أطباء يطلقون أسباب آلآم الجماع عند المرأة وطرق علاجها
بسم الله الرحمن الرحيم: ومن علاماته أنه خلق لكم أزواجا من أنفسكم.” الله العظيم يقول الحق، الجماع هو من أصعب الآلام التي تعاني منها النساء، وهذا الألم يكون سببا في شعورهن بالضيق أثناء ممارسة العلاقة الحميمة وعدم الرغبة فيها. يسبب هذا الألم توترا داخليا ويؤثر على الزوج أيضا، وهذا قد يؤثر سلبا على علاقتهما. تشعر المرأة بالحرج من استشارة طبيب النساء بشأن هذه المشكلة، وبالتالي تبقى المشكلة قائمة وتزداد سوءا. فمفهوم العلاقة الحميمة مرتبط بالألم، ويفترض أن تكون العلاقة الجنسية مصحوبة بمجموعة من الآلام. مع مرور الوقت، يزداد الإحباط والملل لدى الزوجين أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، ولكن هذا المفهوم تماما خاطئ. من الطبيعي أن تشعر المرأة بألم خلال الممارسة الجنسية، ولكن هناك آلام مرتبطة بالحالة الصحية الخاصة بها، والتي يجب أن تراجع الطبيب بشأنها. وقد حدد الأطباء هذه الآلام بشكل واضح.
أسباب آلآم الجماع :
فطريات المهبل :تعاني نسبة كبيرة من السيدات، تصل إلى حوالي 75%، من فطريات المهبل، وهو ما يعرف بمرض القلاع المهبلي. يتسبب هذا المرض في الالتهاب الشديد والحكة الشديدة والشعور بالحرقان، مما يؤدي إلى زيادة الألم أثناء الجماع. تعود أسباب الإصابة بفطريات المهبل لدى السيدات إلى عوامل وراثية والإصابة بمرض السكر والحمل أيضا.
العدوى الجنسية : هناك مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تنتقل للمرأة عن طريق الاتصال الجنسي، وتعرف هذه الأمراض بالأمراض البكتيرية، ومن أشهرها مرض الكلاميديا، وتؤدي إلى الشعور بالحرقة والضيق الشديد وانعدام الرغبة الجنسية نتيجة آلام الجماع التي تنجم عن هذا المرض.
انقباض عضلة المهبل : يعرف بالتشنج، ويرجع ذلك إلى عوامل نفسية خاصة بالمرأة، حيث يكون رد فعلا أو نتيجة للخوف الذي يؤدي إلى تقلص عضلات فتحة المهبل، وهذا الأمر شائع بين السيدات غير المتمرسات جنسيا والشابات في بداية حياتهن الزوجية، وأيضا بين السيدات كبار السن.
جفاف المهبل : في حالة المرأة: يمكن أن يحدث جفاف المهبل بسبب سن اليأس أو تناول حبوب منع الحمل أو الرضاعة أو تناول أدوية لعلاج سرطان الثدي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام الجماع.
التهاب العضو نفسه : التهابات الأعضاء الأنثوية للإناث أمر خطير ويتميز بحدوث ألم في الفرج بدون سبب، ويختلف الألم من امرأة لأخرى. أظهرت الدراسات والأبحاث أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية تسبب ذلك، والجدير بالذكر أن السيدات بدأن يعانين من ذلك بعد استخدام السدادات القطنية .
من الضرورة بشكل كبير استشارة الطبيب في بداية علاج آلام الجماع التي تواجهها المرأة، لأن هذه المسألة حساسة جدا ولا ينبغي المخاطرة بالتقاليد الشائعة والوصفات غير المضمونة أو تناول الأدوية بدون احترافية، حيث قد تكون النتيجة غير مؤكدة وتحمل عواقب وخيمة. بالإضافة إلى ذلك، سنذكر عدة أسباب للشعور بالألم وسنوضح أيضا طرق علاج كل نوع من هذه الآلام المذكورة.
علاج فطريات المهبل :يجب على هذه الحالة الذهاب إلى الطبيب لعلاج داء الفطريات باستخدام مرهم خارجي، ومن المراهم الموصوفة في مثل هذه الحالة هو “مرهم أجيستين”، ويمكن شراؤه من الصيدليات. ينصح بعدم اللجوء إلى الوصفات المنزلية. من الضروري استخدام فوطة نظيفة خاصة بالمنطقة الحساسة وتغييرها يوميا، وعدم ممارسة “العلاقة الحميمة” إلا بعد تهدئة المنطقة الحساسة تماما والتأكد من التخلص من الفطريات
علاج العدوى الجنسية :يجب الذهاب إلى طبيب النساء لتشخيص الحالة وتحديد نوع الميكروب بدقة، ثم يقوم الطبيب بوصف الأدوية، ومن الممكن أن يخضع الشريك للعلاج إذا لزم الأمر، ويتوجب التوقف عن ممارسة العلاقة الحميمة حتى يتم شفاؤهما.
علاج انقباض المهبل: يركز الأطباء هنا على تهدئة واسترخاء عضلات المهبل، وينصح النساء بتجاوز القلق عند الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة، حيث يصبح الأمر أكثر راحة كلما تخلصت المرأة من القلق.
علاج جفاف المهبل :من الممكن استخدام مواد التشحيم والمستحضرات المهبلية التي تحتوي على الأستروجين وتأتي على شكل كريمات ومراهم وحبوب بعد انقطاع الطمث. ولكن بالنسبة للسيدات المصابات بسرطان الثدي، ينصح باستخدام مستحضرات غير هرمونية لزيادة رطوبة المهبل .
علاج التهاب العضو نفسه :قد يبدو التحسن صعبا ولكن هناك أدوية حديثة موصوفة تساعد على الشفاء، ويمكن العلاج عن طريق الأدوية وعلاج أرضية الحوض للمرأة، وبعد الشفاء يمكن للزوجين ممارسة العلاقة الحميمة تدريجيا.
نصائح وتوصيات :العلاقة الحميمة هي واحدة من أجمل العلاقات التي حللها الله عز وجل، لذلك من المهم السعي للاستمتاع بها والتخلي عن الفكرة الخاطئة بأنها مصدر للألم والمتاعب، وذلك عن طريق العمل على ما يلي
-استشارة خبراء العلاقات الأسرية والنفسية والجنسية
ينبغي الذهاب إلى الطبيب إذا شعرت بأي تغير يحدث لكِ أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
ينبغي الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المنطقة الحساسة، للتأكد من خلوها من الأمراض
ممارسة العلاقة الحميمية بسلامة وبدونأي آلام يتطلب صبر الزوجين وتفهم كل منهما لاحتياجات الآخر ورغباته.
نرجو من الله عز وجل أن يحفظنا ويمنحنا السلامة في كل جوانب حياتنا .