العالمحروب

أغرب الحروب حرب الويسكي

منذ وجود الإنسان على الأرض، لم تتوقف الحروب والمعارك بأي شكل من الأشكال. وقد شهدت البشرية العديد من الحروب التي أسفرت عن خسائر بشرية جسيمة، مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث قتل الملايين وتشردت العديد من العائلات، إلى جانب الخسائر المادية والمعنوية الأخرى. عبر التاريخ، شهدنا العديد من الحروب التي بدأت لأسباب تافهة للغاية، مثل حرب الوسكي التي وقعت بين الدنمارك وكندا.

جدول المحتويات

حرب الويسكي

تقع جزيرة هانز، الجزيرة الصغيرة الخاوية في أقصى الشمال المتجمد، التي لا تتمتع بأي موارد طبيعية، وهي قطعة أرض غريبة بالنسبة للدولتين، إذ لم يكن القتال دمويا بسببها بل يمكن اعتباره من أكثر أنواع الحروب مرحا وسخرية بالنسبة لدولتين كبيرتين مثل الدنمارك وكندا.

على الرغم من هذا فإنه منذ أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، كانت هذه الصخرة التي على شكل جزيرة في وسط الماء هى قلب الخلاف المستمر بين الدنمارك وكندا، ووفقاً لأطلس العالم، تقع هذه الجزيرة في المنتصف من مضيق ناريس الذي يبلغ عرضه 22 ميلاً، وهذا المضيق يفصل بين جرينلاند وهي إقليم مستقل تابع إلى الدنمارك، وكندا، وحسب القانون الدولي فإن للجميع الحق في أن يطالبوا بالأراضي الموجودة على بعد 12 ميل من الشاطئ.

من الناحية الفنية، تقع جزيرة هانز في المياه الدنماركية والكندية على حد سواء، ويشير أطلس العالم إلى أن هذه الجزيرة كانت تابعة للدنمارك وتم الاعتراف بها على أنها أرض دنماركية من قبل المحكمة الدولية الدائمة التابعة لعصبة الأمم في عام 1933.

بعد انهيار عصبة الأمم في ثلاثينيات القرن الماضي وتشكيل منظمة الأمم المتحدة التي تستمر حتى الآن، فإن هذا الحكم يعتبر لا معنى له وغير مسموح به.

تداعيات حرب الويسكي

لم تكن جزيرة هانز موضع اهتمام من الحكومتين الدنماركية والكندية ولا من الوعي الشعبي خلال الحرب العالمية الثانية وتطورات الحرب الباردة، ولم تعود هذه المسألة إلى الواجهة حتى عام 1984.

في هذه السنة، قام وزير شؤون جرينلاند الدانمركي باحتلال الجزيرة وزرع العلم الدنماركي فيها، وترك لافتة صغيرة ترحيبية مكتوب عليها “مرحبا بكم في الجزيرة الدنماركية”، إضافة إلى زجاجة براندي دنماركي شهير. وبعد ذلك، قامت كندا بإرسال سرية من الجنود للجزيرة لإزالة العلم الدنماركي ورفع العلم الكندي بدلا منه، كما قامت بتبديل البراندي الدنماركي بزجاجة ويسكي كندي صنع في البلاد.

بعد ذلك، اندلعت حرب الويسكي التي لم تكن خطيرة على أي من الطرفين حتى الآن. كانت هذه الحرب الساخرة بين البلدين، اللذين يعتبران حليفين في حلف الناتو. تبادلت البلدين هذا العمل، حيث ترسل الدنمارك جنودا لإزالة العلم الكندي ووضع العلم الدنماركي. وهكذا توالت الأحداث حتى قامت كندا برفع مستوى الحرب وثبتت لوحة معدنية على صخرة في الجزيرة مكتوبا عليها أن هذه الجزيرة تعتبر جزيرة كندية. ولكن الدنمارك لم تتصرف بنفس الطريقة.

قال وزير الخارجية الدنماركي إن رفع وإنزال الأعلام وتبديل قوارير الويسكي بين الدولتين يعتبر سلوكًا طفوليًا، خاصةً أن الدولتين حليفتان ضمن حلف الناتو.

على الرغم من استمرار الخلاف بين البلدين حول الوضع الإقليمي لجزيرة هانز، فإن الحكومتين لا تزالان قادرتين على مواصلة حرب الويسكي والحفاظ على النكات المضحكة التي تدور حول هذه القضية. ويتم التداول حول إمكانية إدارة هذه الجزيرة بشكل مشترك بين البلدين لإنهاء الخلاف ووقف خسائر الحرب المتمثلة في زجاجات الويسكي والإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى