أشهر معركة مع المرتدين
حانت الفرصة للأشخاص ضعاف الإيمان الذين اعتنقوا الإسلام من أجل المال والأرض فقط، للعودة إلى الشرك بالله بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. كان من واجب أبي بكر الصديق أن يحارب هؤلاء الأشخاص، حيث تسلم راية الخلافة فور وفاة الرسول. سنستعرض في هذه المقالة معلومات عن المرتدين وأشهر معركة ضد المرتدين وشهداء تلك المعركة.
من هم المرتدين
ظهر نوعان من المرتدين بعد وفاة الرسول، النوع الأول هم الأشخاص الذين ارتدوا عن ركن من أركان الإسلام وهو ركن الزكاة، أما النوع الثاني فهم الأشخاص الذين خرجوا بشكل صريح عن الإسلام واتبعوا من ادعوا النبوة في هذه الفترة.
كان عمر بن الخطاب يختلف مع أبي بكر الصديق في تسمية الأشخاص الذين يمتنعون عن ركن الزكاة باسم “المرتدين” ، ولكن أقنعه أبو بكر الصديق بوجهة نظره حيث اعتبر أن امتناع الزكاة يعني هدم ركن من أركان الإسلام.
ونظرا لأن النبوة كانت مقتصرة على قبيلة قريش، بعد وفاة الرسول، ادعى بعض الأشخاص من قبائل أخرى النبوة، بمن فيهم مسيلمة الكذاب من قوم بني حنيفة، وأيضا امرأة من قوم بني تميم، وكذلك الأسود العنسي من اليمن.
أشهر معركة مع المرتدين
تم خوض العديد من المعارك لمحاربة المرتدين، ولكن أشهر معركة كانت معركة اليمامة، والتي عرفت باسم معركة العقرباء، وحدثت في عام 11 هجرية في منطقة اليمامة للقضاء على مسيلمة الكذاب، الذي يدعي النبوة، واتباعه من قوم بني حنيفة.
– تمثلت معركة اليمامة في نقطة الانطلاق التي ألهمت فكرة جمع القرآن الكريم، حيث استشهد فيها عدد كبير من حفظة القرآن.
– أمر الخليفة أبو بكر الصديق عكرمة بن أبي جهل بمحاربة مسيلمة الكذاب، ولم يستطع عكرمة مواجهة جيش مسيلمة وفشل، فبعث الخليفة جيشا كبيرا من الصحابة والقراء بقيادة خالد بن الوليد لمواجهة جيش سليمة.
عندما وصلت أخبار تحرك جيش خالد إلى قبائل بني حنيفة ومسيلمة الكذاب، قام سليمة بضرب معسكره في منطقة عقرباء ودعا الناس للانضمام إليه في المعركة. وصلت قواته إلى 40,000 جندي بينما كانت قوات المسلمين لا تتجاوز العشرة آلاف جندي فقط.
خلال طريقهم إلى منطقة اليمامة، التقى جيش خالد بجيش من تابعي مسيلمة الكذاب، وقاموا بقتل الجيش باستثناء مجاهد بن مرارة، بهدف الاستفادة من مكانته الرفيعة في قبيلة بني حنيفة وخبرته العسكرية.
– اندلع القتال فور وصول جيش خالد إلى منطقة اليمامة وكان القتال شديد حتى كاد أن يهزم جيش المسلمين وأن تقتل زوجة خالد، ولكن الرجال ذوي الإصرار الشديد والذين يمتازون بقوة الإيمان صاحوا وأثاروا في جيش المسلمين روح الاستشهاد، وبعدها استطاع جيش خالد زحزحة جيش مسيلمة وهربوا إلى حديقة منيعة الجدران يطلق عليها حديقة الرحمن.
وفي هذا المكان، يأتي دور الصحابي الشجاع البراء بن مالك، الذي تمكن من الوصول إلى الحديقة وفتح الباب أمام جيش المسلمين، حاملا درعا مثبتا فوق أسنة الرماح. واندلعت معركة عنيفة بين المسلمين والمرتدين حتى تم قتل مسيلمة الكذاب، وشارك في قتله وحشي بن حرب وأبو دجانة.
تم تغيير اسم حديقة الرحمن بعد معركة اليمامة إلى اسم حديقة الموت، وفيها لقي 14,000 جندي من جيش مسيلمة حتفهم.
أسماء شهداء معركة اليمامة
استشهد 1200 من جيش المسلمين، بما في ذلك أبو حذيفة بن عتبة، وأبو دجانة، وأبو قيس بن الحارث بن قيس، والسائب بن عثمان بن مظعون، وثابت بن قيس بن شماس، وعقبة بن عامر بن نابي، وعبد الله بن سهيل، والحارث بن قيس بن خلدة، وثابت بن هزال، جميعهم استشهدوا في معركة اليمامة مع المرتدين.