أسباب الوضع العرضي للجنين ومضاعفاته
خلال فترة الحمل المختلفة التي تستمر عدة أشهر، تهتم الأم بمعرفة كل ما يتعلق بجنينها في رحمها. تولي الأم اهتماما خاصا لمعرفة وضعية الطفل وكيفية نموه وتطوره، وتتابع حركته بانتظام. بالنسبة لوضعية الطفل، فإنها تعد من الأمور الهامة بالنسبة لأي أم حامل. ففي نهاية فترة الحمل، تحدد وضعية الجنين طريقة ولادته. فإذا كانت وضعية الجنين طبيعية، يكون بإمكان الأم الولادة الطبيعية. أما إذا كان الجنين في وضعية تصعب إخراجه من بطن الأم، فيتم اللجوء إلى الولادة القيصرية. هناك وضعيات قد يتخذها الجنين وتشكل خطرا على حياته .
واحدة من الحالات غير الطبيعية التي يتبعها الجنين داخل رحم الأم هي وضعية العرض، وتعني أن وضع الجنين يكون أفقيا تقريبا عرض رحم الأم. وهذه الوضعية بلا شك ليست طبيعية، خاصة عند استمرارها في الأشهر الأخيرة من الحمل واقتراب موعد الولادة، حيث لا ينزل الجنين إلى الحوض بحيث تكون رأسه نحو الأسفل وقدميه نحو الأعلى. وهذا يسبب العديد من المخاوف للأم، وتصبح الأم محتارة وتسأل عن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ جنينها هذه الوضعية، وكيفية علاجها وتصحيحها قبل الولادة، لضمان إمكانية الولادة الطبيعية بدلا من القيصرية .
أسباب الوضع العرضي للجنين :
ترجع الأوضاع الغريبة التي يتخذها الجنين في رحم الأم إلى عدة أسباب، منها:
1 – عيوب الرحم :
تؤدي العيوب والمشكلات الخلقية والأمراض التي تصيب الرحم إلى اتخاذ الجنين أوضاعًا غير صحيحة أثناء الحمل، مثل ضيق الرحم أو الرحم المقلوب وتشوهات أخرى في الرحم، بالإضافة إلى الأورام الليفية التي تصيب بعض النساء في الرحم .
2 – ترهل عضلات البطن والرحم :
يعاني بعض النساء، خاصة بعد الولادات المتكررة، من ترهل عضلات البطن وجدار الرحم، وتؤدي هذه الترهلات إلى وضع الجنين في أوضاع غير طبيعية .
3 – زيادة أو نقص السائل الأمينوسي :
إن زيادة كمية السائل الأمينوسي حول الجنين بشكل اكبر من المستوى الطبيعي تؤدي إلى إتخاذ الجنين أوضاع غير طبيعية مع إقتراب نهاية الحمل والدخول في مرحلة الولادة ، والوضع لا يختلف بالنسبة لنقص السائل الأمينوسي ، حيث تعيق قلة السائل حركة الجنين ، وتؤثر عليها بشكل كبير ، ولا تساعدة في إتخاذ الوضعية الصحيحة قرب الولادة .
4 – وضع المشيمة وحجمها :
من بين العوامل التي تؤثر على وضعية الجنين قبل الولادة هي وضعية وحجم المشيمة، وإذا كانت المشيمة طبيعية من حيث الحجم والوضع، فإن ذلك يساعد على اتخاذ الجنين في الوضعية الصحيحة .
5 – بدون أسباب :
قد يتبنى الجنين الوضع العرضي في الرحم، ولم يتمكن الأطباء حتى الآن من تحديد السبب الحقيقي وراء ذلك .
الولادة المناسبة للوضع العرضي للجنين :
عندما يتبنى الجنين وضعية عرضية، ولا يمكن للأطباء تعديل وضعه، يصبح الخيار الوحيد لولادته بأمان ودون تعرضه للمضاعفات هو اللجوء إلى الولادة القيصرية، والتي أصبحت أكثر أمانًا وسهولةً الآن مع تقدم الطب .
علاج الوضع العرضي للجنين :
في الماضي، كان الأطباء يحاولون تعديل وضع الجنين داخل الرحم، ولكن كانت هناك مخاطر كبيرة تترتب على هذه العملية، حيث يمكن أن يتعرض الأم للوفاة نتيجة انفجار الرحم، أو يمكن أن يموت الجنين. لذلك، توصلت الأبحاث الحديثة إلى مجموعة من الطرق الطبيعية التي تساهم في تعديل وضع الجنين داخل الرحم .
1 – المشي : المشي لمدة نصف ساعة يوميا يساعد على تنزيل الجنين في الحوض وتجنب وضعية العرض .
2 – الخروج والتعرض للهواء والشمس : تعرض الأم للهواء والشمس يعيد نشاطها ويحسن من حالتها النفسية ويؤثر إيجابا على نمو الجنين في الرحم .
3 – وضع السجود والركوع : يساعد السجود والركوع اليومية على تعديل وضع الجنين والتخلص من الوضعية العرضية، لذا، إذا لم يوجد عائق طبي، لا تستسلمي للإجهاد وادعمي نفسك بالصلاة ولكن لا تصلي وأنت جالسة، فهذا يضمن وضعا صحيحا للجنين .