أسباب ظاهرة هالة القمر ” Halo ” .. والحكمة منها

ماهي هالة القمر

تحدث الدائرة المنيرة التي تحيط بالقمر وتسمى الهالة القمرية أو هالة الشتاء أو حلقة القمر عادة في طور البدر أو مرحلة الاكتمال. وتظهر على هيئة حلقة بيضاء قريبة في الحجم، وتكون محيطة بالقمر بمعدل يتراوح بين عشرة إلى عشرين ضعفا من حجم القمر. ويكون القمر واقعا في مركز تلك الهالة. ويعود سبب حدوث تلك الظاهرة إلى ضوء القمر المكتمل الذي ينعكس على الجزيئات الطافية من الجليد في الطبقات العليا من الجو. وينبغي أن يتكون مثلث معين بزاوية محددة بين القمر والجليد، الذي يعد سطحا عاكسا في هذه الحالة، ونقطة المشاهدة. ويتكون قوس الألوان الذي يتكون عبر انعكاس الضوء بالبخار الذي ينتج عنه تكون السحب.

أسباب ظهور هالة القمر

كثيرون هم من نظروا إلى السماء في أوقات الليل ولاحظوا تكون حلقة مضيئة حول القمر، وظنوا أنها شيء ملموس ولكن تلك الحلقة في الواقع ما هي إلا خداع بصري ينتج عن انعكاس بلورات الجليد بالغلاف العلوي الجوي من الغيوب العالية المتكونة في الأفق، وهو ما يطلق عليه الهالة القمرية أو تأثير الهالة، والتي تتكون نتيجة انعكاس أشعة الضوء حول القمر.

عند النظر إلى الأعلى بارتفاع حوالي عشرين ألف قدم، تشكل الغيوم الرقيقة التي يمكن رؤيتها بسهولة، وفي أحيان أخرى قد تكون رؤيتها صعبة. ولكن عندما ينعكس ضوء القمر على بلورات الجليد الصغيرة بشكل سداسي، تنحني الشعاع الضوئي القادم من الشمس وتنعكس على القمر بزاوية 22 درجة. وهذا ينتج عنه هالة قمرية نصف قطرها 22 درجة، أي أن قطرها يبلغ 44 درجة.

الحكمة من ظهور هالة القمر

تحدث تلك الظاهرة عادةً خلال فصل الشتاء بسبب تتابع الأنظمة الباردة، ولكن من الممكن أن تحدث في أي وقت خلال العام، وهذا ما ينطبق أيضًا على الأعاصير والأنظمة الاستوائية، نتيجة لتكون سحب عالية رفيعة تحيط بأطراف هذه الأنظمة.

ومن الممكن أن تقترب تلك الهالات في الشبه من أقواس قزح باهتة الإضاءة التي بالكاد يمكن رؤيتها، والتي يميزها اللون الداخلي الأحمر، واللون الخارجي الأزرق، تلك العملية بأكملها تعود إلى التشتت والانعكاس، والانكسار والتي تنتج عن التأثير ذاته، حيث إن بلورات الجليد عبارة عن قطع خفيفة سداسية الجوانب.

هالة القمر علامة على اقتراب المطر

يقول الفولكلور الخاص بالطقس إن الحلقة حول القمر تشير إلى اقتراب هطول الأمطار حيث إن السحب المرتفعة الرقيقة عادةً ما تسبق العاصفة، لذا يوجد في ذلك الرأي بعض الحقيقة، وعادةً ما تكون تلك الغيوم الرقيقة مقدمة لغيوم العواصف خلفها، لأنها عادةً ما تكون الطبقة السحابية الأولى التي تُرى حين اقتراب نظام الطقس.

في حالات نادرة، من الممكن أن تظهر هالة مزدوجة بسبب بلورات أقل، ولن تكون تلك البلورات بشكل سداسي، بل ستكون لها شكل مختلف يشبه المثلث، مما يؤدي إلى ظهور هالة ذات أحجام مختلفة. وعند رؤية هالة، تكون الحلقات حول القمر عادة بلا لون محدد، ولكن يمكن ملاحظة المزيد من اللون الأحمر في الجزء الداخلي والمزيد من اللون الأزرق في الجزء الخارجي من الهالة. تكون هذه الألوان أكثر وضوحا في الهالات التي تظهر حول الشمس. كما يكون لهالة التي تظهر حول القمر أو الشمس حافة داخلية حادة، في حين أن الحافة الخارجية ليست حادة.

ظاهرة ضوء الأرض

تُعرف ظاهرة ضوء الأرض (Earthshine) باكتنازها لبعض الإضاءة الخافتة التي يتم ملاحظتها أحيانًا على الجانب الغير مضاء من القمر، وذلك نتيجة لانعكاس ضوء الشمس على سطح الأرض. وتحدث هذه الظاهرة عادة قبل وبعد فترة القمر الجزئي.

بالنسبة للأسلوب الذي ينعكس به الضوء عن القمر عندما تتساقط أشعة الشمس على سطحه الخشن، يحدث انعكاسًا للضوء بمختلف الاتجاهات في عملية تسمى الانعكاس العشوائي، ويعتمد مقدار شدة إضاءة القمر على ثلاثة عوامل هي:

• المسافة بين كل من عين المراقب والجسم: تعكس الأقمار والكواكب التي تقترب أكثر من الأرض كمية أكبر من الضوء إلى الأرض، وبالتالي تبدو للمراقب كأنها أكثر سطوعًا.
• المقدار الإجمالي للضوء الساقط على الجسم : عندما يتعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل كبير، يتلقى الجسم الكثير من الإشعاع الصادر عن الأجرام السماوية.
• ضوء الجسم: يُقصد بمصطلح “البيضو” (Albedo) كمية ما يعكسه الأجرام السماوية من الضوء في أي اتجاه، بالنسبة لإجمالي كمية الضوء الساقط عليها، وكلما زادت هذه النسبة، زاد إشعاع الجسم بقوة.

أهمية ضوء القمر

يوجد العديد من الفوائد الهامة لضوء القمر لكل الكائنات الحية، سواء كانت نباتات أو حيوانات أو بشر

أهمية ضوء القمر للإنسان

يوجد العديد من الفوائد لضوء القمر على الإنسان، ومنها:

• أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين الدورة الشهرية للنساء ومراحل القمر، حيث يحدث تزامن بين فترة الحمل وفترة الإباضة خلال البدر، ويزداد احتمال حدوث الحمل بذكور بنسبة أعلى، بينما يزداد احتمال حدوث الحمل بإناث في حالة حدوثه قبل البدر. ومع ذلك، هناك تباين في الدراسات الحديثة حول ذلك، مشيرة إلى عدم وجود علاقة بين القمر والدورة الشهرية والإنجاب.
• بعض الدراسات أشارت إلى وجود صلة بين مراحل القمر ومستوى هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يسهم في تنظيم أوقات الاستيقاظ والنوم، وفي الوقت الذي يسبق ويتبع طور البدر، يستغرق الشخص خمس دقائق إضافية للنوم، بالإضافة إلى انخفاض مدة النوم بمتوسط عشرين دقيقة، وأن النوم في تلك الفترة يكون أقل عمقا، حيث ينخفض مستوى الميلاتونين.

أهمية ضوء القمر للنبات والحيوان

هناك الكثير من الفوائد التي تتعلق بضوء القمر والنباتات والحيوانات، ومنها:

• تعتمد الزراعة على ضوء القمر، حيث يعتقد بعض المزارعين تأثيره الإيجابي على النباتات.
• تعتمد بعض أنواع الطيور على القمر وطول اليوم لمعرفة الوقت المناسب للهجرة، حيث تصل إلى مكان التكاثر في طور البدر في نفس الوقت.