الشيخ محمد الغزالي هو واحد من أعظم المفكرين الإسلاميين، وهو من أبرز المجددين، ولد في عام 1917 في محافظة البحيرة في مصر، اشتهر برؤيته المعتدلة في الدين، تلقى تربيته وتعليمه الديني، وعمل في مجال الدعوة والإرشاد الديني، قضى حياته المهنية بين مصر وسوريا والجزائر، وحاز على العديد من الجوائز، وله العديد من المؤلفات التي تعتبر مرجعا لعلماء الدين في الوقت الحاضر، وأسهم بصورة كبيرة في الفلسفة وتطوير عصره، فكلمة يقولها تعبر دائما عن إيمانه وفهمه العميق للحياة، توفي في عام 1996 وترك وراءه العديد من الأقوال والحكم الرائعة التي نقدمها في هذا النص
لا يجب الخلط بين تبلد الطباع المريضة وتسليم الأقوياء لما نزل بهم، فإذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس.
المعلومات النظرية التي لم يتم تحويلها من الذهن إلى الواقع تشبه الطعام الذي لم يهضم بالكامل وتحول إلى طاقة وحرارة وحركة.
المجد والنجاح والإنتاج يبقون أحلامًا لذيذة في نفوس أصحابهم، ولا تتحول إلى حقائق حية إلا إذا أضاف العاملون إليها روحهم واتصلوا بها بشكل مباشر وعملي باستخدام كل ما في الدنيا من حاسة وحركة.
هناك متكاسلون في طلب الدنيا..
والكسل صفة سيئة، وعبادة الدنيا صفة سيئة، والإسلام يحتاج إلى دنيا تخدمه، وتدفع عنه، وتمد رواقه، فكيف يمكننا جعل القلب يعتز بربه، يمتلك الدنيا ليستخدمها في خدمته، ويجمع المال والأطفال ليكونا قوة للحق، وحاجزا يحمي به؟ كيف يمكن تحويل ذكر الله في الصباح والليل إلى ممارسة إيجابية فعالة، تجعل أصحابه رهبانا في الليل وفرسانا في النهار.
الإسلام قضية ناجحة لكن محاميها فاشل.
يخاف الناس الفقر والذل، وبسبب ذلك يصبحون فقراء.
يتحمل المتدينون نصف أوزار انتشار الكفر في العالم، بسبب سوء تصرفاتهم وكلماتهم السيئة تجاه خلق الله.
من الرائع أن يقوم الإنسان بتنظيم نفسه من حين لآخر، وينظر بعين ناقدة إلى جوانبه السلبية ليتعرف على عيوبه ونواقصه، ويقوم بتطوير السياسات القصيرة والطويلة المدى ليتخلص من النواحي السلبية التي تؤثر عليه.
يتطلب الإيمان أن يكون للإنسان حدود يتوقف عندها ومعالم يصل إليها.
من الأمور السيئة أن يستغل المرء مواهبه العظيمة لأغراض تافهة.
أنا لا أخشى على الإنسان الذي يفكر وإن ضل، لأنه سيعود إلى الحق، ولكني أخشى على الإنسان الذي لا يفكر وإن اهتدى، لأنه سيكون متقلبًا كالقشة في مهب الريح.
يا رب، الأذى يأتي بالنفع، الأجسام تتحسن بالأمراض، يا رب، النعمة فيها اختبار.
إن الله يكلفك بقدر ما يعطيك.
وصدق من قال: الناس رجلان، رجل نام في النور، ورجل استيقظ في الظلام.
ربما كان الناس ينامون على الحصير، فانطبع شكل الحصير على جلودهم، فهل يعطيهم هذا شبهًا بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي رمق الدنيا بنظرة غائبة؟ إن فؤاد الرسول كان حاضرًا مع ربه، يقظان في حضرته مستغرقفي شهوده، فالرجل لا يصبح قائدًا لأنه عثر على زي قائد وارتداه.
يتمثل سر سرقة عمر الشخص في إضاعته لأيامه بالتفكير في يومه الغد، وهو يستمر في ذلك حتى يموت ويجد أن ليس لديه أي شيء.
تؤدي آفات الفراغ في أحضان البطالة إلى إنتاج آلاف الأمراض وتفشي جراثيم الزوال والتلاشي .
إذا كان العمل هو رسالة الحياة، فإن العاطلين هم الموتى.
الإنسان حر فيما يعرف، ومسيّر فيما لا يعرف، مما يعني أن حريته تزداد مع زيادة علمه.
ليس من مسؤوليتنا نقل تقاليد عبس وذبيان إلى أمريكا وأستراليا، بل مسؤوليتنا نقل الإسلام فقط.
يسعى الاستعمار الثقافي إلى خلق أجيال فارغة، لا تنشأ على أساس ولا تهدف إلى شيء معين، فقط تتحرك بناءً على الغرائز التي تحرك الحيوانات، وتملك قليلًا أو كثيرًا من المعرفة النظرية التي لا تعزز فيها الهمة والعزيمة، ولا يتحلى جبينهم بالتأنق. وينتمي معظم شعوب العالم الثالث لهذا النوع المنخفض.
لا يوجد مظلوم لم يتعرض للظلم، حيث يتواطأ الناس على إيذائه ولا يحرصون على إعطائه حقه.
يعتبر ظلم الأزواج لبعضهم البعض منأكثر أشكال الفساد والتدهور السريع من ظلم الحكام للمواطنين.
قضى المسلم حياته يقف بجوار الكعبة، مهملاً ما يتطلبه مستقبل الإسلام من جهاد علمي واقتصادي وعسكري، ولا يعتبر ذلك شيئًا مفيدًا عند الله. فبناء المصانع يعدل بناء المساجد.
من يؤذي الإحصان بالزنا ينتظره الشقاء، ويشبه حاله كلب ضال يتجول ليأكل طعامه ويتعرض للضرب أكثر مما يمتلك من الغذاء المسروق.
يرمي الجندي المؤمن بطرف يكاد يخترق سدوله في جنح الليل ليواجه العدو ويدحره، ويبحث عن ألف حيلة لمقاومته. أما العامل المؤمن فيجفف عرقه وينفي التعب عن نفسه، لأنه يريد خدمة أمته وتعزيز رسالته، وليس بسبب القهر والإكراه.