العالمحروب

أسباب حرب جنوب أفريقيا

عوامل حرب جنوب أفريقيا

أكتوبر 1899م حتى 31 مايو 1902م، بين بريطانيا العظمى وجمهوريتي البوير (الأفريكانية)، وهما جمهورية جنوب إفريقيا (ترانسفال) ودولة أورانج الحرة. وكانت هذه الحرب الأكبر والأكثر تكلفة التي خاضها البريطانيون بين حروب نابليون والحرب العالمية الأولى. وقد أنفقت بريطانيا ما يزيد عن 200 مليون جنيه إسترليني في هذه الحرب، ومع ذلك، فقد دارت بين أبطال غير متكافئين تماما، حيث بلغت القوة العسكرية البريطانية في جنوب إفريقيا حوالي 500000 رجل، بينما لم يستطيع البوير حشد أكثر من ما يقرب من 88000. وكان البريطانيون يحاربون في دولة معادية على أرض وعرة، وبواسطة خطوط اتصالات طويلة، في حين كان البوير في موقع دفاعي أساسي، وكانوا قادرين على استخدام نيران البنادق الحديثة بشكل جيد في وقت لم تكن القوات المهاجمة تمتلك أي وسيلة للتغلب عليهم. وقدم الصراع لمحة مسبقة عن الحرب التي خاضتها بنادق تحميل الخرق والمدافع الرشاشة، مع وجود ميزة واضحة للمدافعين، والتي كانت تميز الحرب العالمية الأولى
أثارت أسباب الحرب مناقشات شديدة بين المؤرخين، ولكنها لم تحل حتى اليوم، كما كانت خلال الحرب نفسها. زعم السياسيون البريطانيون أنهم كانوا يدافعون عن سيادتهم على جمهورية جنوب إفريقيا التي نصت عليها اتفاقيات بريتوريا. ومن الأمور المثيرة للجدل، أن الكثير من المؤرخين في لندن لعامي 1881 و1884 أكدوا أن المنافسة كانت في الواقع من أجل السيطرة على مجمع “ويتواترسراند” الغني بالذهب في جمهورية جنوب إفريقيا، وهو واحد من أكبر مجمعات تعدين الذهب في العالم. كان البريطانيون يعتمدون بشكل متزايد على الذهب في أنظمتهم النقدية، على الرغم من وجود العديد من الأجانب “الأويتلاندرز” الذين يعملون في صناعة تعدين الذهب في “ويتواترسراند.” كان المجمع خارج نطاق السيطرة البريطانية المباشرة، واكتشاف الذهب فيه عام 1886 أعطى لجنوب إفريقيا فرصة للتنافس مع بريطانيا من أجل الهيمنة على المنطقة.

نجاح البوير الأولي

البحر الأحمر وفي مستعمرة كيب الشمالية من ولاية أورانج الحرة، وتمردت مناطق كيب الشمالية ضد البريطانيين وانضمت إلى قوات البوير، كما استطاع البوير هزيمة البريطانيين في عدة اشتباكات كبرى في الفترة الأخيرة من عام 1899م وأوائل عام 1900م، وحاصرت القوات البوير المدن الرئيسية في لاديسميث، ومافيكينج (مفيكينج)، وكيمبرلي، والانتصارات البويرية في ماغرسفونتين وكولسبيرغ وستورمبرغ أثناء ما يعرف بالأسبوع الأسود من 10 إلى 15 ديسمبر 1899م

الاستعمار البريطاني في جنوب أفريقيا

نهر أورانج، خارج نطاق سيطرتهم
في تلك الأحيان رد كتشنر بالأسلاك الشائكة والحواجز على طول السكك الحديدية، بينما عندما فشلت تلك، انتقم بسياسة الأرض المحروقة، حيث قام بتدمير مزارع البوير والأفارقة على حد سواء، بالإضافة إلى اعتقال سكان الريف واحتجازهم في معسكرات اعتقال منفصلة في الغالب، وفي ظل الأحداث المروعة عدة آلاف ماتوا خلال سجنهم، وقد أصبحت محنة نساء وأطفال البوير في المعسكرات غير الصحية الجريئة بلا مبالاة غضبًا دوليًا، إذ جذب هذا انتباه العاملين في المجال الإنساني مثل الأخصائية الاجتماعية البريطانية (إميلي هوبهاوس).

السلام في جنوب أفريقيا

قد رفض البوير عرضًا للسلام من البريطانيين في مارس 1901م، ويعود هذا جزئيًا إلى أنه طلب من البوير الاعتراف بضم البريطانيين لجمهورياتهم، حيث ظل القتال مستمرًا حتى وافق البوير أخيرًا على فقدان استقلالهم بسلام (فيرينجينج) في مايو 1902م، وفي نهاية الأمر تفوق قادة البوير البراغماتيون، مثل (لويس بوثا) والجنرال (سموتس) على إرادة المرير واختاروا التفاوض للسلام على أساس السيادة البريطانية، بالإضافة إلى وعود الحكم الذاتي المحلي، واستعادة الإدارة الحقيقية لمناجم الذهب بشكل سريع، والأهم من هذا، تحالف البوير والبريطانيين ضد الأفارقة السود.

القومية والاضطرابات في جنوب أفريقيا

فرنسا وألمانيا، وقيل في ذلك الوقت: “اعتقد البريطانيون أن ترانسفال كانوا يضغطون من أجل جنوب إفريقيا موحدة تحت قيادة الأفريكانيين
وقد تم الإطلاق على حرب البوير الأولى في ما بين عامي 1880م و1881م كذلك اسم (تمرد ترانسفال)، إذ تمرد البوير من ترانسفال ضد الضم البريطاني في عام 1877م، كما أن غالبية العلماء يفضلون إطلاق اسم حرب (جنوب إفريقيا) على الحرب في ما بين عامي 1899م و1902م، مما يجعلهم يعترفون بأن كل تأثر الجنوب أفريقيون سواءً كانوا بيض أو سود بالحرب، وكان الكثير منهم مشاركين، في الفترة بين 1835م و1845م، حيث انتقل ما يقرب من 15000 (Voortrekkers)، وهم أشخاص من أصل هولندي من مستعمرة كيب (البريطانية) بواسطة نهر (Orange) إلى داخل جنوب إفريقيا، وكانت رحلتهم الكبرى هذه كنوع من الرفض للسياسة الخيرية البريطانية بموازنتها بين الأسود والأبيض في (كيب)، بالإضافة إلى التهميش السياسي الذي عانوا منه على حدود (كيب الشرقية)، لذلك أسسوا جمهوريتين مستقلتين، وهما (ترانسفال) ودولة (أورانج الحرة)، إلى جانب أن بريطانيا العظمى اعترفت بهما في اتفاقية (نهر ساند) في عام 1852م، واتفاقية (بلومفونتين) في عام 1854م.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى