أسباب كره شخص بدون سبب
إذا سبق لك إلغاء صداقة شخص ما على فيس بوك أو كتم صوت شخص ما على تويتر، فإنك تدرك بشكل عميق ما يشعر به الشخص من كراهية. على الرغم من أن هذه الأدوات تتيح لنا وسيلة للابتعاد عن الأنظار والعقول لتنظيف حياتنا من ما لا نرغب في رؤيته، إلا أننا لا يمكننا تجنب الشعور بالكراهية تماما. ولكن في بعض الأحيان نجهل سبب الانزعاج من شخص معين، ونشعر بمشاعر سلبية تجاهه بدون مبرر.
أسباب كره شخص بدون سبب
تعد الكراهية آلية بقاء ضرورية استخدمها البشر للتغلب على مخاوفهم لقرون طويلة قبل فترة سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي، ويتمثل ذلك في كيفية عمل العلاقة بين العقل والجسد في الشعور بالكره تجاه شخص ما.
ولكي تفهم ما يحدث في جسدك عندما تكره شخصًا ما ، يمكنك البدء بمحاولة فهم الخوف، فكما كتب روبرت سابولسكي في “لماذا يكره دماغك أشخاصًا آخرين” ، عندما نرى شخصًا يبدو مختلفًا عنا ، هناك تنشيط تفضيلي يحدث للوزة المخية ، مما يعني اشتعال منطقة الدماغ المرتبطة بالخوف والعدوانية، ويمكن أن يثير رد الفعل العاطفي العميق هذا نمطًا طويل المدى من الكراهية، وعندما يتم التحقق من صحة هذا النمط من خلال العمل، على سبيل المثال إذا أدركت أن شخصًا ما قد أساء إليك ، فإن خوفك منه يصبح منطقيًا.
تصبح مشاعرنا السلبية تجاه شخص ما أقوى مع تراكم التجارب السيئة معهم ، وتؤدي هذه الأفكار السلبية إلى استجابة تسمى القتال أو الهروب في أجسادنا، ويقول أي جي مارسدين الأستاذ المساعد لعلم النفس في كلية بيكون في ليسبورغ ، فلوريدا ، إن استجابتنا للقتال أو الهروب هي طريقة تستخدمها أجسامنا للتعامل مع الضغوط.
المشاعر السلبية تفرض ضغطا كبيرا على أجسادنا، ومع مرور الوقت، نتعود على أن نتشكك أكثر في تصرفات الشخص بدلا من أن نحافظ على الحياد. ويقول مارسدين إن الروابط العصبية في العقل تصبح أقوى، مما يجعلنا نركز أكثر على الجوانب السلبية لتلك الشخصية. حتى لو قامت بأفعال إيجابية، فإننا سنولي المزيد من الاهتمام للسلبيات، لأنهذا ما تعلمته عقولنا. وهذا يفسر وجود قائمة لا نهائية تبدو وكأنها تحتوي على حقائق سلبية عن الأشخاص الذين لا نحبهم، حتى لو أخبرنا عقولنا العقلانية أنه يجب أن يكون هناك شيء جيد فيما يتعلق بهم.
تجعل الإثارة المتزايدة لغرائزنا المخيفة منا نخشى التفاعل مع الأشخاص الذين لا نحبهم، ويؤدي هذا إلى زيادة كراهيتنا لهم، وهذا فقط يؤكد مشاعرنا السلبية. وبهذه الطريقة، يصبح نفورنا لتلك الأشخاص مثل ثعبان يأكل ذيله، فنحن نكرههم لأنهم يجعلونا نشعر بالسوء، ونشعر بالسوء لأننا نكرههم.
كيف نتغلب على الشعور بالكره تجاه شخص
الكراهية في النهاية هي شعور سلبي يؤثر على سلوكنا مع زملائنا في العمل وأصدقائنا المشتركين. لذلك، يجب علينا أن نتعلم كيفية التغلب على الكراهية للمضي قدمًا في حياتنا اليومية.
وكما يقول مارسدين، إذا لم نحب شخصًا ما، فقد نختصر تعاملاتنا معه أو نقاطعه دون أن ندرك ذلك، ويلاحظ هذا الشخص فظاظة تجاهه، وغالبًا ما يستجيب بفظاظة أيضًا، وهذا يؤكد أفكارنا السلبية حول هذا الشخص.
وسيلة تجاوز هذا الشعور غير المبرر بالكراهية والهروب من الدائرة الفارغة هي الوعي، عندما تكون على دراية بتأثير الكراهية على جسمك وسلوكك، يمكنك بدء تكييف نفسك لتفاعل أكثر عقلانية عندما يتعلق الأمر بالكراهية، وبما أن الكراهية مشتقة من خوفنا من المجهول، فقد يساعدنا فهم المزيد عن مصدر كراهيتنا لهذا الشخص على التغلب على تأثير الكراهية على سلوكنا.
وكما يقول الإمام علي بن أبي طالب ” الإنسان عدو ما يجهله” ، لذلك فإن الكره غير المبرر قد يتحول لحب وود شديدين إذا عرفنا الشخص الذي كرهناه في البداية عن قرب واقتربنا من أغوار نفسه، فالحكم على الإنسان من مجرد مظهره أو مجرد انطباع أولي عابر قد يكون في الواقع تصرف ينطوي على كثير من الغباء.
تساعدنا انطباعات الأشخاص المقربين من شخص ما أيضًا على فهمه بطريقة أفضل وأعمق، فإذا وافق معظم الأشخاص على كره شخص ما، فقد يكون هذا الشخص يحمل صفات مبررة للكره، بينما إذا كان الشعور بالكره فرديًا، فمن المؤكد أنه يحتاج إلى إعادة النظر في العلاقة مع هذا الشخص.
كيف نتعامل مع شخص نكرهه
المشكلة ليست في كراهيتنا للشخص بدون سبب، ولكن الحقيقة المشكلة في كيفية تعاملنا مع هذا الشخص. في تلك الحالة، من الأفضل أن نبتعد تماما عن هذا الشخص لتجنبه وتجنب أنفسنا الشعور السلبي. ومع ذلك، إذا كان هذا الشخص شريكك في العمل على سبيل المثال، فأنت مضطر للتعامل معه. هنا بعض النصائح للتعامل مع الشخص الذي نكره بدون سبب
ابق هادئا
العواطف يمكن أن تكون مثل الجني، فمرة تسمح لهم بالخروج من الزجاجة، يصعب إعادتهم مرة أخرى. وإذا كنت تعلم أنك ستتعامل مع شخص يضغط عليك، فخذ نفسًا عميقًا وحاول تهدئة عقلك.
حاول أن تتخلص من مشاعرك السلبية
تذكر أن أفضل الأقوال هي التي تكون قليلة وموضحة، وأن المسلم يجب أن يتحدث بخير أو يصمت، لذا يجب أن تهتم عند التواصل مع الشخص الذي تشعر بالكراهية تجاهه، أحيانا يكون من المغري أن تثير نزاعات سابقة تبدو ذات صلة عند التعامل مع النزاعات الحالية فقط لأنك تكره هذا الشخص. لسوء الحظ، يجعل ذلك غالبا تجاهل المشكلة الأصلية ويؤدي إلى خلق مشاكل جديدة ويجعل من الصعب إيجاد نقطة تفاهم متبادلة وحل للمشكلة الحالية. لذلك يجب أن تفكر حتى لو للحظة قبل أن تلقي أي كلمة أو تتخذ أي إجراء سلبي تجاه هذا الشخص. وإذا كنت قادرا على قول كلمة جيدة أو اتخاذ سلوك إيجابي، فالأفضل أن تلتزم الصمت.
حافظ على الحدود
إذا كان شخص ما يجعلك تشعر بنفس الطريقة في كل مرة تتعامل معه أو معها، فعليك التفكير في كيفية وضع حدود تجعلك تتعامل معه بعقلانية، وعدم قضاء وقت أكثر من اللازم معه، والحرص على أن يكون حديثكما دائماً في إطار العمل.
حدد ما يزعجك في الشخص
كن واضحًا بشأن ما يدفعك للجنون من هذا الإنسان التزم بالحقائق فقط وابذل قصارى جهدك لإبعاد مشاعرك السلبية غير المبررة جانبًا عندما تحدد ما يزعجك يمكنك أن تحفر أعماقك قليلاً لتتجاوز السلوك الحاد أو السيء تجاه هذا الإنسان، يمكنك الوصول إلى استراتيجية تساعدك على التعامل مع الشخص وسلوكه بأكثر الطرق الإيجابية الممكنة.
انتبه للغة جسدك
اقض بعض الوقت في الانتباه إلى جسدك عندما تكون غاضبًا أو مستاءً من شخص ما، كيف تشعر أن جسمك يتعامل مع تلك الحالة؟ هل تشعر بضغط في صدرك ، أو توتر في عضلاتك ، أو خفقان في فكك؟ كل هذه الأعراض الجسدية هي أمثلة على الاستجابات الشائعة لمواقف القلق أو الغضب، وكل هذه الأعراض لها أيضًا طرق جسدية لتخفيفها أو تقليلها، فحاول أن تركز في التقليل منها عند التعامل مع شخص تكرهه.