أسد بن الفرات أشهر قادة العرب
كثيرا مما نسمعه عن الشخصيات التاريخية هو بطل مغوار أو فقيه في الدين أو عالم في مجال ما، أو قاض حكيم. ولكن نادرا ما نسمع عن شخص يجمع بين كل هذه الصفات. هذا الشخص هو أسد بن الفرات، القاضي العادل والمقاتل الشجاع وحامي أسس الدين والعقيدة. إنه القاضي الذي سيبقى اسمه محفورا في التاريخ .
من هو أسد بن الفرات ؟
أسد بن الفرات هو الفقيه المتميز العالم بأمور الدين و القضي العادل و أمير المجاهدين و اسمه هو أبو عبد الله أسد بن الفرات بن سنان و قد ولد أسد بن الفرات في عام 142 هـ و كان ذلك في مدينة حران التي تقع في بلاد الشام بعد ذلك انتقل إلى بلاد المغرب العربي بصحبة أبيه و قد كان ذلك في عام 144 هـ و كانت نشأته و حياته الأولى في مدينة القيروان و قد أنشأه والده على حب الله و تعلم القرآن و السنة و قد أصبح معلما للقرآن الكريم و لم يكن قد أتمم الثامنة عشر من عمره .
تعليم أسد بن الفرات
بعد أن أنهى أسد بن الفرات حفظ القرأن الكريم بدأ في دراسة علوم الفقه و الحديث و قد كان يميل في تعلمه إلى إعمال العقل و التفكير في أمور الدين و قد التقى بالعديد من رجال الدين و أئمته و قد كان من أهمهم علي بن زياد من ساعد على إدخال المذهب المالكي لبلاد المغرب و من بعده تعلم على يد الإمام أنس بن مالك و داوم على حضور مجالسه و أحاديثه .
انتقل إلى العراق وبدأ بالعيش هناك، وقابل تلاميذ الإمام أبي حنيفة النعمان واستكمل تعليمه على أيديهم .
أهم أعمال أسد بن الفرات
عمل أسد بن الفرات على محاربة البدع و الضلالات و قد عرف عنه اتباعه للسنة النبوية و محاولاته الدائمة لنشر التعالي الصحيحة للدين الإسلامي و البعد عن الدخائل على الدين .
لم يكن أسد بن الفرات مجرد عالم دين يبحث عن تعاليم الدين وأحكامه، بل كان مجاهدًا مغوارًا يحب الجهاد في سبيل الله، وورث هذا الحب عن أبيه. وذكر في التاريخ أنه شارك في العديد من الفتوحات وكان من أهمها فتح جزيرة صوقرة .
مشاركته في فتح صقلية هي واحدة من أشهر أحداثه في التاريخ. كان عمره حوالي سبعين عاما في ذلك الوقت، وعلى الرغم من ذلك، راح يسارع للانضمام إلى الجيوش المستعدة لفتح صقلية. وقد برزت شجاعته وبطولاته في هذا الصراع .
عمل أسد بن الفرات كقاضي في العصر العباسي عندبعض الفترات في تاريخ الدولة العباسية .
وفاة أسد بن الفرات
خلال معركة صقلية، تمت دعوة بعض الأعداء للانضمام إلى صفوفه من أجل تحقيق مصالح مشتركة، ولكنه رفض ذلك تماما كما فعل النبي، وواصل النجاحات واستولى على فتر سرقوسة وبلرم وغيرها، وكان يحارب بمفرده على الرغم من تقدمه في السن، وكان يخطب في الجيش ويعزز عزيمته، حتى انتشر وباء أودى بحياة العديد من المسلمين، وكان أسد بن الفرات أحدهم، وتوفي وهو يدافع عن المسلمين في أرض غير وطنه، وحدث ذلك في عام 213 هـ .