أسس العلاقات الإنسانية .. وأنواعها
أسس العلاقات الإنسانية
بدأت نظرية العلاقات الإنسانية للإدارة في التطور في أوائل العشرينات واليوم هى جزء لا يتجزأ من كل الأعمال التجارية حيث صار فهم المهارات والنظريات المعنية هو المفتاح لنجاح الموظف، وفي عشرينيات القرن العشرين بدأ “إلتون مايو” -وهو طبيب ومنظم نظريات أسترالي المولد- بحثه حول سلوك الناس في مجموعات وكيف يؤثر مكان العمل على الأفراد والمعروف باسم “دراسات هاوثورن”.
في تلك الفترة، كانت `التايلورية` (تطبيق العلم في مكان العمل لتحسين الإنتاجية) تنظر إلى الأفراد كآلات يمكنها العمل في بيئات غير أخلاقية أو غير واقعية، وعلى العكس من ذلك، رأى مايو في فكرة `الشخص الاجتماعي` أن المنظمات يجب أن تعامل الأشخاص كأفراد وليس كآلات لها احتياجات فردية.
نظرية إدارة العلاقات الإنسانية هي اعتقاد مدروس بأن الناس يرغبون في أن يكونوا جزءًا من فريق داعم يسهل التنمية ولذلك إذا كان الموظفون يتلقون اهتمامًا خاصًا ويتم تشجيعهم على المشاركة، فإنهم يرون أن عملهم له أهمية ولديهم دوافع ليكونوا أكثر إنتاجية مما يؤدي إلى عمل عالي الجودة.
تعريف العلاقات الإنسانية
تعرف ميريام وبستر “العلاقات الإنسانية” بأنها “دراسة المشاكل الإنسانية الناشئة عن العلاقات التنظيمية والعلاقات بين الأشخاص (كصناعة)”، وقد تمت ترجمة هذا التعريف إلى نهج تجاري يركز على دعم الموظفين في تطوير حياتهم المهنية والوكالة في العمل بالإضافة إلى إدارة شركة مربحة، ويتطلب النهج الذي يركز على العلاقات الإنسانية في الإدارة والأعمال مجموعة مهارات خاصة من جانب أرباب العمل والمديرين ومن أجل تنفيذ ثقافة مكان العمل التي تركز على العلاقات الإنسانية بفعالية هناك خمس مهارات أساسية.
مهارت العلاقات الإنسانية
بينما يحتاج المديرون إلى مجموعة واسعة من المهارات، فإن هذه الخمس مهارات بشكل خاص ضرورية لنجاح العلاقات الإنسانية.
الاتصال: تعتبر خطوط الاتصال المفتوحة ضرورية لأي مكان عمل، ولكن هذا الأمر يكون حيويا بشكل خاص للقادة الذين يمارسون إدارة العلاقات الإنسانية، حيث يساعد التواصل الفعال على ضمان أن جميع الموظفين يشعرون بالدافع والتقدير في عملهم، ويشمل هذا الاتصال المحادثات الشخصية بالإضافة إلى الاتصالات المكتوبة مثل رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
كقائد، يجب أن تكون قادرا على تكييف لغتك مع مختلف الحالات، مثل تعديل اختيارك للكلمات والأساليب عند التعامل مع المديرين التنفيذيين ذوي المناصب العليا، بالمقابل لطريقة التواصل مع العملاء. وإحدى تقنيات الاتصال المفيدة هي عكس نهج الشخص الآخر، حيث يكون الناس أكثر استجابة للأساليب المشابهة لهم. كما يجب عليك البحث عن المصالح المشتركة ومطابقة طريقة كلامهم أو وضعهم المادي؛ فهذه طرق رائعة للتواصل بمهارة مع شريكك في المحادثة
حل النزاعات: يمكن أن تكون إدارة الأفراد الذين لديهم شخصيات ووجهات نظر وأهداف مختلفة صعبة بشكل لا يصدق، وتحقيق الاتفاق بين جميع الأفراد يمكن أن يكون شيئا مستحيلا، لذلك يجب عليك أن تكون مرتاحا ومتمرسا في حل النزاعات، وهذا سيساعد فريقك على العمل معا بطريقة مدنية حتى لو لم يتفقوا في جميع النقاط، لضمان إنجاز العمل في الوقت المحدد.
عندما تنشأ المعارضة، يجب عليك أن تأخذ في الاعتبار وجهات النظر الفردية وأن تجعل كل شخص يشعر بأنه مسموع ومفهوم. وبمجرد استيعاب المعلومات المقدمة، يجب أن تعمل مع جميع الأطراف للوصول إلى حل يشعر به الجميع بالراحة للمضي قدما. وبينما من المستحيل أن يكون الجميع سعداء بنسبة 100٪ في كل الأوقات، يمكن لمهارات حل النزاعات الجيدة أن تحافظ على انسجام الفريق أو تعيده في مواجهة الخلا.
تعدد المهام: يواجه المديرون العديد من المهام والأسئلة والمشاكل التي يجب حلها يوميا، وهم ليسوا مسؤولين فقط عن أنفسهم، بل يتحملون مسؤولية نجاح فريقهم، مما يعني أنه يجب أن يقضوا الكثير من الوقت في التحقق من عمل فريقهم وضمان سير الأمور بسلاسة.
التفاوض: سواء كان هناك عرض توظيف أو اتفاق بين أصحاب المصلحة والشركة أو مجرد وجهات نظر متعارضة للإدارة، فمن الضروري وجود التفاوض في مكان العمل. فمهارات التفاوض القوية هي المفتاح للحفاظ على السلام بين الأطراف والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف، كما يمكن أيضا استخدام تقنيات الاتصال الفعالة مثل عكس اللغة وتكييفها مع جمهورك في المفاوضات.
التنظيم: التنظيم هو مهارة مهمة في العلاقات الإنسانية حيث يؤثر على جميع مجالات العمل الأخرى، ويتطلب الحفاظ على مساحة العمل الفعلية ومتابعة سير العمل بشكل صحيح وفي الوقت المحدد. ويعد الانظمام جزءا أساسيا من إدارة الوقت وتحسين سير العمل بفعالية.
أنواع العلاقات الإنسانية
تعد العلاقات الإنسانية قوة حيوية في حياة الإنسان، فبدونها تكون الحياة كأرض قاحلة، وهناك أنواع كثيرة من العلاقات الإنسانية التي تعتبر مهمة للسعادة والحياة الصحية، وهي بارزة في أهم مجالات الحياة البشرية؛ لأنها ترتبط بشكل مباشر بالسلوك البشري، وبدون السلوك الإنساني والعواطف، الحياة تكون مجرد شيء بلا روح وبلا أي طاقة أو مشاعر.
واحدة من الأمور الشائعة التي يلاحظها الناس في حياتنا اليومية هي أن معظم الأشخاص يتصرفون بنوع واحد أو أكثر من السلوك (مثل السلوك المعقد أو الانطوائي أو الانفتاح أو العقلانية، إلخ). وهذه الأنماط السلوكية تؤدي مباشرة إلى إقامة أنواع بديلة من التواصل مثل الزواج أو التعارف أو الاجتماعات الاجتماعية والعمل أو القرابة. وبما أن كل إنسان يعتمد على الآخرين لبقائه ورفاهيته، فإنه من الحقائق المعروفة أن البشر في جوهرهم حيوانات اجتماعية. لذلك، تلعب هذه العلاقات دورا حيويا جدا في وجود الإنسان ونموه. وتنقسم العلاقات الإنسانية إلى نوعين وهما:
العلاقات غير الرسمية
يتم بناء هذه العلاقات بين شخصين على أساس صلات وثيقة بينهما، ومن أمثلة العلاقات غير الرسمية الأسرة والشريك والصديق والقريب والمعارف وغيرها… ينبغي أن ينظر للأسرة كوحدة أساسية للمجتمع حيث يقوم الأوصياء (الأم والأب) بتعزيز نمو الطفل العاطفي والفكري والاجتماعي والبدني منذ ولادته حتى يبلغ سن الرشد، وأما الشريك فهو الشخص الذي يرتبط بشخص أو أشخاص آخرين في مشروع أو مجال من مجالات الاهتمام المشترك في الأعمال التجارية
العلاقات الرسمية
العلاقات الرسمية هي العلاقات التي تتضمن التزامات وسمات فريدة وخاصة، ويجب إقامة هيكل قانوني لها للتصديق عليها، مثل الانضمام إلى اتحاد (بما في ذلك الزواج) أو صاحب العمل والموظف أو المالك وما إلى ذلك، والزواج هو واحد من أفضل الأمثلة على الاتحاد الذي يحدث بين رجل وزوجته.
تطوير علاقة سعيدة والحفاظ عليها بطريقة صحية ليست مهمة سهلة، وإذا كان الشخص غير قادر على الحفاظ على علاقة صحية مع الآخرين، فقد يتسبب ذلك في حدوث مشاكل معينة في العلاقات، وهذه المشاكل قد تؤدي إلى انهيار العلاقة وتحتاج إلى إصلاح. عندما يجد الشخص نفسه غير قادر على الحفاظ على علاقة صحية مع الآخرين، يجب عليه أن يستكشف بعض الحلول المفيدة لمشاكل العلاقة