تفتخر شعوب العالم بالكتب القديمة التي تحمل معلومات وأسرار عن أسلافهم، فقد اعتمد المختصون في تسجيل التاريخ ودارسو الحضارات المختلفة على هذا النوع من الكتب والمخطوطات، ولكن الوضع قد يختلف تماما في حالة الكتاب الهنغاري الذي لم يستطع أي شخص على مستوى العالم قراءته أو حتى تفسير اللغة التي كتب بها .
تاريخ كتاب (Rohonc Codex)
لم يستطيع أي شخص أن يقوم بتحديد الزمن الذي كتب به الكتاب ، ولكن تاريخ اكتشاف هذا الكتاب يعود إلى القرن التاسع عشر في هنغاريا ، حيث كان يمتلكه أحد الرجال النبلاء وكان يسمى الكونت جوزيتيف ، وقام الكونت بالتبرع بالكتاب إلى مكتبة الأكاديمية الهنغارية للعلوم ، وذلك في عام ألف وثماني مائة والثامن والثلاثون .
على الرغم من محاولات العديد من الباحثين والمؤرخين لمعرفة أي معلومات عن الكتاب دون جدوى، فإن حتى اسم الكتاب الذي يعرف به هو في الأصل اسم المدينة التي تم اكتشاف الكتاب فيها .
يتألف الكتاب من 448 صفحة تجمع بين الرسومات والكتابات بهذه اللغة. يعتقد الباحثون أن هذه اللغة تشبه اللغة العربية في ترتيبها وتنسيقها، ولذلك يفترضون قراءة الكتاب من اليمين إلى اليسار. ولكن الغريب في الأمر أن الحروف التي تكونت منها كلمات هذه اللغة المجهولة تكتب بعضها بشكل مستقيم مشابه لبعض النصوص الهنغارية القديمة. وفي الوقت نفسه، تفوق عدد الحروف الأبجدية التي اكتشفها الباحثون في هذا الكتاب بكثير عدد الحروف الأبجدية في اللغة الهنغارية .
احتواء الكتاب على رموز غريبة
يحتوي الكتاب على عدد من الرموز الغريبة والرموز التوضيحية التي تحكي عن حروب دامية لم يكن يعرف عنها أي شيء في التاريخ، ولم يتم تحديد الأماكن التي وقعت فيها هذه الحروب أو أطرافها .
– يحتوي الكتاب على مجموعة من الرموز الدينية التي تم تداخلها بين مجموعة متنوعة من الأديان مثل المسيحية والإسلام واليهودية والهندوسية، ورموز أخرى لم يتم التعرف عليها، ويرى بعض المؤرخين أن الكتاب يصف مجتمعا يتميز بدرجة عالية من التنوع الديني، وربما تحكي هذه الصفحات عن التعايش الذي وجد في هذا المكان .
يتميز الكتاب بوجود علامة مائية على صفحاته، وتشبه هذه العلامة مرساة مرسومة داخل دائرة. يذكر أن هذه العلامة الفريدة تعود للفترة الزمنية بين عامي 1529 و1540، حيث تم اكتشافها في مخطوطة في المجر. ومع ذلك، لم تكن هذه العلامة معروفة للباحثين، بسبب احتمالية أن يكون تاريخ الكتاب قبل عام 1529 هو الأكبر .
وقد شهد التاريخ عدد كبير من المحاولات التي قام بها العماء المختصين في جميع أنحاء العالم وحتى الهواه من أجل التعرف على اللغة التي كتب بها هذا الكتاب ، بهدف ترجمته للغة حديثة حتى يستطيعون معرفة محتواه ، إلا ان كل هذا التجارب لم تحقق أي نجاح على الإطلاق ، وقد شهدة الفترة ما بين عامين 1884 و 1890 محاولات مكثفة في أوروبا والتي وصلت إلى حالة واضحة من التحدي بين الباحثين الذين لم يفلح أحدهم ، وقد وضعت الأكاديمية البلغارية أجزاء من الكتاب يمكن الحصول عليها من خلال شبكات الانترنت ، والهدف من ذلك أن يكون متوفراً لدى الهواءة حتى يتمكنون من الاطلاع علية .