أصل ومعنى مقولة ” شر البلية ما يضحك “
عندما نتعرض لموقف كوميدي ونحن نواجه الازمات أو المشكلات تصيبنا حالة من الضحك قد تكون مرضية وليس لها علاقة بالفكاهة على قدر ما تكون ضحكاتنا نابعة من الاسى الذي نقع فيه، وقد يطلق صناع السينما على هذه الحالة مصطلح ( الكوميديا السوداء) ، وقد تتكرر هذه الحالة في حياتنا بشكل يومي ، فمن منا لم يصرخ من قبل ضحكاً بعد سقوطه على سبيل المثال رغم تألمه ولكنه يصاب بحالة من السخرية من نفسه ، وكذلك عندما نشاهد مصائب الأخرين فنجد أنفسنا نضحك بسبب تركيزنا في تفاصيل صغير داخل القصة وعاداتنا نقول ( شر البلية ما يضحك ) ، ولكن هل فكرت في يوم ان تقوم بالبحث وراء المصدر لهذه الجملة التي أصبحت جزء من ثقافتنا.
يعد الممثل الكوميدي الشهير (تشارلي شابلن) مثالا جيدا على هذه الحالة، حيث تناول مشاكل مجتمعه بعد الحرب العالمية الثانية ومعاناة أفرادهم عن طريق مشاهد كوميدية تحمل في طياتها آلاما كبيرة، ولذلك اشتهر بمقولته التي قالها في إحدى اللقاءات (أنا أصنع من ألمي ما يضحك الناس، لكني لا أضحك على ألم الناس)، وكما هو معتاد في البحث عن مصادر الأمثال والأقوال المأثورة، فقد وجدنا العديد من الأساطير التي تحكي عن مصدر هذه المقولة والحدث الذي تم تسجيله فيه، ولكن في هذه المقالة نعرض لكم الروايتين الأكثر شيوعا وتكرارا في أكثر من ثقافة .
يقول المثل الشعبي السوري: `أصل شر البلية ما يضحك`
تروي الأسطورة السورية أن المثل (شر البلية ما يضحك) يعود إلى قصة عامل سابق في مصنع سكر. كان وظيفته تفريغ وعاء السكر الكبير لعمال آخرين يقومون بتعبئته في أكياس. في يوم من الأيام، عندما انتهى من عمله وعاد إلى منزله وتناول العشاء، طلب من زوجته تحضير فنجان شاي له. عندما قدمت الزوجة الشاي، فتح صندوق السكر ووجد أنه فارغ تماما، مما أدى إلى انفجار ضحكه وضحك زوجته. وقال لها: كيف يمكن لشخص يتعامل مع تفريغ أكثر من طنين من السكر يوميا ألا يتمكن من إيجاد ملعقة سكر واحدة لتحلية فنجان شاي؟ حقا، شر البلية ما يضحك .
العطلة الرومانية هي مصدر متاعب كثيرة وليست مزحة
يقول الشاعر البريطاني جورج غوردون الذي ولد عام أن أصل مقولة ( شر البلية ما يضحك ) مصدرها ساحات المصارعة الرومانية القديمة، حيث كانت المتعة بالنسبة للمشاهدين في المدرجات هي القتال بين اثنين من المصارعين، وأن المتعة تزداد والهتافات تعلو كلما تسبب أحد المصارعين المزيد من الألم للآخر، ولم تنته اللعبة إلا بعد أن يقوم أحدهم بقتل الآخر، وسجلت هذه الحالة في التاريخ باسم (العطلة الرومانية) وكانت سعادة المشاهدين بآلام الشخص الآخر .
تم تسجيل مقولة `شر البلية ما يضحك` لأول مرة على لسان أحد المصارعين الذي سقط على الأرض مصابًا بجروح، ورأى ضحكات الحضور وسعادتهم .