أعراض متلازمة ما بعد الجلطة وطرق الوقاية والعلاج
تعد متلازمة ما بعد الجلطة (PTS) حالة طويلة الأمد تحدث نتيجة لتجلط الأوردة العميقة (DVT)، حيث تحتوي الأوردة في ذراعينا وساقينا على صمامات صغيرة داخلها تضمن تدفق الدم بشكل صحيح نحو القلب، ويمكن أن يؤدي تجلط الدم وانسداد الأوردة إلى تلف الصمامات وحدوث مضاعفات طويلة الأمد .
متلازمة ما بعد تجلط الأوردة العميقة
أكثر من ثلث الأشخاص الذين يعانون من تجلط الأوردة العميقة يصابون بمتلازمة ما بعد الجلطة PTS، وتشمل أعراض هذه المتلازمة : الاحمرار، والتورم، والقرحة، وآلام الساق المزمنة، ويمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على القدرة على الحركة وهي مكلفة جدا في علاجها، لذا من الأفضل اتخاذ إجراءات وقائية لمنع هذه المتلازمة، جدير بالذكر أن تجلط الأوردة العميقة غالبا ما يحدث في الساقين .
أسباب متلازمة ما بعد الجلطة
السبب الرئيسي لحدوث متلازمة ما بعد الجلطة، هو عندما تتلف الصمامات وجدران الأوردة نتيجة لحدوث تجلط في الأوردة العميقة، ويعد التشخيص والعلاج الفوري أمر ضروري لمنع حدوث هذا الضرر، لأنه بمجرد أن تتضرر الصمامات وجدران الوريد لا يمكن إصلاحها، وتعد الصمامات الوريدية ضرورية لضمان تدفق الدم في اتجاه صاعد نحو القلب، فهي هشة للغاية ويمكن أن تتضرر بسهولة، وعندما تتلف الصمامات يمكن أن يتدفق الدم بطريقة خاطئة، وهذا ما يسمى الارتداد أو الارتجاع، ويتسبب هذا في زيادة الضغط على الأوردة في الجزء السفلي من الساقين، مما يؤدي إلى التورم .
يمكن أن تتأثر جدران الوريد وتظهر ندوب بعد تعرضها لجلطات الأوردة العميقة، وعندما نمارس بعض الأنشطة البدنية مثل المشي، حيث يزداد تدفق الدم في الأوردة، فإن الأوردة المثقوبة لا تتوسع كالأوردة العادية، وبسبب عدم قدرة الوريد على التوسع عند زيادة تدفق الدم، يحدث ألم نابض وتورم في الجزء السفلي من الساق، وفي النهاية يمكن أن يتسبب ذلك في ضرر لجلد الساق، وتصبح المنطقة المحيطة بالكاحلين جافة وتتغير لونها، وتظهر حكة، وبعد فترة يمكن أن يصبح لونها بنيا وصلبا، وهذا التآكل البسيط يمكن أن يتحول إلى قرحة أكبر لا تلتئم، وهذا ما يعرف بقرحة وريدية، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يتضرر الوريد بشدة ويصبح مسدودا تماما، ولا يتمكن الدم من التدفق من خلاله على الإطلاق، وهذا هو النوع الأكثر خطورة .
أعراض متلازمة ما بعد الجلطة
أكثر الأعراض شيوعا لمتلازمة ما بعد الجلطة هي :
1- ثقل الساقين .
2- حكة الساقين .
3- وخز الساقين .
4- تشنجات في الساقين .
5- ظهور قرحات على الساقين .
يعاني الساق من الألم والتورم الذي يزداد عادة بعد الوقوف لفترات طويلة أو المشي، ويمكن علاجه بالراحة أو رفع الساق .
في حال كان هناك شخص يعاني من أي من هذه الأعراض، خاصة إذا كان يعرف أنه مصاب بجلطات الأوردة العميقة، فيجب عليه مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن، حيث يمكن للطبيب تشخيص المرض على أساس هذه الأعراض دون الحاجة إلى أي اختبارات تشخيصية .
العلاج والسيطرة على الألم
تختلف خيارات العلاج وفقا لمدى شدة الحالة، ويشمل العلاج عادة رفع الجزء المصاب وممارسة الرياضة والعلاج بالضغط أو الجوارب، ويمكن أن يصف الأطباء أيضا أدوية تعمل على سيولة الدم، لمنع أي جلطات أخرى تتشكل في الأوردة، كما يصفوا أدوية مسكنة للألم .
نصائح للحد من متلازمة ما بعد الجلطة وعلاجها
1- رفع الجزء المصاب وممارسة التمارين
يجب رفع الطرف المصاب والمريض في حالة التمدد، حيث يساعد ذلك على عودة الدم إلى القلب باستخدام الجاذبية، ويمكن أن تكون التمارين التي تشتمل على ثني الكاحل مفيدة أيضًا .
2- استخدام جوارب ضغط
تستخدم جوارب الضغط في علاج متلازمة ما بعد الجلطة، ومن المهم أن تتناسب بشكل جيد مع توفير المقدار الصحيح من الضغط، وهي مصنوعة من قماش مرن خاص، وتطبق الضغط على الكاحل، مما يحسن تدفق الدم ويقلل من الألم والتورم، وسوف يساعد الطبيب في اختيار نوع الجورب الأنسب ودرجة الضغط لكل حالة .
المضاعفات
غالبًا ما تظهر مضاعفات متلازمة ما بعد الجلطة عندما لا يتم علاج الحالة على الفور وبشكل فعال، حيث يصبح علاج القرحة في الساق صعبًا للغاية ويمكن أن تتعرض للعدوى، ويهدد ذلك الحركة، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يؤدي إلى تعفن الدم .
نظرة عامة
متلازمة ما بعد الجلطة هي حالة صعبة العلاج والإدارة طويلة الأجل، وتسبب عادة عدم الراحة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أكبر. وبما أنه لا يوجد علاج لهذه المشكلة، فمن الأفضل اتخاذ تدابير وقائية لمنع حدوثها من الأساس. والمفتاح في ذلك هو التشخيص والعلاج الفوري للجلطة، كما يمكن ارتداء الجوارب الضاغطة كتدبير وقائي في الحالات التي ترتفع فيها احتمالية الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، مثل الإقامة في المستشفى أو الرحلات الطويلة وغيرها .