المراةنسائيات

أشكال العنف ضد المرأة

يعتبر العنف ضد المرأة أحد أهم القضايا التي يجب التركيز عليها والحديث عنها، حيث يتعرض العديد من النساء يوميا للعنف والإيذاء النفسي والجسدي، ويعاني العديد منهن من أزمات نفسية وجروح جسدية دون أن يجدن أي دعم. يشمل العنف ضد المرأة التصرفات العدوانية التي تمارس ضدها، سواء كانت هجمات جسدية أو نفسية أو معنوية أو مادية، بالإضافة إلى التهديد والترهيب. يتضمن العنف الممارس ضد المرأة أي أذى نفسي أو جسدي، بما في ذلك التحرش أو الاغتصاب أو الاعتداء اللفظي أو الجسدي. يجب أن تكون الحرية من حقوق الإنسان، وأن حرمان المرأة من حقها في الحرية ومن الاستمتاع بها يعد ممارسة للعنف وانتهاكا لحقوق الإنسان.

جدول المحتويات

أشكال العنف ضد المرأة

يعتبر العنف ضد المرأة أمرا غير إنساني، ويجب عدم التسامح معه أو اعتباره خطأ بسيطا. يجب اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمعاقبة الجاني الذي يرتكب أي ضرر ضد فتاة أو امرأة. ليس فقط لأنه يؤذي شخصا ما، ولكن لأنه يؤذي المجتمع بأكمله. المرأة ليست نصف المجتمع كما يعتقد البعض، بل هي الجميع. إنها الأم والمعلمة والمعلمة الأولى، وهي المسؤولة عن التربية والنشأة. إذا كانت المرأة معذبة، فلا يمكنها أن تربي رجالا حرين. وإذا كانت مهينة، فلا يمكنها أن تنشئ جيلا من الأشخاص القوياء. لذا، من يهين المرأة يهين المجتمع بأكمله ويؤثر في العالم. هناك أشكال مختلفة للعنف ضد المرأة، وقد يعتقد البعض في البداية أن العنف يقتصر على الضرب أو الإهانة فقط، ولكن هناك أشكال مختلفة للعنف وهي

العنف الجسدي

هو أحد أشكال العنف الممارس ضد المرأة، كما يتضمن جميع الأفعال التي تمارس بهدف الإيذاء بجسد المرأة، مثل الضرب أو الاعتداء الجنسي أو ملامسة جسد الفتاة دون إرادة مثل التحرش مثلاً، كما أن هناك العديد من السيدات يتعرضن لضرب الأزواج أو الآباء والإخوان، مسببين لهم جروح مبرحة، وألم كبير في الجسد، وهناك من يحدث لهم عاهات دون علاج باقي الحياة، ولا سيما أن هناك العديد من الناس يظنون أن العنف كانت ظاهرة واختفت في العصر الحديث.

إلا أن الدراسات تؤكد أن هناك نسبة ما بين 10 إلى 60% من السيدات يتعرضن للعنف والاعتداء من قبل ازواجهن ولو مرة على الأقل في حياتهم الزوجية، وللأسف هذا أسوأ اعتداء يمكن القيام به، فالمرأة تشعر بالظلم والضعف، رغم أن الله تعالى كرمها، وجعلها تاج للرجال وزينة للبيوت، وعفة وسكينة، إلا هناك العديد من الأشخاص لا يدركوا ذلك، ويعملوا المرأة كأنها جزء من ممتلكاتهم.

العنف النفسي

يعد العنف النفسي أو اللفظي من أسوأ أنواع الإهانة والعنف التي تتعرض لها المرأة، إذ يقلل من قيمتها وقدرها في نظرها وفي نظر أطفالها والمحيطين بها، كما يؤثر على عمر العلاقات. ولا يوجد أي شخص في العالم، مهما كانت الظروف، يمكنه تحمل الإهانة اللفظية أو أي إهانة أخرى طوال فترة حياته.

كما يشمل العنف النفسي الاستهزاء بالمرأة وتراشق الألفاظ عليها، والسخرية من جسدها أو شكلها أو لونها او عرقها، كما يتضمن العنف النفسي حرمان المرأة من حقوقها، أي كان شكل العنف النفسي المتعرضة له المرأة، سواء سب وقذف سواء تهكم وسخرية، سواء إهانة بأي شكل من الأشكال فهو يتسبب في إيذاء نفسي سواء كان قصير أو طويل الأمد، مما يؤدي بالأضرار البالغة الغير مقبولة في حق المرأة.

العنف السياسي

هناك مجموعة من الأشخاص مؤمنون بأن المرأة لا حق لها في أي شيء في الحياة، وإنها لا يجب أبداً أن تتوالى المناصب الكبرى، ولا تحصل على الترقيات، ولا تتمكن من الوصول إلى ما لا يصل إليه الرجل، من مناصب، ولا سيما أن الكثير من الرجال يهاجموا المرأة ويحرمها من حق الانتخاب أو الترشح للحصول على مقاعد انتخابية، مما يدل على الجهل والعنف الممارس سياسياً ضد المرأة، كما أن هناك من يحاول أن يمنع المرأة من ممارسة النشاط السياسي، وحرمانها حق النضال، وحرمانها من أن تكون أيقونة فعالة في المجتمع، رغم أن الدستور والقانون في كل بلدان العالم يكفلان للمرأة الحرية في ان تنتخب وترشح وأن تحصل على اعلى الدرجات السياسية.

العنف المالي

من بين أشكال العنف الأسوأ والأكثر شهرة وانتشارا، ولا سيما العنف المالي الموجه ضد المرأة، والذي يعني حرمانها من حقوقها المالية. فهناك العديد من السيدات اللواتي يتعرضن للحرمان من الميراث ببساطة لأنهن نساء، وهناك ملايين السيدات اللواتي يقفن أمام المحاكم يسعين للحصول على نفقة أطفالهن من الآباء الذين تركوا أطفالهم أو طلقوا أمهاتهم. ويعتبر هذا بحد ذاته إهانة وعنفا وقتلا للأنوثة وقمعا للمرأة.

فالمرأة لا ذنب لها في أن تعول أطفال لهم آباء، ولديهم دخلن لمجرد أن هناك خلاف نشب بين الأبوين أو طلاق، وكأن السيدة المطلقة وأطفالها لابد أن يعاقبوا، فبأي ذنب يحرموا الحياة ورفاهيتها، فلا حق لأي رجل كان أن يحرم سيدة من حقوقها ولا من حق الأنفاق، كما أن هناك الكثير من الرجال يستحوذ على مال المرأة العاملة بسم ولي الأمر وفي الواقع كل هذه الأمور عبثة لابد من وقفها، وجعل الحرية للمرأة في التصرف في أموالها كيف تشاء ولابد من تنفيذ القوانين التي تفيد بأنفاق الرجال على أطفالهم، وعلى إعطاء المرأة كافة حقوقها.

سوء المعاملة

تعاني الكثير من الفتيات والسيدات من سوء المعاملة أي كان شكلها، كما أن هناك الكثير من الأمهات اللواتي يتعرضن للإهانة من قبل أبنائهم/ وهناك الكثير من الفتيات الصغيرة اللواتي يتعرضن للإهانة في دور الرعاية ودور الأيتام، ولاسيما أنه يجب ردع كل تلك التهكمات التي تقع المرأة تحت طائلته، ويجب الحرص كل الحرص على الصحة النفسية للمرأة، وعدم تعرضها للأذى، ويجب رعايتها وكفل كرامتها، حيث أن هناك الكثير من الرجال الذين يعرضوا زوجاتهم وبناتهم للإهانة في سبيل الحصول على المال، وجعلهم يتسولون ليحصلوا على مصاريف معيشتهن، كل ذلك مرفوض تماماً، فالمرأة لها حقوق شرعية ونفسية وإنسانية، يجب كفالتها لها تماماً والحرص كل الحرص على أن لا تتعرض للأذى أبداً.

أسباب العنف ضد المرأة

توجد العديد منالأسباب التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة، مثل:

  1. دوافع اقتصادية: في الطبقة الفقيرة من المجتمع، يزداد العنف ضد المرأة بسبب سوء الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدنية. يجب على الرجل أن لا يلجأ أبدا إلى العنف ضد المرأة، بل على العكس يجب أن يوفر لها ظروفا كريمة.
  2. الدوافع الاجتماعية: يعتبر المستوى الاجتماعي للمرأة أحد الدوافع التي تجعلها تتحمل العنف، فالمرأة غير المتعلمة والتي لا تستطيع الحصول على المال أو العمل، أو التي تعاني من ظروف مالية صعبة، تقبل الإهانة أحيانا، وتصبح فريسة لكل شخص غير إنساني ومستغل.
  3. الدوافع النفسية: هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من أزمات وأمراض نفسية، ومنها تعرضهم للعنف في صغرهم أو التعرض للظلم، فعندما يصبحون بالغين، يعاملون النساء بعنف ويعتبرونهن مخرجا لتجاوز ما تعرضوا له من قسوة وعنف في الماضي، وفي الواقع، هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى علاج نفسي وتصحيح سلوك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى