الأفلام السياسية
تعتبر السينما مرآة الشعوب، وحياتهم، وأحداث أوطانهم، تشير إلى نقاط الضعف، وقد تعالجها، وتكشف القبح، وتعري المساوئ، أحياناً تكون أداة بناء إذا استخدمت في تصحيح المسار، والإصلاح، وأحياناً تكون معول هدم إذا اعتمدت على المشاهد المخلة، أو جانبت الحقيقة، أو أفسدت المجتمع، أو نافقت الحاكم، أو شوهت رموز تنتسب للسمت ديني.
تعد الأفلام السياسية هي الأفلام التي تتعرض لأكثر من جدل ونقد ومشكلات تتعلق بمنع العرض والرقابة في الوطن العربي، ونظرا لأن السينما المصرية هي الأقوى والأكثر ازدهارا في الأفلام العربية، فإن رصيدها في الأفلام السياسية هو الأكبر
أشهر أفلام سياسية عربية
فيلم البريء
فيلم البريء، تأليف وحيد حامد، وإخراج عاطف الطيب، بطولة الفيلم الفنان أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، وممدوح عبد العليم، تم افتتاح بداية الفيلم بجملة وقائع الفيلم لا تمثل الحاضر، على أمل أن يفلت الفيلم من مقص الرقابة، يحكي الفيلم حكاية شاب بسيط أحمد سبع الليل الذي يجسد دوره أحمد زكي.
الفلاح الذي يستيقظ فجراً ليزرع أرضه، ويجر بهائمه معه، يدعوا ربه بما يريد، شاب طيب غير متعلم، ساذج، لكن له صديق متعلم مثقف، ثوري اسمه حسين أفندي، والذي يجسد دوره ممدوح عبد العليم، في شخصية حسين، الذي يخبره حين يتم استدعاؤه للتجنيد الإجباري، أنه ذاهب لمحاربة أعداء الوطن، ولثقته في صدق صديقه، يعيش بعقيدة ثابتة أنه ذاهب لمحاربة أعداء الوطن، ويكسر في طريق سفره إلى حيث مكان التجنيد عود قصب ليصنع منه الناي الخاص به الذي يبقى رفيقه باقي رحلته، لنهاية الفيلم.
يتم توزيع الجندي أحمد في الليل السابع من الأسبوع، في معتقل سياسي، حيث يجد نفسه يتعرض لمشاهد مهينة، مثل إجبار المعتقلين على الأكل بدون استخدام الأدوات والنوم على بطونهم، ولكنه لا يتعاطف معهم، فهو كما قال صديقه يحارب أعداء الوطن. ويوضح الفيلم كيفية اختيار المجندين للمعتقلات، حيث يتم اختيارهم من فئات غير المتعلمين ومن مناطق نائية فقيرة حتى لا يتمردوا
– يتحول الفيلم إلى مشهد لأحد أبطاله محمود عبد العزيز، الذي يظهر في بداية الفيلم بشخصية إنسانية رقيقة حيث يصطحب ابنته لشراء هدية لصديقتها، ويحضر الحفل ليلعب مع الأطفال ويسليهم، ثم ينتقل الفيلم بعد ذلكإلى نفس البطل في عمله ويظهر بوجه آخر .
في المعتقل يظهر وجه الضابط الذي يهين المعتقلين، ويسحلهم، ويعذبهم، وهو مستمتع بذلك الأمر، ويشير الفيلم لمفارقات عجيبة للمسجونين، بين عالم جيولوجيا، وكاتب، وشاب لا دخل له بالسياسة وجاء بالخطأ، ليجد نفسه أحمد سبع الليل وهو يقتل أحد هؤلاء المعتقلين، حين حاول الهروب، وهو مقتنع بأنهم أعداء الله، والوطن.
ليخرج صديقة حسين في مظاهرات ضد القوة التي قتلت المعتقل حيث يتضح أنه كاتب شهير، ليتم القبض عليه ووضعه في المعتقل الذي يعمل به صديقه أحمد سبع الليل، ليجد نفسه في مواجهة معه وهو يعذبه بالعصيان قبل أن يرى وجهه، فيتمرد ويعترض، ويثور رافض تعذيب المعتقلين، ليموت صديقه أمام عينه، وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة بصرخة من الجندي أحمد سبع الليل.
فيلم زائر الفجر
يسعى حسن الوكيل الشاب وهو وكيل النيابة الذي يلعب دوره عزت العلايلي إلى التحقيق في حادثة قتل الصحفية نادية الشريف، التي كان لها توجهات ثورية ومعادية للنظام، ولديها ماض سياسي طويل، ويبدأ حسن الوكيل في استجواب المحيطين بها ليكتشف أن القضية تتعدى حدودها، ثم يتلقى تقريرا من الطب الشرعي ويطلب منه، كونه أقل درجة وظيفية، إغلاق القضية، مما يؤدي إلى تحول الغضب إلى استياء عام تجاه كل شيء.
فيلم هي فوضى
فيلم هي فوضى هو فيلم حديث في الإنتاج، يتناول الأحداث السياسية والاقتصادية في مصر، بالإضافة إلى الفساد واستغلال السلطة، واستخدام الداخلية المصرية وأدواتها وسلطتها في التعذيب والاضطهاد لأولئك الذين لا يروقون لها. يقوم يوسف الشريف بدور وكيل النيابة في الفيلم، ويقوم خالد صالح بدور أمين الشرطة الذي يسيء استخدام سلطته، ويمثل وجه الفساد في الدولة
يشعر أمين الشرطة بالحب نحو جارته التي تفضل وكيل النيابة عليه، فيقوم بخطفها واغتصابها وتعذيبها. تحاول الفتاة وخطيبها وكيل النيابة مواجهة الجاني، كرمزية لمواجهة الفساد وانتهاك القوانين. ينتهي الفيلم بمحاولة الشعب اقتحام القسم لتسليم أمين الشرطة وتحرير المحتجزين في زنازين تحت الأرض. يعتبر المشهد الأخير في الفيلم أول مشهد سينمائي يعكس ثورة 25 يناير قبل حدوثها، وكأنه كان يتنبأ بالأحداث.
فيلم الكرنك
فيلم مقتبس من قصة نجيب محفوظ، ومن إخراج علي بدرخان، يقوم ببطولته سعاد حسني ونور الشريف وكمال الشناوي، يدور الفيلم حول فترة حكم الرئيس السابق جمال عبد الناصر في مصر، والفساد السياسي والانتهاكات الأمنية والسياسية التي تعايشها كل من يخالف السلطة والموجودين فيها
يفتتح الفيلم بتقرير عن انتصارات أكتوبر عام 1973 ضد العدو الصهيوني. تظهر الكاميرا شابا يدعى إسماعيل الذي يرتدي ملابس رثة وتتلألأ في عينيه شعلة الأمل عندما يسمع الخبر، ويتوجه إلى المستشفيات الحكومية لمحاولة إسعاف الجنود المصابين، لكنه يفشل في ذلك بسبب عدم حمله أي إثبات شخصية.
يظهر في الفيلم طبيبة زميلة تدعى سعاد حسني، وتحاول إقناع المسؤولين بالسماح لشخص ما بالدخول، ولكنهم يرفضون ذلك بسبب وضعه. تشرح لهم سبب ما حدث له، ثم يبدأ الفيلم ويروي قصة إسماعيل، وهو شاب طموح مثل المتسولين، يدرس في كلية الطب في السنة الأخيرة. يخون زميلته وجارته، ويعارض حالة البلد في ظل النكسة، فيتم وضعه في السجن وتعذيبه، ليتحول إلى شخص آخر ضائع. ثم يأتي انتصار أكتوبر ويعيده إلى الحياة مرة أخرى.
فيلم المذنبون
فيلم المذنبون هو فيلم اجتماعي يتضمن إسقاطات سياسية، يتميز بأداء نخبة من النجوم العرب، بما في ذلك سهير رمزي وعماد حمدي وعمر الحريري وحسين فهمي، ويتناول الفيلم جريمة قتل فنانة شهيرة ودور المحقق الذي يلعبه حسين فهمي في الكشف عن الجاني.
ليلقي الفيلم بظلاله على فترة الانفتاح الاقتصادي في عصر الرئيس الراحل أنور السادات، ويلقي بالقصة التي تدور في إطار كشف قدمن هو قاتل الفنانة لتتفتح أبواب أخرى تكشف فساد، وانحلال أصاب المجتمع، يعلق الفيلم أسبابه بشكل غير مباشر على الانفتاح، لينتهي الفيلم بمشهد صادم لحالة كل المشتبه فيهم داخل السجن.
فيلم شئ من الخوف
يتمثل فيلم `شئ من الخوف` بطولة شادية ومحمود مرسي في صبغة سياسية أكثر من أنه يتعلق بحقيقة الفيلم نفسه، حيث يتناول الفيلم السلطة التي يجسدها محمود مرسي والشعب الذي تجسده شادية. يقوم الفيلم بتسليط الضوء على محاولات السلطة انتهاك حقوق الشعب بأشكال وأساليب مختلفة، ويبرز محمود مرسي سلطته بالعنف والتخريب والظلم على القرية وسكانها. يثور أحد أفراد القرية ويتعرض للقتل، مما يؤدي إلى اندلاع ثورة في القرية
فيلم اللعب مع الكبار
فيلم اللعب مع الكبار هو فيلم كوميدي اجتماعي يحتوي على إسقاطات سياسية، ويقوم ببطولته عادل إمام وحسين فهمي ومحمود الجندي ومجموعة من الفنانين. يدور الفيلم حول مهندس يعمل في محطة توليد الكهرباء ويستمع إلى بعض المكالمات ويكتشف جرائم، ثم يحكي لصديقه الذي يرسل بلاغات عند كل جريمة. وبعد التحقيقات، يصر الشخص الذي يدعي بأنه يحلم بأنها مجرد أحلام. ويكشف البطل في نهاية الفيلم عن فساد أعضاء في المجلس، وصولا إلى السلطة والنفوذ الذين يحاولون التخلص من المهندس الذي يكشف عن الجرائم، ويصرخ البطل في النهاية بأنه سيظل يحلم
فيلم شروق وغروب
فيلم يتم بطولته من قبل سعاد حسني، ورشدي أباظة، وصلاح ذو الفقار، يدور الفيلم حول سلطة رجال الملك في مصر قبل الثورة، وقوة البوليس السياسي وقدرته على التلفيق واضطهاد أي معارض، يحكي الفيلم قصة ابنة صاحب السلطة، وهو رئيس القلم السياسي، حيث يجدها زوجها في شقة صديق له، فيقتله والدها خوفا من الفضيحة، ويقرر صديقاه الانتقام لصديقهما بالاقتراب من منزل رئيس القلم السياسي، وتتطور الأحداث لتؤثر في حياة أصحابهم من خلال الاستيقاظ والانخراط في قضايا الأمة والتفكير فيها، والانضمام إلى ضباط يحاولون تطهير البلاد من الفساد عن طريق خلية وطنية ينضمون إليها وينجحون في تحقيق أهدافهم.
فيلم وراء الشمس
يحكي الفيلم وراء الشمس عن فترة ما بعد النكسة، حيث يقوم أحد المسؤولين بتحقيق حول المسببين للهزيمة في الجيش المصري وقيادة البلاد وأجهزة الحكم، حيث يزوره أحدهم في المنزل ويقتله ويعتقل ابنه، وتتعاون ابنته نادية لطفي معهم بعد أن يخدعوها ويخبروها أنهم بحاجة لمساعدتها في كشف قاتل والدها، وتصبح عميلة لهم للتجسس على زملائها في الجامعة، حتى تدرك خطأها. الفيلم يحتوي على مشاهد تعذيب مؤلمة وروايات حقيقية من قبل أبطاله الحقيقيين، ويتمثل طاقم البطولة في رشدي أباظة ونادية لطفي وشكري سرحان ومحمد صبح.
إحنا بتوع الأتوبيس
فيلم `أحنا بتوع الأتوبيس` يتحدث عن التعذيب والتلفيق في السجون المصرية خلال فترات مختلفة من تاريخ مصر. يتمحور الفيلم حول شخص بسيط يتشاجر مع سائق الحافلة خلال رحلتهما، ويتم احتجازهما في قسم الشرطة مع طلاب ينادون بالحرية، ويتم نقلهم جميعا إلى المعتقلات وتعريضهم لجميع أنواع التعذيب