اسلاميات

أسماء علم التوحيد عند أهل السنة

أسماء علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

عقيدة التوحيد” هي دين الإسلام ودين الحق، حيث قال الله تعالى: “فأقم وجهك للدين حنيفا ۚ فطرت الله التي فطر الناس عليها ۚ لا تبديل لخلق الله ۚ ذٰلك الدين القيم ولٰكن أكثر الناس لا يعلمون” [سورة الروم: 30]

هذه العقيدة وردت تحت عدة مسميات مختلفة عند أهل السنة والجماعة، منها التوحيد وهي العقيدة الإسلامية، وأيضاً السنة وأصول الدين، كما أنها الفقه الأكبر، وكذلك الشريعة والإيمان.

تشير جميع الأسماء التي تم استخدامها لتسمية علم التوحيد إلى معناه العام والموضوعات التي يتضمنها، وكانت لها أهمية خلال كل فترة من فترات تطوير العلوم الدينية، وتم تسميتها بأسماء مختلفة عبر التصنيفات المختلفة التي أصبحت مشهورة بها. لذلك، يمكن الحديث عن كل اسم من هذه التسميات بتفاصيل أعمق وتوضيحه، وشرح سبب تسميته، كما يلي:

  • علم العقيدة

يُعرف علم العقيدة أيضًا باسم علم التوحيد وهو أكثر الأسماء شهرةً لهذا الفرع من العلوم الشرعية، واشتُهر هذا الاسم في القرون الأخيرة حيث لم يكن معروفًا بهذا الاسم في السابق، وخاصةً في العصر الذي كانت فيه الأحاديث تُروى قبل الكتابة.

إن ما يعد مرحلة أولى من مراحل علم العقيدة هو دور الموسوعية وعدم الاختصاص. الموسوعية تعني في اللغة العزم الأكيد والجمع بالنية والتوثيق للعقود وما يدين به الإنسان سواء كان ذلك في الحق أو الباطل

تتمثل المرحلة الثانية من علم العقيدة في الدور الذي يتم من ناحية الفعل القلبي، حيث تظهر العقيدة باعتبارها معنى يقوم بتحويل قلب العبد، وهذه المرحلة أكثر خصوصية من المرحلة السابقة، ويتم التعبير عن هذا المعنى من خلال المصدر، وهذا هو الإيمان الذي لا يمكن افتراض وجود نقيض له.

أما بالنسبة للمرحلة الثالثة، وهي الفترة التي أصبحت فيه العقيدة أكثر نضج، حتى صارت علم ولقب على بعض القضايا، وهو ما يعد دور في الاستقرار وهو الدور الذي يعبر عنه، أنه العلم بما يسمى الأحكام الشرعية من الناحية العقدية المكتسبة من الدليل اليقيني، وكذلك من اتجاه رد الشبهات و الأدلة الخلافية التي لا تقبل الشك.

  • علم التوحيد

لكلمة التوحيد مراحل وأدوار في علم العقيدة. في المعنى اللغوي، تم استخلاصها من كلمة `وحد` وتعني جعله واحدا. وتم استخدامها في معنى الفرد الذي يتميز عن غيره. إن وجود الله كواحد ليس بنتاج صانع، وهذا الواحد فريد بخصائصه المميزة عن الآخرين. ومن هذا المعنى يأتي قول أن الواحد في زمانه فريد، إما علما أو غيره

  • علم السنة

يشير علم السنة إلى الأساليب والمصادر التي يعتمد عليها علماء الحديث لإضافة أقوال وأفعال وتقارير وأوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم.

في أصول الفقه، وهي تشير إلى ما يأمر به الشرع وليس بشكل إلزامي، وفي الفقه، يشير إلى ما يجب أن يكافأ عليه الفاعل ولا يعاقب على تركه، وهذا ينطبق أيضا على علماء العقيدة السليمة.

ومن الملحوظ فيها أن السنة واحد من المصادر الخاصة بالتلقي للعقيدة الصحيحة وبطرق إثباتها، ولذلك عرف بعض السلف السنة على اعتبار أنها الاتباع، وغيرهم جعلها الإسلام، وهذان الرأيان غير متضادين ولا تعارض بينهم لأن الإسلام يعرف بتعبير عن العقيدة الصحيحة، أما الاتباع فهو يعبر عن طريق التلقي والمنهج.

  • علم أصول الدين

يُعد التركيب اللغوي المضاف والمضاف إليه مركبًا إضافيًا، وهو تركيب لغوي ينقسم إلى مضاف ومضاف إليه، ولا يمكن الوصول إليه بالمعنى المركب، وذلك من خلال تحليل الأجزاء المركبة منه وهي كلمتي “أصول” و”دين.

تعني كلمة “أصول” في الجمع الأصل، وهو ما يتم بناء عليه غيره، مثل أساس المنزل، أما في الاصطلاح، فهي تشير إلى ما له فروع. وبالنسبة للدين، فهو في اللغة يعني التذلل والخضوع، وشرعًا يعني الامتثال للأوامر وتجنب المحظورات، أو الطاعة لله ورسوله.

 في هذا السياق، تشكل أصول الدين المبادئ العامة والقواعد الكلية الكبرى التي تحقق الطاعة لله ورسوله، والاستسلام لأوامر الله ونواهيه، وهذا هو معنى التوحيد.

  • علم الفقه الأكبر

الفقه بالمعنى اللغوي يعني الفهم، وقد تم إضافة الفقه إلى المصطلح الأكبر للإشارة إلى الفقه الأصغر، والفقه الأصغر هو علم الحلال والحرام وفروعه 

  • علم الشريعة

تم إصدار بيان الشريعة بتفاصيلها، وتم ذكر عقائد أهل السنة والجماعة، مثل الاعتقاد بأن الإيمان يتضمن القول والعمل، وأن الله يُصف بما صف به نفسه ووصفه به رسوله، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

  • علم الإيمان

تم تصنيف كتب السلف التي تتناول المسائل المتعلقة بالتوحيد والاعتقاد باسم الإيمان، ومن أول هذه الكتب كتاب الإيمان للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، رحمه الله.

أسماء علم التوحيد عند غير أهل السنة

هناك جماعات وفرق اعتمدت معتقدات ومناهج تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختاره لأمته، وتختلف هذه الجماعات في أسس توحيدهم وعقائدهم ولها مسميات خاصة بها في علم التوحيد والعقيدة

  • علم الكلام

يسمى علم الكلام عند الفرق المتكلمة مثل المعتزلة والأشاعرة وأتباعهم، وهو مرفوض شرعاً، لأنه يقوم على التقول بغير علم عن الله سبحانه وتعالى، ويتعارض مع منهج السلف أهل السنة والجماعة في العقيدة والتوحيد.

  • الفلسفة

يعتبر علم الفلسفة علم العقيدة، وهو الرأي المتبع من قبل الفلاسفة ومن يسلك طريقتهم. ومع ذلك، هذا الرأي غير مقبول في مسألة العقيدة بسبب الاختلاف الشديد بين الفلسفة والعقيدة في كل شيء، وذلك لأن الفلسفة تستند إلى الأوهام والعقول الخيالية والتصورات الخرافية حول الأمور الغيبية التي لا يعلمها البشر.

مسميات أخرى عند غير أهل السنة والجماعة

  • التصوف

يطلق أيضًا مصطلح التصوف على علم العقيدة لدى بعض المتصوفة والفلاسفة، وكذلك عند المستشرقين وأتباعهم، وهو نوع من الابتداع لأنه يقوم على الاعتقادات الخاطئة التي يتبعهاالمتصوفة ومدعي الصوفية، وعلى الخرافة في العقيدة التي يحملونها.

  • الإلهيات

تستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى العقيدة لدى أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين ومَن يتبعهم، لأن المقصود بها هو الفلسفة وكلام المتكلمين والملاحدة وغيرهم من أصحاب الضلال والباطل والعقيدة الفاسدة.

  • ما وراء الطبيعة

الميتافيزيقيا عند الفلاسفة، وكذلك على نفس المنهج، تقترب في معناها من الإلهيات، ويعرف الناس أن الميتافيزيقيا هي أمور لا تستند إلى أدلة عقلية ولا نقلية، لأن للعقيدة مفهومًا صحيحًا وهو الحق.

تاريخ تدوين علم التوحيد

لم يكن الصحابة في عهدهم الأول، يحتاجون إلى تدوين العلوم الشرعية، حيث كان يتلقى الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الدين ويسألوه فيما يصعب عليهم،  وكل هذا يرويه صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وتابعي التابعين، وبدأ التدوين بعد ذلك بمراحل بعيدة عن هذا الزمن، حيث مر الأمر بداية بطور الرواية ثم طور التدوين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى