أسباب تقدم التعليم في اليابان
من المعروف أن التعليم في اليابان يختلف كثيراً عن التعليم في الدول الأخرى ويعتبر ذلك هو سر تقدم اليابان في مجال التعليم، وهذا هو ما لفت إليها أنظار العالم كله، كما تتميز اليابان بأن لها استراتيجيات خاصة في التعليم، وطرق مختلفة في التدريس عن باقي الدول ويعتبر ذلك هو ما يميزها عن غيرها من الدول الأخرى.
استراتيجيات التدريس في اليابان
استراتيجيات التدريس هي المحرك الرئيسي لحدوث أي تقدم في أي مجال من مجالات الدولة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية. تولي اليابان اهتماما كبيرا للغاية بالجانب التعليمي، حيث يعتبر الأساس الأساسي لها، وتعد استراتيجية “التعليم المريح” أحد أهم الاستراتيجيات المتعلقة بالنظام التعليمي في اليابان، والتي تسمى باللغة اليابانية “يوتوري كيوئيكو
مفهوم استراتيجية التعليم المريح
هذه استراتيجية خاصة بالأطفال والتلاميذ في المرحلة الابتدائية فقط، وتهدف إلى تقليل الأعباء الملقاة على عاتق التلاميذ من خلال تخفيف حمولة الحفظ والمعلومات التي يجب حفظها. ويتم إعطاء التلاميذ المساحة الخاصة بهم لأخذ حقهم في التفكير الاستقلالي والمشاركة في الأنشطة المنهجية والغير منهجية وغيرها من الأنشطة. وتتميز هذه المدارس بالمرونة والحرية في اختيار المناهج التي تعجبهم، حيث يتم تقديم هذه الأنشطة خلال خمسة أيام في الأسبوع.
سر تميز التعليم في اليابان
تتميز طريقة التعليم في اليابان ومدارسها بمجموعة من الميزات، وسنقوم بشرحها بالتفصيل، ومن أهم هذه الميزات:
- عدم الاستعانة بالحافلات المدرسية.
- اختبارات القبول التي تحدد اختيار الطلاب.
- عدم وجود أمر الرسوب.
- يتضمن توفير غرفة خاصة لكل معلم في المدارس.
- تناول الوجبات بصورة جماعية في الفصول.
- وجود مجموعة من القواعد والتعليمات للالتزام بالمظهر الخارجي.
- تقييم الطلاب بصورة مستمرة.
- وجود خزانات الأحذية في المدارس.
- تنظيف الطلاب للفصول.
- الاهتمام الشديد بالأنشطة الرياضية.
- كثرة الاحتفالات المدرسية.
الحافلات المدرسية
من المعروف أنه في جميع المدارس الابتدائية والثانوية في جميع البلدان يتوفر نظام حافلات لنقل الطلاب من وإلى المدارس. أما في اليابان، فلا يوجد هذا النظام للحافلات، حيث يقوم الطلاب بالذهاب إلى المدارس سيرا على الأقدام أو باستخدام الدراجات يوميا، ولا يتم توفير نظام الحافلات إلا في المناطق البعيدة عن المدارس.
مميزات التعليم في اليابان
يتم إجراء مجموعة من الاختبارات لتحديد الطلاب الراغبين في الالتحاق بإحدى المدارس أو الجامعات، ويُطلق على هذا الأمر اسم “جوكين” الذي يعني أداء الاختبار.
عدم وجود أمر الرسوب
يعتبر من أكثر الأشياء الغريبة والتي تميز نظام التعليم في اليابان هو أن الطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية لا يرسبون، وذلك حتى لو كانت الدرجات الخاصة بهم رديئة للغاية أو القدرات التعليمية لهم غير مواكبة لمستوى الكثير من الطلاب، وبالرغم أيضا من عدم حضوره بصورة مستمرة مثل باقي أصحابه في الفصل فهو ينتقل للسنوات الدراسية الأخرى مع أصدقائه.
وجود غرفة مخصصة لكل معلم
يعتبر وجود غرفة مخصصة لكل معلم في مدارس اليابان أهم ما يميز نظام التعليم في اليابان وذلك لأن ذلك يعمل على توفير الكثير من الوقت لدى المعلم وعدم إهدار وقته في الذهاب من غرفة المعلمين إلى الفصول والعكس، وهو ما يضمن تشكيل إطار جيد وجود مناسب لتهيئة كل الإعدادات اللازمة الخاصة بالحصص المدرسية بصورة كاملة.
تناول الوجبات بصورة جماعية في الفصول
توجد في المدارس اليابانية وقت محدد لتناول الطلاب لوجباتهم الغذائية معاً في الفصول، ويتم منع دخول أي وجبات سريعة معهم سواء للطلاب أو المدرسين، وذلك لتعويد الطلاب على هذا النظام، كما توجد قيود على المشروبات أيضاً في المدارس.
الالتزام بالمظهر
يوجد مجموعة من الضوابط التي تختص بأمر الالتزام بالمظهر الخاص بالمدرسة حيث يذهب الجميع إلى المدرسة بالزي المحدد منذ المرحلة الابتدائية وما يتبعها من مراحل أخرى، ويوجد أيضا ضوابط خاصة تحدد طول الشعر المطلوب ولون الحذاء الذي يتم ارتداؤه ويجب الألوان بكل هذا حتى يتمكن الطلاب من دخول المدرسة، وقد تصل سيطرة هذه القوانين والضوابط إلى اضطرار الأهالي إلى تفصيل ملابس خاصة وأحذية خاصة للمدرسة حتى يتم الإلزام بالألوان المطلوبة.
تقييم الطلاب بصورة مستمرة
تولي المدارس اليابانية اهتماما كبيرا لتقييم طلابها بشكل دائم ومستمر، وتعد هذه العملية أحد أهم أسباب تفوق التعليم في اليابان. يتم تسجيل الدرجات إما بأرقام أو برموز خاصة. رمز ◎ يعني تحقيق الطالب لدرجة `ممتاز`، ورمز ○ يعني تحقيق الطالب لدرجة `مقبول`، ورمز △ يشير إلى وجود تعليقات مرفقة بالتقييم، أما الرمز × فيشير إلى `غير صحيح`.
وجود خزانات الأحذية في المدارس
تعمل المدارس في اليابان على إكساب الطلاب العادة المتعلقة بخلع الأحذية عند دخول الأماكن، لذا توفر المدارس خزانات خاصة بالأحذية توجد عند البوابات الخاصة بدخول المدارس حتى يقوم الطلاب بخلع الأحذية المتسخة الخاصة بهم عند الدخول ويتم استبدالها بتحذية نظيفة حتى يتم المحافظة على نظافة المدرسة والفصول.
يتم تقديم خزانات للأحذية في مداخل الملاعب الرياضية الموجودة في المدارس ويتم استبدالها ولبس الحذاء المناسب للمكان.
تنظيف الطلاب للفصول
لا يوجد لقب “حارس” أو “عامل نظافة” في المدارس اليابانية. يقوم الطلاب بتنظيف فصولهم بأنفسهم في نهاية كل يوم، حيث يستخدمون قطع قماش مبللة للمسح. يشعرون جميعا بالمسئولية تجاه الفصول والمدرسة، ويحافظون على نظافتها طوال فترة الدراسة. يعتبر هذا من العوامل الهامة التي ساهمت في تطوير نظام التعليم في اليابان.
الاهتمام الشديد بالأنشطة الرياضية
توجد الكثير من الأنشطة الرياضية التي تُمارس بالمدارس اليابانية، ويقوم أكثر من نصف المدرسين برئاسة هذه الأنشطة، وقامت بعض الدراسات الإحصائية على مستوى البلاد باثبات أن حوالي ٧٠% من الطلبة الملتحقين بالمدارس الإعدادية، وأكثر من ٥٠% من الطلبة الملتحقين بالمدارس الثانوية قد انضموا إلى الأنشطة الرياضية وأصبحوا ممارسين لها بصورة مستمرة.
كثرة الاحتفالات المدرسية
تحرص المدارس اليابانية على إقامة الكثير من الاحتفالات من أجل إدخال البهجة على نفوس الطلاب، ومن أشهر هذه الاحتفالات هو احتفال خاص باليوم الرياضي، ويتم خاص بالمهرجان الثقافي وغيرها الكثير من الاحتفالات، وقد آثرت هذه الاحتفالات في العالم ولفتت أنظارهم لدرجة أن قاموا بمطالبة هيئة التعاون الدولي في اليابان التي تُعرف باسم “جايكا” بأن تقوم بتنظيم يوم رياضي خاص على مستوى الدول حتى تشارك به أكثر من ٢٠ دولة.
طرق التدريس في اليابان
تختلف طرق التدريس في اليابان عن غيرها من الدول، حيث يعتمد التعليم في اليابان على التركيز على القيم الأخلاقية، ويتم ذلك من خلال تعليم مبادئ الأخلاق، وخاصة في المرحلة الابتدائية، حيث يتم تدريس المناهج الأساسية مثل العلوم والرياضيات والموسيقى، ويتم تخصيص حصة كاملة لدراسة مادة الأخلاق، بالإضافة إلى وجود وقت مخصص لإجراء نقاشات حول المشاكل الأخلاقية المختلفة، وذلك لمراقبة ردود فعل الطلاب حول مواقف معينة.
التصنيف العالمي للتعليم الياباني
تحتل اليابان المرتبة الثانية في تصنيف الجودة التعليمية العالمي بين أفضل عشر دول في العالم، حيث قامت اليابان بتغيير العديد من جوانب التعليم بعد الحرب العالمية الثانية، ومنها استخدام أسلوب تعليمي يعتمد على التعاون والمشاركة بين جميع الطلاب، واستخدام التكنولوجيا بشكل محدود، وهذا التغيير هو الذي جعلها تحتل المرتبة الثانية وحققت تقدما اقتصاديا كبيرا.
يتميز التعليم في اليابان بالعديد من الجوانب الإيجابية، حيث يعتمد بشكل أساسي على تعزيز روح المحبة والتعاون بين الطلاب، وهذه هي القيم الأساسية التي يسعى إليها أي مجتمع.