أشعار أبو العلاء المعري أشهر شعراء العصر العباسي
أبو العلاء المعري هو أحد الشعراء والفلاسفة الأكثر أهمية الذين عاشوا في عصر الدولة العباسية، واشتهر بأهم دواوين الأدبية في تاريخ الشعر العربي .
أبو العلاء المعري
– ولد الشاعر أبو العلاء المعري و توفى في منطقة معرة النعمان ، و كان ذلك في الفترة بين عام 973 و 1057 ميلاديا ، و كان ينتمي لعائلة بني سليمان ، و كان جده من أهم قضاة المدينة .
بدأ أبو العلاء المعري دراسة الشعر في سن صغير، ولكنه فقد بصره وهو في سن مبكرة بسبب الإصابة بمرض الجدري، ولكن ذلك لم يمنعه من دراسته للأدب والفقه والشعر والنحو وغيرها، وأصبح مشهورًا كشاعر وفيلسوف ومفكر .
يتميز أبو العلاء المعري بذكائه وفطنته وسرعة فهمه، وقيل إنه كان منعزلاً عن الدنيا ولم يتناول اللحوم وجميع منتجات الحيوانات، ولم يرتدي سوى الملابس الخشنة .
لقد كتب العديد من الدواوين، ومن بينها ديوان “سقط الزند” وديوان “لزوم ما لا يلزم”، وأحد أهم أعماله التي أظهرت فلسفته العميقة هي رسالة الغفران .
قصائد الشاعر أبو العلاء المعري
حديثه عن الخمر
احذر الخمر، فهي خالبة، غالبة، خاب ذلك الغلب
ناقة الراحة فاشلة، ليس لها سوى البطل، وحلبها باطل
أشجع من ناقة البسوس على الناقة، ولو حصل عندها الطلب
يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها، أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضل مما تضمه أكواسها، ما ضمنته العساس والعلب
كلماته للحكام
يكفيك حزناً ذهاب الصالحين معــاً
ونحـنُ بعدهم في الأرض قطّان
إنّ العراق وإنّ الشــــام مـــد زمنٍ
صفــران، ما بهمــا للملك سلطان
ساس الأنـــــــام شياطين مسلطــــةٌ
فــي كلّ مصرٍ من الوالين شيطان
من ليس يحفل خمص الناس كلهـم
إن بات يشرب خمراً وهومبطانُ
أمّا كلابٌ فأعـيـا مـــــن يغالبهـــــم
كأنّ أرماحهم في الحـرب شيطان
من لي أن أقيم
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ، أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ
يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ
كل شهوري على واحدة، لا صفر يتقى ولا رجب
أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ
والحقُّ أني وأنهم هدرٌ، لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ
والحالة ضاقت على جسدي بحيث لا يمكن أن يحتملها، فكيف يمكنني أن أحتمل الشجب
يعتبر الموت أوسع بكثير، فهو يريح الجسد ويخفف الألم
يا للمفضل تكسوني مدائحه
يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه
وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ
وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ
فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِباً خَلَقِ
للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ
عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ
إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ
فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفوداً من الأفُقِ
وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً
على كل جانب يتواجد الكنار الفارسي في السذق
أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني
لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ
هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ
فلا تُذِلْهُ بإكْثارٍ على السّوقِ
كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً
وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ
وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها
ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ
فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ
أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ
لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه
فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ
صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها
حتى المَنيّة عن قَيْلٍ ومُغْتَبَقِ
جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً
فهْو الدّواء لِداءِ الجبْنِ والقَلَقِ
إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به
لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ
وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ
جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ
فرَتِّبِ النّظْمَ تَرْتِيبَ الحُلِيّ على
شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ
الحِجْلُ للرِّجْلِ والتاجُ المُنيفُ لِما
فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ
وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ
ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ
يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه
قعب من التبر أو عس من الورق