أسباب فقدان الشغف في الحياة .. والفرق بينه وبين الاكتئاب
أسباب فقدان الشغف في الحياة
إذا كنت تغوص في شغف معين، فربما تدرك أن حالة الشغف تشبه الموجات التي لها قمم وأودية، وإن الوصول لقاع هذا الشغف يأتي مع آثار جانبية طبيعية مثل الرغبة في متابعة ما تحب بشدة.
سواء كانت الموسيقى أو الكتابة أو الرياضة أو اللياقة البدنية أو أي شيء آخر، في بعض الأيام لا يمكنك أن تنام لأن الشيء الذي تحبه يبقيك مستيقظا طوال الليل .
لكن قد يؤدي الشعور بفقدان الاهتمام أو الشغف إلى صعوبة القيام بالأشياء التي تحتاج إلى القيام بها كل يوم، ويمكن أن يجعلك تشعر بالفتور وعدم الاهتمام وعدم التحفيز لفعل الكثير من أي شيء على الإطلاق،و قد تكون هناك أشياء كانت تثير اهتمامك ، ولكن لا يبدو الآن أنك تجد الدافع أو الإلهام للقيام بها.
يمكن أن يؤدي هذا الشعور، المعروف باسم فقدان الشغف، إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص، كما أنه يمكن أن يجعل الشخص غير قادر على الاستمتاع والتمتع بالأشياء التي كان يشارك فيها بانتظام.
يعتبر فقدان الشغف واحدًا من الأعراض الرئيسية للاكتئاب، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث بسبب الاكتئاب، حيث إن هناك أسباب أخرى تؤدي إلى فقدان الشغف في الحياة
- القلق المستمر
- الفصام
- الاضطراب ثنائي القطب
- الإجهاد من العمل
- تناول مواد مخدرة
- تكرار العمل
- قلة فترات الراحة
ويعد الإرهاق أحد الأسباب المروعة التي ترتبط بالتباطؤ في العمل وفقدان الشغف فيه وفي الحياة ككل، فمع استمرار الإرهاق ، غالبًا ما ندرك أننا قاب قوسين أو أدنى من فقدان شغفنا بكل شيء، لكننا لا نتخذ الخطوات التصحيحية لفعل أي شيء حيال ذلك إلا بعد فوات الأوان، فالجسد والعقل مرتبطان بشكل لا يمكن تجنبه.
الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب
الاكتئاب أو الاضطراب الاكتئابي يعد واحد من الأمراض الطبية الشائعة التي تؤثر بالسلب على طريقة تفكير الإنسان وجميع تصرفاته، وهو يتسبب في الشعور بالحزن وفقدان الشغف أو حتى الرغبة في الحياة وعدم الاهتمام بأي أنشطة كنت تستمتع بها من قبل،وقد يؤدي لمجموعة من المشاكل العاطفية والجسدية.
قد يكون فقدان الشغف بالحياة علامة على الاكتئاب، ولكن من المهم أيضًا ملاحظة أن عدم الاهتمام لا يرتبط بالضرورة بالاضطرابات العقلية أو الاكتئاب، بل يمكن أن يكون نتيجة لأسباب مثل الإرهاق أو مشاكل العلاقات أو الأنشطة المملة، أو مجرد الشعور بأنك محاصر في الروتين.
على الرغم من أن مرض الاكتئاب يتطلب العلاج، فإن فقدان الشغف لا يحتاج بالضرورة للعلاج الطبي أو تناول مضادات الاكتئاب، إلا إذا كان ناتجًا عن الاكتئاب أو الفصام، وقد يحتاج إلى العلاج السلوكي المعرفي. وإذا كان الفقدان للشغف ينجم عن الملل من تكرار روتين الحياة، فقد يكون هناك علاجات أخرى مناسبة له.
مرض فقدان الشغف
يعاني كل فرد من حين لآخر من قلة الاهتمام بما يقوم به، وقد يعني ذلك فقدان الاهتمام ببعض الهوايات القديمة، ويحتاج إلى استكشاف مشاعر جديدة.
وعلى الرغم من أن فقدان الاهتمام قد يكون شعورًا عابرًا في بعض الأحيان، إلا أنه من الممكن أن يكون علامة على حالة صحية عقلية مثل الاكتئاب. في حالة أن هذا الشعور يجعل الأمر صعبًا عليك للتأقلم أو التدخل في حياتك، فمن المهم التحدث إلى طبيب أو أخصائي صحة عقلية حول ما تشعر به.
سيقوم الطبيب بطرح أسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، ويمكن أيضًا إجراء فحص جسدي واختبارات معملية لاستبعاد أي حالات طبية أساسية قد تساهم في فقدان الشغف.
من الممكن أن يوصي طبيبك بعلاجات مختلفة بعد تشخيص حالتك، فمثلاً إذا تشخيصت حالتك بالاكتئاب، فقد يقترح الطبيب عليك العلاج النفسي أو الدوائي أو كلاهما معًا.
إذا كان الاكتئاب هو السبب في شعورك، فيمكن أن يتفاقم الاكتئاب بمرور الوقت. لذلك، كلما تسارعت في الحصول على المساعدة، كلما بدأت تشعر بتحسن سريع وقدرة على استعادة شغفك بالأشياء التي تجلب لك السعادة.
علاج فقدان الشغف في الحياة
ركز على البقاء نشيطًا
قد يؤدي فقدان الشغف إلى صعوبة الالتزام بروتين التمرين اليومي أو الأسبوعي، ولكن عليك التركيز على ممارسة بعض الأنشطة البدنية يوميا. أثبتت الدراسات أن التمرين له العديد من التأثيرات الإيجابية على الصحة العقلية، بما في ذلك تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب. حتى الذهاب في نزهة سريعة يوميا يمكن أن يساعدك على التغلب على حالة الملل التي تؤدي إلى فقدان الشغف.
ربما لاحظت أن أفضل الأفكار تأتي إليك أثناء الاسترخاء في الحمام أو المشي في الحقل، وذلك لأننا نتخلص من الضوضاء ونسترخي بما يكفي ليسمح للدوبامين والإبداع بالارتفاع في تلك الأوقات، لذا حاول أن تركّز وتزيد من تلك الأوقات بقدر الإمكان.
احصل على نوم جيد
يمكن أن يؤثر نقص النوم سلبا على صحة العقل والنفس، إذ وجدت إحدى الدراسات أن الإصابة بالأرق يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعفين. لذلك، إذا كنت تعاني من فقدان الاهتمام والحماس للحياة، فعليك التأكد من ممارسة عادات نوم صحية والحصول على كافة ساعات الراحة اللازمة كل ليلة.
واعلم أن النوم يعادل التعافي، وبدلا من النظر إلى ذلك على أنه فترة نقاهة، يجب أن تنظر إلى النوم الجيد كوسيلة تمكن جسمك وعقلك من أداء أفضل أداء لهما، ومعالجة المعلومات، وتمكينك من العودة بشكل أقوى، وتحقيق التوازن في مستويات السيروتونين وإعادة تجديد مستويات الدوبامين، والإصلاح والنمو العقلي.
خذ خطوات صغيرة في حياتك
قد يكون من الصعب عليك أن تجد نفسك مشتاقا للنشاطات التي كنت تحبها في الماضي بنفس الحماس والنشاط السابق، ولكن إذا قمت بأعمال صغيرة يومية، ستساعدك على التغلب على فقدان الشغف. إذا كان لديك هواية تحبها ولكنك فقدت الاهتمام بها، فحاول أن تتحدى نفسك لتعلم شيء جديد عن هذه الهواية. يمكنك أيضا تخصيص مشروع تعلم كبير وتقسيمه إلى مراحل صغيرة جدا، وقم بتخصيص بعض الوقت كل يوم لإنجاز خطوة صغيرة في استعادة شغفك.
ابحث عن دعم
عندما تشعر بعدم الاهتمام، يمكن اللجوء إلى الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم، ويمكنك إخبارهم بأنك تعاني من نقص الشغف، حيث في بعض الأحيان، يمكن لقضاء وقت مع الأصدقاء تحسين مزاجك وتشجيعك، كما يمكن أن يؤثر حماس أصدقائك للأنشطة المختلفة عليك ويجعلك تتحمس مثلهم.