أسماء يوم القيامة ومعانيها
يعتبر يوم القيامة من أكثر الأيام رعبا، حيث يتم فيه الجزاء على كل نفس بحسب أعمالها، ويشعر المشركون بالندم على أفعالهم، ويبكي المظلومون على الظلم الذي تعرضوا له، وتشهد الأيدي والألسنة ضدهم، ويقف الناس أمام ربهم ويسودهم الخوف والأسف، حتى تفر الأم من رضيعها والأب من أولاده، ويكون العمل هو الشيء الوحيد الذي ينفع الناس في ذلك اليوم، ومن يعرف ذلك يجهز له في الحياة الدنيا، ويوجد العديد من الأسماء المختلفة ليوم الحشر وأحداث القيامة.
أسماء يوم القيامة ومعانيها
هناك الكثير من الأسماء التي تسمى بيوم القيامة، والتي يجب على الإنسان الحفاظ عليها في الاعتبار، حتى يكون على علم بما سيراه في الآخرة، ويكون على دراية كافية بما ينتظره في يوم القيامة، حتى لا يتعرض للندم ويعتذر عن ما فعله بظلم، فاليوم الذي يحين فيه الحساب قريب ولا يبعد، والحياة الدنيا لا تدوم طويلا، لذلك يجب أن نسأل أهل المقابر عن أين أيامهم وماذا كانت أهواؤهم، وفيما يلي بعض أسماء يوم القيامة ومعانيها
اليوم الآخر
في كتابه العزيز، يقول الله تعالى: `إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى، من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون`. صدق الله العظيم. ولا سيما أن المقصود باليوم الآخر هو اليوم الذي لا يليه يوم آخر، حيث يكون نهاية الحياة الدنيا وبداية لحياة جديدة، وتلك هي الحياة الأخرى .
يوم الساعة
يعرف يوم القيامة أيضا بيوم الساعة، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم: `إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى`. يطلق على هذا اليوم اسم الساعة نظرا للعلامات التي تسبق حدوثه، وخاصة أن الساعة قد تم تعريفها من قبل العلماء الدينيين على أنها فترة زمنية قد تشير إلى قربها أو عظمة مصاعبها.
يوم الدين
يقصد بيوم الدين يوم القيامة ويوم الجزاء، حيث تجازى كل نفس على ما قدمت وما كسبت في الحياة الدنيا، يوم يشهد الأنبياء والرسل على أقوامهم وعلى أنهم بلغوا رسالتهم وأوفوا أمانتهم كما أمرهم الله تعالى، إذ أن يوم القيامة تنصب الموازين وتقدم الحجج وينطق الجماد والحيوان، على كل ما رأى، فيجد المرء نفسه بين الثواب والعقاب من فعل خير يرى، ومن فعل شر يرى.
يوم الحسرة
الحسرة في اللغة العربية هي الندم الشديد، أي أشد مراحل الندم وأكثرها قسوة، إذ تعرض على كل إنسان أعماله فيراها متحسراً على كل ما كسب من شر، وكل ما فعل من سوء، فلا رجعة ولا مفر من عذاب ووعيد، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز “وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”
يوم الحساب
وفي القرآن الكريم ذكر يوم الحساب، حيث يقول الله تعالى: `اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب`، وهذا صحيح بقدرة الله العظيمة. يطلق على هذا اليوم اسم يوم الحساب لأن الله تعالى يحاسب عباده فيه، حيث يحصى الأعمال وتوزن، ويمنح الصالحين من عباده درجات في الجنة، ويلقى الفاسقون في النار، فلا ينجو الظالم بأعماله، ولا ينجى الكافر من حقده. وكما أن الصالحين المؤمنين بالله واليوم الآخر سيحصلون على الثواب الذي يستحقونه، وسيرون جود الله وكرمه. فمن فعل مثقال ذرة خيرا سيكون له أجره.
- القارعة: الْقَارِعَةُ [سورة القارعة آية1]
أسماء يوم القيامة في جزء عم
جزء عم هو الجزء الأخير في القرآن الكريم، وهو الجزء الثلاثون الذي يحتوي على الإجابات والأحكام والنصائح التي يجب على المؤمن اتباعها والسير على نهجها. يحتوي جزء عم على العديد من السور والآيات التي تشير إلى يوم القيامة
يوم الحق
إذ يقوا الله تعالى “ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا” [سورة النبأ آية 39]
الساعة
قال تعالى: `يسألونك عن الساعة أيان مرساها؟ قل إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو. ثقلت في السماوات والأرض. لا تأتيكم إلا بغتة. يسألونك كأنك حفي عنها. قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون` (سورة الأعراف، آية 187)
الصاخة
عندما تحدث الصاخة، يعتقد أهل العلم أنها قد تشير إلى يوم القيامة، أو تشير إلى النفخ في الصور أو صيحة القيامة وهولها كما ذكر في سورة عبس الآية 33
يوم الدين
يُنكر بعض الناس يوم الدين، كما ذُكر في سورة المطففين الآية 11
الزلزلة
هي سورة من سور الجزء العم، ويشير معناها إلى يوم القيامة، حيث تقول الآية الكريمة `إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا`، وهذا إشارة إلى يوم القيامة (سورة الزلزلة، الآية 1)
يوم الفصل
في سورة النبأ ورد قول الحق: “إن يوم الفصل كان موعدًا” [سورة النبأ الآية 17]
اليوم الموعود
يقول تعالى: `وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ` (سورة البروج، آية 2).
الطامة الكبرى
يقول تعالى: `فإذا جاءت الطامة الكبرى` (سورة النازعات، الآية 34)
يوم الغاشية
يقول تعالى `هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ` في سورة الغاشية الآية الأولى
أسماء يوم القيامة في القرآن
هناك آيات قرآنية كثيرة تتحدث عن موعد يوم القيامة، حيث إن الله تعالى هو الوحيد الذي يعلم متى سيحدث القيامة، ولكن هناك العديد من علامات الساعة التي تم رتبتها من قبل العلماء. يوضح ابن باز ترتيب العلامات الكبرى للساعة، ومن بينها
- في حين أن القرآن كان وافيا وشاملا في وصف يوم القيامة ورعبه، فالوصف الوارد فيه كان كافيا لدفع الناس لفعل الخير، خاصة أن يوم القيامة يأتي على الجميع، سواء كانوا أحياء أم أمواتا، وسواء كانوا قد ماتوا قبلها أم سيموتون بعدها، حيث ستعود الأرواح بعد موت الناس على الأرض، وتخرج من قبورها وتنشطر مرة أخرى. لذا فلنسبح الله العلي القدير. وفيما يلي العديد من أسماء يوم القيامة المذكورة في القرآن الكريم
يوم الفتح
يشير يوم الفتح إلى اليوم الذي أمر الله تعالى فيه بفصل المؤمنين عن الكافرين، كما أشار إليه في كتابه العزيز بقوله “قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُون.
يوم الخلود
إن الإنسان يموت في هذه الدنيا فقط، وبعد ذلك في الحياة الآخرة لا موت ولا مرض. يخاطب الله تعالى أهل الجنة ويعدهم بالبقاء فيها دائمًا إلى الأبد، حيث يقول “ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ
يوم التناد
يشير التنادي إلى المناداة بصوت عالٍ وبعيد، حيث ينادي الناس بعضهم البعض عند حدوث أحداث مروعة، ويسمع صوتهم بفزع وخوف شديد، وذلك كما ورد في القرآن الكريم عندما يحذر الله الناس من يوم التنادي، ويقول: `يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ`، وصدق الله العظيم
يوم التلاق
من أجمل أسماء يوم القيامة، وأكثرها رحمة ولين، إذ يطيب الله خاطر الفاقدين ويصبرهم، فيوم التلاقِ، هو اليوم الذي تلقى الأم طفلها، ويلقى الحبيب حبيبه، والصفي صفيه، والصديق صديقه، يوم يتقابل الأحبة بعد فراق دام كثيراً، يوم تعود الأرواح للأجساد وتتلامس الأيادي مجدداً، وترى الوجوه وجوه ظنت إنها لم تلتقيها أبداً، فيقول الله تعالى “رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ”.
يوم التغابن
في أبسط تفسير للتغابن، يكون المقصود بالتغابن هو أن يتمنى الشخص الدرجة الأعلى والأرفع، فإن النار تحتوي على درجات مختلفة، وكذلك الجنة تحتوي على درجات متعددة. في يوم الجمعة، سيرى أهل الجنة بعضهم البعض، وسيتمنون كل واحد منهم أعلى مرتبة وأرفع منزلة. ستكون الأمور مختلفة تماما عما كانت عليه في الدنيا، وسيصاب الناس بالدهشة والتعجب. فهناك أشخاص كانوا ينكرون يوم الدين ومعنى التغابن، وعندما يرون الحقيقة، سيكونون في حالة من الذهول. وهناك من آمن بالله واليوم الآخر، ولكنهم لم يتخيلوا أبدا ما يراه أي إنسان على وجه الأرض. فالعقل البشري غير قادر على تخيل سعادة الجنة وأنهارها، ولا يستطيع أن يتخيل رعب القيامة وعظمتها، حيث يتجاعز فيها الأطفال. فسبحان الله العظيم، الذي خلق ما لا نعلم ولا يمكننا أن نتخيله أبدا، وتظهر هذه الحقيقة في قوله “يوم يجمعكم ليوم الجمع، ذلك يوم التغابن”، ومن يؤمن بالله ويعمل الصالحات، يكفر عنه سيئاته ويدخله الجنة التي تجري تحتها الأنهار، وسيكونون فيها خالدين إلى الأبد. هذا هو الفوز العظيم.