أسرار السحر والتعاويذ عند الفراعنة
تعتبر الحضارة الفرعونية واحدة من أعظم الحضارات القديمة التي علم العالم الكثير منها، وتتميز هذه الحضارة بالأسرار والخفايا، وتمكن العلماء من اكتشاف بعض هذه الأسرار، في حين لم يتمكن أحد حتى الآن من اكتشاف البعض الآخر، ويعد السحر والتعاويذ الفرعونية أحد أهم الموضوعات والأسرار التي حيرت العلماء كثيرا، فالسحر يعد من الأسرار الغامضة التي تحيط بهذه الحضارة العظيمة .
بداية السحر في مصر الفرعونية : : يعود تاريخ استخدام السحر في مصر إلى فترة قبل اكتشاف الكتابة، ولكن علماء الآثار بدأوا في دراسة السحر بعد ظهور الكتابة الهيروغليفية. وكانت هناك طبقة من الكهنة المتخصصين في ممارسة السحر، وتمكن العلماء من فك رموز الهيروغليفية ليتعرفوا على درجات عالية من السحر، وكانت لديهم قدرات على التحكم بالقوى الطبيعية وتعلموا العلوم التي لم يصل إليها أحد من قبل. ولم يتمكن أي شخص من تعلم السحر، وإنما كان يتم اختيار السحرة وفقا لشروط معينة .
قصص السحر الفرعوني : تحدثت الكثير من البردايات المصرية القديمة عن درجات عالية من السحر وتأثير السحرة على قوى الطبيعة، فبعضها يحكي عن تحويل الجماد إلى وحش مفترس، ولكن لا نعلم ما إذا كانت هذه الأحداث حقيقية أم أساطير خيالية .
قصة موسى والسحرة التي حولت العصا إلى ثعابين هي أشهر قصص القرآن الكريم.
تدور قصة أخرى حول كاهن اكتشف خيانة زوجته له مع شاب ، حيث صنع تمساحًا من الشمع وانتظر حتى نزل العشيق إلى الماء ، ثم وضع التمساح الشمعي في الماء وقرأ عليه تعويذة فتحول إلى تمساح حقيقي هاجم العشيق .
تعد قصة “خوفو والسحر” واحدة من أشهر القصص التي تحكي عن السحرة، حيث يروي البردي القصة التي تدور حول ابن الملك خوفو الذي استدعى ساحرًا عجوزًا يدعى “جدّي”، وطلب منه أن يعرض مهاراته في السحر، فقام بقطع رقبة أوزة وإعادتها لها مرة أخرى، ثم جعلها تطير مما أثار دهشة الحاضرين .
الملوك والسحر : كان لدى معظم الملوك خبرة في فنون السحر، وعند بناء مقابرهم، كانوا يقرؤون عليها تعاويذ سرية لا يعرفها أحد سواهم، حتى لا يستطيع أحد سرقة مقبرة الملك بعد وفاته .
السحر والعلوم : يقال إن القدماء المصريين استخدموا السحر للاطلاع على العلوم المختلفة، وكان الوزير إيمحوتب، الذي كان وزيرا للدولة في عهد الملك زوسر، أشهر السحرة في مصر. كان إيمحوتب ماهرا في الهندسة والعمارة، ويشهد على براعته هرم زوسر المدرج في سقارة. كما أن الفراعنة استخدموا السحر للاطلاع على الأمراض المختلفة وعلاجها، ويقال إنهم كانوا يعالجون المرضى عن طريق الاتصال بالعالم النجمي الذي يعيد توازن الطاقة لدى الإنسان .
المقابر الفرعونية : تم العثور داخل المقابر الفرعونية على كتابات على الجدران ورموز تشير إلى أن هذه المقابر محمية بسحر قوي، وتحذر أي شخص يحاول سرقة المقبرة أو التعدي عليها، وقد تعرض العديد من المستكشفين الذين حاولوا استكشاف بعض المقابر الفرعونية للهلاك ولم يعرف سبب ذلك، هل هلاكهم كان بسبب السحر الفرعوني أم تعرضوا للهلاك بسبب البكتيريا والحشرات الموجودة داخل هذه المقابر القديمة .
أراء العلماء
انقسمت أراء علماء المصريات إلى قسمين :
يرون بعض العلماء أن قصص السحر هذه مجرد أساطير ابتكرها السحرة ليثبتوا عظمتهم الشخصية وأن السحرة كانوا يعتمدون فقط على الخدع البصرية. أما التعاويذ المكتوبة في المقابر، فيرون بعضهم أنها مجرد رموز ابتكرها القدماء المصريون لتخويف أي شخص يحاول دخول مقابرهم لسرقتها، ودليل ذلك هو سرقة معظم قبور الفراعنة. إذا كانت هذه القبور ملعونة ومسحورة، فلم يتمكن أي شخص من دخولها، ومن يدخلها سيموت بالتأكيد .
ويري البعض الآخر : يعتبر السحر حقيقيًا، ونجح السحرة في الوصول إلى مكانة كبيرة في هذا المجال واستخدموه في مختلف المجالات، ويدل على ذلك وصول القدماء المصريين إلى علوم لم يتم اكتشافها حتى الآن، مثل علم التحنيط وطريقة بنائهم للأهرام وعلاجهم لبعض الأمراض الصعبة .
رغم أن هناك العديد من الآراء، إلا أنه لا يعرف أحد حتى الآن سر السحر والسحرة والتعاويذ في مصر القديمة .