أشهر الأمهات على مر التاريخ

يمكن للمرأة أن تؤدي دورا أكبر في تاريخ البشرية؛ فالأمهات من بين زعماء العالم عبر التاريخ قد ساهمن بشكل كبير في نجاح أولادهن، فمثلا، لم يكن توماس إديسون قد وصل إلى ما وصل إليه لولا دعم والدته الحنونة التي تحظى بتبجيل جميع الحضارات والأديان. وظهرت عبر التاريخ العديد من النساء الأمهات الشهيرات.

أمهات ذات شهرة عبرة التاريخ

الأم أوليمبياس

إنها أم الإسكندر الأكبر، التي لم يكن لدعمها لأبنها الأمبراطور الكبير الإسكندر حدود، لقد ولد ألكساندر سنة 356 قبل الميلاد ووالدته هي أوليمبياس، والتي تزوجها حتى يعزز العلاقات بين ماسيدونيا التي كان يحكمها فيليب الثاني وبعد وفاة والده الكساندر، خلفه وشرع في توسيع الإمبراطورية، وكانت أمه أوليمبياس تقف بجانب ابنها الإمبراطور الصغير وتقدم له المشورة الحكيمة في كثير من الأمور السياسية مع دعم الأشخاص المحيطين به، وكانت معه في كل لحظة، الموقف الوحيد الذي لم تكن فيه معه هو مرافقته في الحملات العسكرية، على الرغم من أنها بالتأكيد كانت ترغب في ذلك.

الأم لو

منذ أكثر من ألفي عام في الصين، خلال فترة حكم أسرة شين بين عامي 9 و 25 م، تم وجه تهمة لأبن الأم لو، الذي كان مسؤولا عن منطقة معينة في الصين. وعلى الرغم من أن هذه التهمة بسيطة، إلا أنه تم إصدار حكم الإعدام بحقه من قبل قاضي المقاطعة. هذا الحكم أثار غضب الأم لو تجاه القاضي، لذا قامت بجمع مجموعة من الرجال وألقت القبض على القاضي وقامت بقطع رأسه.

توفيت الأم بعد فترة قصيرة من انتقامها في عام 1631، ولكن لو استمرت القوة التي جمعتها في مواجهة عائلة شين، لكان هناك مقاومة تسمى بتمرد الحواجب الحمراء، حيث كان هؤلاء المقاتلون يرسمون حواجبهم باللون الأحمر ليبدوا وكأنهم شياطين. وعلى الرغم من أن سلالة شين لم تدم طويلا، فإنهم كانوا مكروهين، وعلى رأسهم الإمبراطور وانغ مانغ الذي كان مكروها للغاية، وكان يدعي بأنه مغتصب، على الرغم من بعض الإصلاحات التي قام بها، إلا أنها لم تكن تؤتي بأي نتيجة للشعب أو للفلاحين.

حدث فيضان في نهر الأصفر الذي أدى إلى نقص الغذاء، وتزايدت الاضطرابات والمعارضة ضد عائلة شين بعد أن قادت الأم لو في تجميع قوة للانتقام لابنها ومعارضة النظام.

الأم كلارا براون

كانت كلارا براون مستعبدة ولم تكن لديها أي حقوق قانونية عندما تم فصلها عن أطفالها (ريتشارد ومارغريت وإليزا جين) في ولاية كنتاكي عام 1835، وعلمت براون بوفاة ابنتها مارجريت وأن ابنتها ريتشارد تم بيعها أكثر من مرة، وحتى بعد تحريرها في عام 1857، لم تستطع البحث عن إليزا جين التي كانت آخر مكان معروف لها في كنتاكي، واضطرت براون لمغادرة كنتاكي في غضون عام واحد بسبب التهديد والاستبعاد. وبالتالي، اتجهت نحو الغرب إلى كولورادو.

بعد انتهاء الحرب الأهلية في أمريكا تمكنت الأم براون من السفر مرة أخرى إلى كنتاكي في أكتوبر سنة 1865، وبدأت في البحث عن أبنتها إليزا جين وعلى الرغم من أنها تحدثت إلى بعض الوزراء والعديد من الناس، إلا أن الوضع كان سيء في هذا الوقت، لم تكن الأم براون وحدها في هذه المشكلة بل كانت هناك العديد من العبيد اللاتي انفصلن عن بعضهن البعض بعد أن تم تحريرهن ليبدأزا رحلة البحث عن بعضهم البعض لعدة سنوات، من خلال الإعلانات في الصحف والرسائل والكنائس.

عادت مرة أخري الأم براون إلى كولورادو بائسة، بسبب عدم قدرتها على إيجاد ابنتها، ولكن في عام 1882 تمكنت بطريقة ما أن تعرف أن إليزا جين كانت في ولاية أيوا، وتمكنت الأم وابنتها بعد هذا من أن يجتمعوا مرة أخرى، وكانت هذه القصة ذات شهرة كبيرة لفترة طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الآن.

الأم فيتوريا

تعد الأم فيتوريا واحدة من أشهر الأمهات الرومانيات اللاتي اشتهرن بوطنيتهن، حيث كان ابنها كوريولانوس على وشك القيام بحرب ضد روما، ولكن والدته قررت المخاطرة بحياتها وحريتها لوقف هذه الحرب، وفعلًا تمكنت من تحقيق ذلك.

الأم كورنيليا

بعد وفاة زوجها، قررت كورنيليا، المعروفة باسم أم جراتشي، تفاني حياتها في تربية أطفالها طبريا وجايوس ليخدموا روما. ولذلك، تم اعتبار كورنيليا أمًا رومانية مثالية، وكانت هي وأبناؤها من السياسيين المصلحين الرائعين في فترة تعاني فيها جمهورية روما من اضطرابات كبيرة.

أجريبينا – أم نيرو

تزوجت أجريبينا الصغرى حفيدة الإمبراطور أوغسطس عمها الإمبراطور كلوديوس في سنة 49 بعد الميلاد، بعد أن أقنعته أن يتبنى أبنها نيرون، وقد اتهم المؤرخين أجريبينا أنها قتلت زوجها حتى يتسنى لها الحكم لها ولابنها نيور، وجد نيرو والدته متعجرفة مما جعله يتأمر عليها ويقتلها، وهي بذلك تعد من أشهر الأمهات في التاريخ في النهاية.

كليوباترا

بالرغم من شهرة كليوباترا كملكة واحدة من أشهر ملكات مصر، إلا أن جزءا كبيرا من حياتها كان مكرسا للأمومة، حيث قامت بالعديد من الأمور لحماية عرش ابنها قيصرون، ووفقا للعديد من القصص، قامت كليوباترا بتسميم زوجها وصديقها لتمهيد الطريق لقيصرون.

أم موسي عليه السلام

قدمت أم موسى مثالا للتضحية والصبر من أجل ابنها النبي موسى عليه السلام، حيث صبرت على فقدانه وتربيته في مكان بعيد عنها، ثم شاهدته يترعرع أمام عينيها دون أن يعرف أنها أمه، كل هذا لتحميه من القتل.

السيدة مريم أم المسيح عليها السلام

قبل حدوث المعجزة التي أسفرت عن حمل السيدة مريم بالسيد المسيح عليهما السلام، كانت الملائكة تنزل على السيدة مريم العفراء في محراب التعبد وتحدثها، وكانوا ينزلون لها الطعام من جميع الأشكال، حتى زكريا عندما كان يزورها في المحراب، كان يجد عندها فواكه الشتاء في الصيف وفواكه الصيف في الشتاء. ثم نزل جبريل عليه السلام إلى السيدة مريم وهو على هيئة رجل، وذلك عندما أذن الله له بذلك، وكانت هي في محراب التعبد وتعبد الله، فبشرها بميلاد السيد المسيح عليه السلام.

تعجبت مريم من هذا الأمر لأنها لم تكن متزوجة ولم تكن تتعامل مع الرجال، فكانت تعيش حياتها في العبادة. ولكن إيمانها بالله كان أقوى، وحملت سيدنا عيسى وسافرت معه إلى مكان بعيد حتى ولد السيد المسيح، ثم عادت إلى قومها وهو في حمايتها، وتحملت الكثير من إهانات قومها وهي تربي رضيعها.

تعد السيدة مريم البتول أشهر الأمهات في العالم، حيث تعتبر مقدسة لدى متبعي أكبر ديانتين في العالم، المسيحية والإسلام. وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين الديانتين، إلا أن السيدة مريم عليها السلام تحظى بقدسية كبيرة عند المسيحيين والمسلمين على حد سواء.

الأم تريزا

كانت الأم تريزا من أشهر الشخصيات في أوروبا وفي العالم المسيحي، بل وفي العالم كله. كانت راهبة إلا أنها كانت تسعى إلى مساعدة الفقراء في كل مكان في العالم، ولهذا تم إطلاق عليها اسم الأم تريزا، على الرغم من أنها لم تكن متزوجة أو لها أي أبناء ولكن كانت أم لكل الفقراء في العالم.