أسباب فشل الاستذكار
مراجعة الدروس والمواد العلمية تعد أحد أهم الوسائل التي يعتمد عليها الطلاب والمتعلمون عموما في اكتساب المعرفة وبعدها التفوق في الاختبارات الاستجوابية، سواء الشفهية أو الكتابية والموضوعية وغيرها. ومع ذلك، بالرغم من تدريب الطلاب على فن الاستذكار والطريقة الصحيحة لمذاكرة ومراجعة الدروس من قبل المعلمين، إلا أن بعضهم لا يستطيع الاستفادة المطلوبة بسبب عدد كبير من أسباب فشل الاستذكار .
فن الاستذكار
فن الاستذكار قائم بشكل أساسي على مجموعة من المهارات التي يجب أن يتقنها المتعلمين ، ولا ينطبق ذلك على مراحل التعليم الأساسي فحسب ؛ وإنما ينطبق أيضًا على مرحلة الدراسة الجامعية ، حيث أن عوامل التفوق في الجامعة تعتمد على خلاصة وعصارة ما تعلمه الطالب من مهارات خلال مشواره التعليمي .
تتضمن مهارات الاستذكار مجموعة من الأنماط والأساليب التي تساعد المتعلمين على اكتساب المعلومات الهامة حول كل موضوع أو مفهوم وفهمها بعمق. وأشار الخبراء إلى أن اتقان فن الاستذكار يساعد على تنمية المهارات الذهنية والعملية والبحثية لدى الطلاب بطريقة تؤثر إيجابا على جميع جوانب الحياة
مراحل الاستذكار
يتم تطبيق المفهوم الكامل للاستذكار عبر ثلاث مراحل رئيسية، وتأتي هذه المراحل على النحو التالي:
- مرحلة التعرف على المادة العلمية : تعني هذه المرحلة تعريف الطالب أو المتدرب بالمواد العلمية التي يريد دراستها وتعليمها، وتعتمد هذه المرحلة بشكل رئيسي على المعلم، حيث يقوم بتوجيه الطلاب لشرح الدرس أو المصادر والمراجع التي ستساعدهم في فهم الدرس وما إلى ذلك .
- مرحلة تخزين المعلومات : تعتبر مرحلة الاستذكار واحدة من أهم المراحل التي يستخدم فيها الطالب مهارته في الاحتفاظ بالمعلومات والمادة العلمية والتعريفات والمفردات التي تم شرحها. وتختلف المدة اللازمة لتخزين المعلومات من طالب إلى آخر .
- مرحلة استدعاء المعلومات : تعد مرحلة استدعاء المعلومات هي الأهم من بين مراحل الاستذكار؛ فهي تعكس مدى فهم الطالب للمعلومات خلال مرحلة الشرح ومدى قدرته على تخزين المعلومات. وعادة ما تتضمن هذه المرحلة الخضوع لاختبارات تحصيلية متنوعة
مهارات الاستذكار الجيد
لجعل الاستذكار فعالا وإيجابيا ولكي يقود الطالب إلى النجاح والتميز، يجب التركيز على النقاط التالية
تحديد هدف الاستذكار
لا بُد من تحديد الهدف المنشود من الاستذكار أولًا ؛ لأن تحديد الهدف يُساعد على وضع خطة سليمة ، وعلى سبيل المثال الغربة في إتقان طريقة حل المسائل الحسابية أو الرغبة في الوصول إلى مستوى مُحدد من مستويات إتقان أي لغة أو غيرهم من الأهداف الأخرى سوف يُساعد المتدرب على أن يعرف جيدًا كيف يبدأ والمدة المطلوبة للاستذكار .
تقسيم أجزاء المذاكرة
يجب تحديد العناوين الرئيسية التي تريد تذكرها وفروع كل منها واستثمار الوقت الكافي لتذكر كل جزء، ويجب أيضا معرفة عدد الأجزاء التي يمكن دراستها في اليوم الواحد، لأن ذلك سيساعد على إدارة الوقت المخصص للدراسة والمهام اليومية الأخرى بنجاح
مراعاة الجانب النفسي
يعد الاستعداد النفسي للمذاكرة من النقاط الأساسية التي يجب الانتباه إليها، حيث يتعين عليك الاستعداد النفسي وتوفير بيئة هادئة خالية من الضوضاء والازدحام للبدء في المذاكرة وتركيزك على المادة التي ستقوم بدراستها بسهولة .
أسباب فشل الاستذكار
ترجع أسباب فشل الاستذكار وعدم تحقيق الهدف المرجو من الاستذكار لعدد كبير من الطلبة والطالبات والمتدربين إلى الأسباب التالية:
المذاكرة في بيئة مليئة بعوامل تشتت الذهن، مثل المذاكرة في غرفة المعيشة مع باقي أفراد الأسرة، أو المذاكرة بجوار التلفزيون أو الراديو، أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول أثناء المذاكرة، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على تركيز الشخص وقدرته على الاستيعاب والتعلم .
-تتبع طريقة خاطئة في المذاكرة لا يساعد في تطوير القدرات العقلية والمهارات الفكرية مثل الاعتماد على الحفظ فقط دون فهم أو استيعاب المعلومات، بالإضافة إلى تجاهل العناوين الأساسية والرئيسية في المادة العلمية والتركيز على الهوامش فقط وتجاهل أجزاء كبيرة من المناهج، ولا ينتج عن ذلك أي فائدة ملموسة للطالب، بل يعتبر مضيعة للوقت دون أي نتائج إيجابية .
-بعض الطلاب لا يُمكنهم التمييز بين الأجزاء المهمة والأجزاء الأهم ؛ وبالتالي ، قد يقضي أوقاتًا طويلة في مذاكرة الأجزاء الأقل أهمية وبالتالي لا يكون تحصيله للمادة العلمية كاملًا ، والبعض الاخر من الطلاب أيضًا لا يُمكنهم التعرف على أهداف دراسة المادة والمطلوب منه تجاه هذه المادة ، ولذلك ؛ فإننا نجد الكثير من الطلاب دائمًا ما يطرحون بعض التساؤلات الخاصة بموادهم الدراسية مثل : لماذا أدرس هذه المادة ؟ وما هي فائدة دراسة هذه المادة في الحياة وبعد التخرج وهكذا .
من ناحية أخرى، يقضي بعض الطلاب ساعات طويلة جدًا في الاستذكار ولا يمنحون أنفسهم قدرًا كافيًا من الراحة، وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على قدرة الطالب على التحصيل واستدعاء المعلومات، حيث يصاب بالإرهاق الذهني الشديد .
-كما أن إهمال الطالب لأوقات المذاكرة وقضاء أوقات طويلة وأيام وأسابيع دون استذكار حقيقي للمواد الدراسية من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي تمامًا على معدل تنمية مهارات الطالب الإدراكية ، وبالتالي ؛ عندما يسعى إلى المذاكرة لاحقًا لا يكون قادرا على استيعاب المعلومات ، ويُعد هذا السبب هو أشهر وأكبر أسباب فشل الاستذكار .
تؤدي الضغوط النفسية التي يتعرض لها المتعلم إلى نتائج عكسية تماما على عملية الاستذكار. فالخوف المستمر من التعرض للعقاب من المعلم والتعنيف من الوالدين في حالة عدم التفوق في المذاكرة أو الاستعداد للمعلومات والاختبارات يجعل الطالب في حالة من القلق والتوتر طوال الوقت، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على القدرة على التذكر الجيد
عدم اتباع طريقة صحيحة في الجلوس أثناء المذاكرة، أو المذاكرة على الأسرة أو أي مكان آخر يؤدي إلى شعور الطالب بالتعب الجسدي بشكل سريع قبل أن يتمكن من الانتهاء من الجزء المحدد للمذاكرة .
-عدم تمكن الطالب من تنظيم وقته بشكل سليم وعدم وضع جدول مناسب وخطة مذاكرة يومية من شأنه أن يُصيب الطالب بالشعور بالملل وعدم القدرة على المذاكرة ؛ ولذلك ينبغي تدريب الطلاب دائمًا على طريقة وضع جدول يومي او أسبوعي للمذاكرة ؛ حتى يتمكن من الإلمام بمهارات الاستذكار دون شعور بالعبء النفسي .
أشار الخبراء إلى أن عدم الاهتمام بصحة الطلاب ونظامهم الغذائي والاعتماد على الوجبات السريعة غير الصحية قد يؤدي إلى تقليل القدرة على التركيز والفهم والإدراك، وبالتالي يقلل من مستوى تحصيل الطلاب ويعرقل اكتسابهم لمهارات الاستذكار .
في النهاية ، لتحقيق نجاح عملية الاستذكار الجيدة ، يتطلب الأمر مساعدة الطالب من المعلم والوالدين عن طريق مساعدته في وضع خطة مذاكرة مناسبة لظروفه اليومية وتوفير بيئة هادئة وخالية من الضوضاء والإزعاج والتشويش الخارجي، وكذلك توفير الغذاء الصحي الملائم له، حتى يتمكن من الاستفادة من فوائد الاستذكار الجيد