساد في الأرض هو أن تتعمد تخريب الصالح. وأقل ما يطلب منك في الحياة هو أن تترك الصالح ليبقى صالحا، وأن لا تتدخل لتفسده. فإذا أردت أن تزيد إيمانك وتكون مؤمنا بشكل أعمق، تقترب من الصالح وتزيد من صلاحه. وإذا اقتربت من الصالح وأفسدته، فقد أفسدت شيئين، لأن الله سبحانه وتعالى أعطاك القدرة على الاستفادة من نعمة الحياة في هذا الكون، ولكنك لم تتركها تسير على الصواب الذي خلقت عليه. بل قمت بالتدخل وأفسدتها. لم تستغل النعمة التي أعطيت لك من الله بتركها تؤدي وظيفتها في الحياة ولم تزدها بصلاح. بدلا من ذلك، جئت لتفسد هذه المهمة التي كانت في حالة جيدة بفضل خلق الله لها. إذا، أنت لم تستقبل النعمة التي أعطيت لك بالاهتمام بمهمتها الصالحة ولا زيادة صلاحها، بل قد أفسدتها تماما ..
الفرق بين منهج الإيمان، ومنهج الشيطان، الحادثة واحدة، ولكن الذي اختلف هو الحلال والحرام. انظر كيف يتصرف الناس في الحلال .. في النور .. في الأمان، وكيف يتصرفون في الحرام ومنهج الشيطان في الظلام وفي الخفية ويحرصون على ألا يراهم أحد، ومن هنا تأتي دقة التعبير القرآني .. “وإذا خلو إلي شياطينهم”.
يحتاج منهج الشيطان إلى خلوة، مكان لا يراه أحد ولا يسمعه أحد، لأن العلن في منهج الشيطان يكون فضيحة، ولذا يحاول الأشخاص غير المستقيمين جاهدا أن يسترك حركتهم في عدم الاستقامة، ومحاولتهم الاختباء تشير إلى أن ما يفعلونه جريمة وقبح، ولا يجوز لأي شخص آخر فعله، وإذا لم يره أحد في مكان ما، فاعلم أنه يشعر أن ما يفعله في هذا المكان هو من عمل الشيطان الذي لا يقره الله ولا يرضاه.
{ويل لكل همزة لمزة “1” } (سورة الهمزة) ويل لكل من يتنمر ويستهزئ، سورة الهمزة تحذرنا من الهمزة الضارة التي تسخر من الناس، حتى لو كان ذلك بالتلميح فقط. إنها تروج لاستهزاء الإنسان المصاب بعيب في قدمه، حيث يعرج أثناء مشيه، وتحاول تقليده بطريقة تثير السخرية، سواء بالإشارة أو بالكلام. وهناك همز وهمزة، الهمزة تعبر عن الاستهزاء والسخرية من الناس، وهي علامة على ضعف الإيمان. فنحن جميعا مخلوقون من قبل إله واحد، لذلك، الصفة التي يستهزء بها من إنسان عاجز مثلا، لا تعني شيئا، فلا يملك أي نفع فيها، ولا قوة ولا حول. الإنسان لم يخلق نفسه، والحقيقة هي أنك تستهزئ بالمخلوقات التي صنعها الله. ومن يستهزئ بخلق الله، فهو إنسان غبي؛ لأنه يستهزئ بعيب في خلق الله ولا يدرك ما أنعم الله به عليه. فالحق سبحانه وتعالى أعطى هذا الإنسان صفات وميزات ربما لم ينعم بها على غيره، والله سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا يستهزئ قوم بآخرين، ربما يكونوا أفضل منهم} (من الآية 11 سورة الحجرات)
تُعرف النفسية المنافقة بأنها تصف إنسانًا بلا كرامة ورجولة، ولا يمتلك القوة الكافية لمواجهة الأمور، ويحاول الزيف في الخفاء، ولذلك، تصبح صورته حقيرة أمام نفسه، حتى لو نجح في إخفاء عيوبه عن الآخرين، لأنه يكذب على نفسه، وهذا يجعل صورته حقيرة في نظره
إذا تنافرت القلوب والدواء هو الزجاجة، فإن كسرها لا يجبرها
من الجميل أن تزرع وردة في كل بستان، ولكن الأجملأن تزرع ذكر الله على كل لسان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
لا تستخدم فمك الا بـ شيئين فقط : الصمت والابتسامة! الابتسامة تحل المشكلات، والصمت يساعد في تجاوزالمشكلات
من الأمور العجيبة في هذا العالم هو أن سكانه عندما يلعبون، ينقلون قوانين الجد إلى اللعب، ويتركون الجد بدون قوانين! عندما نشاهد مثلا مباراة في كرة القدم، نجد أن كل مشاهد يلتزم بالدقة في التحكم بوقته ولا يسمح للزمن بالهروب منه، ولا يسمح للمكان أيضا بالهروب. يذهب بعض الناس ربما قبل الموعد بساعات لكي لا يفقد المكان، وعندما يأتي الفريقان والحكم، يبدأ اللعب في اللحظة التي يطلق فيها الحكم صفارته. وعندما يغفل الحكم عن لعبة ما، يصيح الجمهور! إذا، لماذا قمتم بنقل قوانين الجد إلى اللعب وتركتم الجد بدون قوانين؟ لماذا لا يمكن أن يكون هذا موجودا في الحياة الحقيقية؟ حيث إذا كان أحدكم يتحكم في شيء وأخطأ، يصيح الجمهور عليه كما يحدث في مباريات كرة القدم! وأيضا في احترام الوقت، يبدو أنهم يحترمونه بشكل مقدس، فيقولون: الوقت ضائع! من العجيب حقا أن تنقلوا قوانين الجد إلى اللعب وتتركون الجد بدون قوانين، وبعد ذلك ترغبون في سلامة الحياة، في حين زرعتم الشر فيها. لا يوجد سلامة في الحياة إلا إذا تم تأمين شروطها وزراعة بذورها بالخير. لا تطلبوا ثمار الخير من الحياة عندما تكون بذورها شرا أبدا.
يقول البعض إن الحقيقة تحتاج إلى إيمان، وأن عظمة الإيمان تظهر في اتباع الأحكام والحكم الذي قد لا يكون واضحًا للفهم، لأن الإيمان بالحكمة يعتبر أهم من الإيمان بالشخص الذي يصدر الأمر.
الحياة ليست كما تتصورون! فالحياة تتضمن قيمًا ومسؤوليات ورعاية، وتتطلب جهدًا وتعبًا. ويومًا ما، سيتحول كل شيء إلى ذكرى لا يمكنكم أمامها سوى أن تبتسموا وتخفوا عواطفكم. لذا، استمتعوا بكل ما تعيشونه الآن، فسوف تتمنون العودة إليه يومًا ما مع أفراحه وأتراحه! هذا ما يخبرنا به الحنين الذي يتراجع على وجوه كبار السن ..
الثائر الحق هو من يسعى للقضاء على الفساد، وإذا نجح، يبدأ في بناء الأمجاد
إن حكمة أي تكليف إيماني هي: هذا الأمر معروف أنه من الله سبحانه وتعالى، لذا فهو ليس موضوعًا للنقاش أو المناقشة، ويجب عليك الطاعة لأن الله هو الإله وأنت عبده، وهو من قال “افعلوا حتى نفعل” و “لا تفعلوا حتى لا نفعل ..
يرغب الكافر في أن يكون ترابًا بسبب العذاب الشديد الذي يراه أمامه والخسارة التي يتعرض لها، وهذا يدل على شدة ندمه في يوم لن يفيد فيه الندم
اليقين الذي لاشك فيه هو أننا جميعا سنلاقي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. وسيحاسبنا على أعمالنا. ومع أن هذا يقين، فإن كثيرا من الناس لا يلتفتون إليه. يسعون للمستقبل المظنون. ولا يحس واحد منهم بيقين الآخرة. فتجد قليلا من الآباء هم الذين يبذلون جهدا لحمل أبنائهم على الصلاة وعبادة الله والأمانة وكل ما يقربهم إلي الله .. أنهم ينسون النعيم الحقيقي. ويجرون وراء الرذائل فتكون النتيجة عليهم وبالا في الآخرة.
يعد الموت حدثا واقعا ولكنه غير مرئي، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى، من رحمته بالعقول البشرية، قرب لنا المعرفة بالأحداث الغيبية من خلال تجسيدها في أشياء مرئية. ومن أمثلة ذلك، عندما ينظر الإنسان إلى نفسه وهو حي، لا يدري كيف خلقه الله وأحياه، ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن ذلك في القرآن الكريم، حيث قال إنه خلق الإنسان من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون، ثم نفخ فيه من روحه. وبما أن الموت حدث مرئي للجميع، يأتي الله سبحانه وتعالى به كدليل على مراحل الخلق التي لم نشهدها