أسباب الظلم
يوجد العديد من المظالم في عالمنا، فالفقر يؤرق نصف سكان العالم الذين يعيشون بأقل من 2.50 دولار في اليوم، ويعيش 80% من البشر بأقل من 10 دولارات في اليوم، كما يوجد العبودية البشرية وزيادة عدد العبيد في العالم، ويتم تجارة الأطفال لأغراض الاستغلال الجنسي بمعدل طفلين في الدقيقة، بالإضافة إلى التشرد والمواد الإباحية على الإنترنت والأطفال الأيتام الذين يعيشون في عالمنا اليوم، وأعتقد أن كل شخص لديه الرغبة في الكفاح من أجل العدالة، وأعتقد أننا جميعا نرغب في إحداث فرق فعال لمواجهة هذه المظالم، ولذلك يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف في عالمنا المظلم
الأسباب التي تؤدي إلى الظلم وطرق عكسها
1- عدم الإدراك ” نحتاج إلى أن نكون مدركين “
أول شيء يجب أن نفعله هو أن نكون واعين للظلم الذي يحدث حولنا. فالكثير منا في أمريكا والبلدان المتقدمة الأخرى لا يدركون معاناة الناس والظلم الذي يعيشونه كجزء من حياتهم اليومية، وهذا بسبب المجتمع والثقافة التي نعيش فيها. فمعظم الناس يعيشون حياة مريحة ولديهم ضروريات الحياة والوصول إلى الموارد، والترفيه يعتبر جزءا أساسيا من حياتهم. وبسبب هذا المجتمع الذي يركز على الذات، فإننا لا ندرك وجود الجوع والفقر والعبودية الجنسية للأطفال والموت غير العادل والكثير غيره .
للخروج من منطقة الراحة، نحتاج إلى اتباع نهج استباقي لتوعية أنفسنا بالظلم الذي يحيط بنا، وأحد الطرق لتحقيق ذلك هو البحث على الإنترنت، حيث تعتبر الإنترنت أداة قوية يمكن استخدامها للخير أو الشر، ولكن الشيء الواضح هو أن الإنترنت يمنحنا حرية الاختيار فيما نريد قراءته واستقباله، بدلا من تغذية برامجنا والأخبار والإعلانات ووسائل الإعلام الأخرى، كما قال مارتن لوثر كينغ جونيور: `الظلم في أي مكان يشكل تهديدا للعدالة في كل مكان` .
2- ضياع القضية ” ابحث عن قضية “
نحن بحاجة إلى تحديد قضيتنا، ما هو الذي سنقاتل من أجله؟ ولكي نكون فعالين، في بعض الأحيان نحتاج إلى تركيز انتباهنا على سبب محدد، شيء يلتقط قلوبنا، ينشط أرواحنا، ويغذي شغفنا في العمل. ربما تعرضت للظلم في حياتك الشخصية وتعرف بشكل مباشر كيف يشعر الإنسان في حالة تعرضه لألم ومعاناة كبيرة. لهذا السبب، ترغب في مساعدة الآخرين في هذا النضال ووضع حد للظلم الذي تعرضت له سابقا .
وبالنسبة للكثير منا، نحن بحاجة إلى فتح قلوبنا لنرى أين يريد الله منا أن نتصرف ومن يحتاج إلى مساعدتنا. فنحن جميعا متأصلون في الرحمة والرغبة في مساعدة الآخرين والمشاركة في قضايا أكبر من أنفسنا. أين تكمن قضيتك؟ هل هي الفقر، العبودية البشرية، الجوع، الإجهاض غير القانوني، الأيتام، الأرامل؟
3- عدم القيام بفعل ” تحتاج إلى اتخاذ إجراء “
– نحن ببساطة بحاجة إلى التحرك، لا يمكننا الجلوس بلا حراك أمام العديد من الذين يعيشون في عالمنا اليوم، ويعانون من فقر مدقع وظلم شديد. قد تبدو الإحصائيات ساحقة أحيانا، ويصيبنا هذا الخدر والتشكيك في وقوع ذلك في حياتنا، ونغلق آذاننا ولا نفعل شيئا. وهذا يعود بشكل كبير إلى أننا نعيش في ثقافة حيث لا يوجد الكثير من الألم، مقارنة بالعالم من حولنا، أو نشعر بعجزنا عن إحداث فرق بهذه الأعداد الكبيرة، ولكننا قادرون على ذلك .
كان هناك صبي يسير على الشاطئ ، ويواجه الآلاف من نجم البحر الذي تم غسله على طول الشاطئ، رجل قديم حكيم ، أخذ نزهة يومية على طول الشاطئ رأى الصبي يلتقط نجم البحر ويلقي بهم في الماء، سأل الرجل العجوز الصبي : ” ما الذي تفعله؟ فأجابه الصبي “إنقاذ نجم البحر” ، قال الرجل العجوز مع ابتسامة : “لا يمكن أن تنقذ كل نجم البحر”، لذلك ، الصبي بهدوء وصل إلى نجم آخر ، وألقاه في الماء ، وقال : “لقد أنقذت ذلك، واحد “، بالطبع نحن وحدنا لا نستطيع إنقاذ جميعهم ، ولكن بشكل جماعي يمكننا، كتب إدموند بيرك ، الفيلسوف الشهير ذات مرة : ” إن الشيء الوحيد الضروري لانتصار الشر هو أن يقوم الرجال الطيبون بعملهم ” .