أسرار مارلون براندو الغريبة
كان الممثل مارلون براندو بريطاني الأصل، ومع ذلك كان أقوى تأثيرا في السينما الأمريكية، ووصفه الناقد روجير إيبيريت بأنه الأكثر إزعاجا أيضا، كما كان ممثلا فريدا من نوعه، ويشبه بابلو بيكاسو ولكن كل واحد في مجاله الخاص به .
ووصف جاك نيكلسون براندو بأنه عبقري للدرجة التي جعلت منه بداية ثورة، وفي نهاية المطاف كانت نهاية ثورة خاصة في عالم التمثيل. إنه تحفة خالدة وهو الذي منحنا حريتنا، حيث ساعد في تحرير ممثلين ونجوم هوليوود من الشخصية المثالية التي كانت تسيطر على كاري جرانت وهنري فوندا وفتح الباب أمام البعض الآخر مثل روبرتو دي نيرو وآل باتشينو وداستن هوفمان وجاك نيكلسون، مما سمح لهم بالتألق بمواهبهم بعيدا عن الأداء النمطي السائد في ذلك الوقت .
من هو الممثل مارولون براندو
ولد براندو في ولاية نبراسكا في الثالث من أبريل / نيسان عام 1924 ، ونشأ في منطقة ريفية ، مما أثر على طبيعة ونقاء شخصيته ، وهذا كان واضحا خلال خضوره المتميز خلال أدواره المختلفة ، نال براندو المركز الرابع كأحد الممثلين العظماء وقتها ، وذلك وفقا لما ذكره المعهد الأمريكي للأفلام ، واقترن اسمه بممثلين محترفين وهما ” السير تشارلي تشابلن” و”مارلين مونرو” ، في قائمة أكثر التشحصيات المؤثرة في القرن العشرين ، والتي وضعتها مجلة التايمز .
حصل براندو على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مرتين، الأولى كانت في عام 1955 والثانية كانت في عام 1973، وحصل أيضا على جائزة الجولدن جلوب في نفس العامين. وفاز براندو بعدة جوائز من الأكاديمية البريطانية في عام 1953 و 1954 و 1955، كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي عن دوره في فيلم “فيفا زابات .
أسرار عن الممثل العبقري مارلون براندو
لم يستطع براندو تحقيق نموذج العائلة المثالية التي قدمها في فيلم العراب / الأب الروحي، كعائلة `فيتو كورليوني` في حياته، بل على العكس من ذلك، فشل في ثلاث زيجات أنجبت تسعة أبناء، وسجن ابنه الأكبر بعد ارتكابه جريمة قتل صديق أخته، وأنتحرت ابنته عام 1995 .
براندو، قبل عام من وفاته، قام بالترتيب لجنازته وأخبر الجميع أنه مستعد وينتظر الموت، كما تمنى أن يحضر جاك نيكلسون بارزا في عزائه وطلب من مايكل جاكسون أن يلقي كلمة تأبينية، كما رغب في حرق جثمانه ونثر رماده بين أشجار النخيل في جزيرة تاهيتي التي كان يمتلكها .
انضم براندو إلى الاتحاد الأمريكي لفلسطين الحرة في عام 1947، وقدم مساهمات في الستينيات والسبعينيات لإنهاء الظلم الاجتماعي والتمييز العنصري ضد البشرة السوداء، منخلال انضمامه لحركة الحقوق المدنية، وكان له علاقة وثيقة بالناشط “مارتن لوثر كينج
كان ينتقد اليهود دائمًا، وقال في تصريح تلفزيوني لاري كينغ، إن اليهود يسيطرون على صناعة السينما في هوليوود لطرح وجهة نظرهم، واتُهِم بمعاداة السامية من قِبَل اللوبي الصهيوني، وتم نشر ذلك في جميع وسائل الإعلام .
أعلن براندو عن قراره بمقاطعة حفل الأوسكار الخامس والأربعين قبل ليلة الحفل، وقد اعتبرت هذه المعلومة شائعة في البداية، ولكنه لم يحضر الحفل فعليا، وعند إعلان جائزته، تسلمتها فتاة من السكان الأصليين لأمريكا تدعى “ساشن ليتلفيزر” من “الهنود الحمر” بدلا منه، وأعلنت عن سبب امتناعه عن الحضور وهو تشويه صورة الهنود الحمر في المسلسلات والأفلام، وتزامن وقت الحفل مع حملة أمريكية ضده .
أصر المخرج فرانسيس فورد كوبولا على اختيار مارلون براند ليلعب دوره العبقري في فيلم الأب الروحي، على الرغم من رفض المنتجين له بسبب فشله في بعض الأدوارخلال السنوات الأخيرة، وقد كان المنتجون يفضلون لورنس أوليفر أو إدوارد روبينسون بدلاً منه .
كان براندو يروج لفكرة أن التمثيل مهنة غير هامة، على الرغم من أدواره المميزة والعبقرية، ويعتبرها “مهنة الهراء”، ويعتبر أن التوقف عن التمثيل يعني النضج الكامل. ويقول “هل سيهتف لي الجمهور لو كنت أعمل سباكا؟!” ويضيف أن التمثيل هو طريقة لتأمين العيش، والكذب هو الوسيلة المستخدمة لتحقيق ذلك. ويعتبر أن الجميع يمثلون في حياتهم، وأن الحجم عن القول الصادق هو أيضا نوع من التمثيل. ويختم بالقول “إذن جميعنا نمثل، ولكن بعض الناس يحصلون على أجر من ذلك .
صرح براندو بأنه كان يقبل الأدوار من أجل المال فقط، وتم اتهامه من قبل العديد من النقاد بالغرور والتعامل بشكل استهتاروغير مسؤول على المستوى الشخصي والمهني .