أسباب وعلاج متلازمة باريس
هناك العديد من الأمراض النفسية الغريبة التي ليس الكثير من الناس يعرفون عنها، ومن بين هذه الأمراض، يوجد مرض يسمى “متلازمة باريس”. وتعتبر متلازمة باريس حالة نفسية تحدث لبعض السياح الذين يقومون بزيارة باريس، وتحدث هذه الحالة النفسية كنتيجة للصدمة الثقافية التي يتعرضون لها.
وتأتي هذه الصدمة الثقافية نتيجة بسبب الاضطراب العقلي الذي يتعرض له العديد من الزائرين بسبب اختلاف الواقع والحقيقة عن ما رسمه في عقولهم ، فالكثير يرسمون لباريس صورة ذهنية بسبب ما قرأه وما شاهده في الأفلام عن عالم مثالي وجميل وحضارة عريقة ، وعندما يذهبون الى ارض الواقع يصدمون بواقع مختلف تماما عما تصوره .
ما هي متلازمة باريس
هي حالة تحدث نتيجة لصدمة حادة وشديدة بسبب صدمة ثقافية تم التعرض لها ، وقد ينتج عن هذه المتلازمة العديد من الأعراض مثل ( القلق ، و التعرق الشديد ، والهلوسة والوهم ) .
أكثر السياح الذين يعانون من هذه المتلازمة هم السياح اليابانيون، حيث يصل عدد الزائرين اليابانيين إلى الملايين سنويا، وتصاب نسبة 10% منهم بمتلازمة باريس. ونتيجة لهذه الإصابة، يضطر العديد منهم لإنهاء زيارتهم والعودة إلى بلدهم. وتتجاوز الصدمة التي يتعرض لها اليابانيون صدمة الحضارة والثقافة فحسب، بل تشمل أيضا صدمة في التعامل. فالأشخاص الفرنسيون يتعاملون بشكل مختلف تماما عن اليابانيين، ويختلفون في السلوك والعادات.
أسباب حدوث متلازمة باريس
يعود سبب حدوث متلازمة باريس إلى أن مدينة باريس معروفة بين الدول الأخرى بأنها مدينة الحب والرومانسية، وتشتهر بأنها مدينة المودة وتتميز بالدفء والقصص والحكايات. ونتيجة لرفع توقعات هذه الصورة، يصدم الكثيرون عندما يصلون إلى باريس، حيث يجدون واقعا مختلفا تماما. يجدون باريس في صورتها القاسية، حيث تكون مليئة بوسائل المواصلات والضجيج والأصوات العالية، وخدمات باريس تتسم بالفظاظة والسلوك السئ للفرنسيين. بالإضافة إلى ذلك، تعاني باريس من حوادث الجريمة وعدم قبولهم للسياح.
في المطلق يتعرض الجميع لحالة الصدمة الثقافية ولكن هناك قسمين من الناس نصف منهم استطاع التغلب على الصدمة وكان قادرا على التعامل مع تغير الثقافة ، والنصف الثاني لم يستطع ان يتعامل مع الثقافة الأخرى و لم يكن قادرا الاندماج مع الثقافة الجديدة ، الصدمة التي يتعرض لها العديد تمر بعدة مراحل وهي كالأتي :-
المرحلة الأولى :- تظهر المرحلة الأولى من الصدمة عند شعور الشخص بالسعادة بسبب الوصول إلى بلد جديد.
المرحلة الثانية :بعد الشعور بالسعادة، يأتي الرغبة في التعرف على ثقافة البلد المضيف، ومن ثم يبدأ المقارنة بينها وبين البلد الأصلي.
المرحلة الثالثة :بعد المقارنة والتعرف على نتائجها، يجب عليك تحمل صدمة الاختلاف واستيعابها، والعمل على الاندماج في هذه الثقافة.
لا تقتصر متلازمة باريس على اليابانيين فحسب، بل تشمل العرب وخاصة دول العالم الإسلامي. حيث أنهم عرضة لهذه المتلازمة والصدمة الثقافية بسبب العادات والتقاليد التي يتبعونها والتي تختلف تمامًا عن المجتمع الفرنسي والسلوكيات التي لا تمثلهم .
تقدم وكالة بلومبرج الهولندية تقريرا مفصلا عن الصدمة التي يعاني منها السائحون، وخاصة اليابانيون والصينيون. وأوضح التقرير أن باريس تتعرض لتراجع عدد سائحيها بسبب هذه المشكلة، والتي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب وتجعلهم يشعرون بالاشتياق إلى بلادهم .
طرق العلاج لمواجهة متلازمة باريس :-
نتيجة للأثر السلبي الذي يمكن أن يؤثر على مدينة باريس وزوارها، كان من الضروري البحث عن حلول لتقليل والسيطرة على هذه المشكلة. ونتيجة لذلك، تم طرح العديد من الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة، ومن بين هذه الحلول:
اولا :عملت السفارة اليابانية على مواجهة هذه المتلازمة من خلال فتح أبوابها والعمل على مدار 24 ساعة لمساعدة كل من يعاني من المتلازمة .
ثانيا :- من الأفضل ألا تتوقع الكثير من باريس وتتوقع ما هو ملائم فقط، حتى لا تفاجأ بصدمة.