أسباب الاختلاف بين الناس
مفهوم الاختلاف
التباين هو أحد المصطلحات التي تشير إلى الاختلاف أو الاختلاف أو التفاوت في وجهات النظر حول موضوع معين أو آراء ومعتقدات شخصية، ويحدث التباين بين شخص أو عدة أشخاص، ويؤدي هذا التفاوت إلى التصادم أو التعارض بين الأطراف، وقد تكون هذه الأطراف أفرادا أو قرى أو مناطق أو دول (مثل الاختلاف بين اليهود والفلسطينيين في الأرض).
الخلاف هو العكس التام للاتفاق ويمثل المصدر الرئيسي للنزاع، وهي كلمة تحمل العديد من المعاني تبعًا للسياق الذي تستخدم فيه في اللغة العربية، ولكن أقوى معناها هو النقيض.
الأسباب المتعددة لاختلاف الناس
هل تساءل أحدكم عن سبب خلق الله البشر متنوعين وما هو الدرس المستفاد من هذا التنوع وما هي الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا التباين بين الناس وما هو الحكمة وراء خلق البشر كشعوب وقبائل؟ وهل يعتبر التناقض أمرا حميدا أو مذموما.
تتجلى الفوائد الإلهية في جعل الناس مختلفين لعدة أسباب وفوائد يستفيد منها الأمم، ومن بين أسباب اختلاف الناس:
- فساد النية: يسيطر على بعض الأشخاص البغض والغيرة والتعالي في الأرض والاستكبار والفساد، حيث ينتقدون أفعال الآخرين ويستهزئون ويتجاهلون ما يملكونه، ويختلفون معهم للتعبير عن خصالهم الرديئة أو لتميزهم عنهم.
- أتباع الأهواء: قد يكون سبب الخلاف رغبات نفسية للفرد في تحقيق غرض شخصي أو أمر يهمه، وبعض الأشخاص يستخدمون الخلاف كوسيلة للتظاهر بالفهم والعلم والفقه، وهذا النوع من الخلاف غير محبوب بأي شكل من الأشكال، لأنه لا يفيد صاحبه بالخير.
- جهل المختلفين بحقيقة الأمر الذي يتنازعان فيه: الجهل هو علة من العلل التي لا دواء لها، فعدم معرفة الشخص بالموضوع الذي يناقش فيه أو عدم معرفة أحد الأطراف بالدليل الذي يرشد إليه أحدهما الآخر يمنع الوصول إلى حل الخلاف ويؤدي إلى عدم احترام آداب الحوار وعرض الأفكار، وجهل أحدهما بطريقة التواصل الصحيحة التي تؤدي لحل الخلاف هو جذر كل شر.
- النزوع إلى السلطة، والعصبيات القومية، أو الإقليمية، أو العنصرية: يعني هذا السبب للخلاف في حالة وجود خلاف بين جماعتين أو دولتين، حيث يشير “أمة” إلى دولة أو مجموعة دول أو شعب. لو أراد الله لجعل الناس جميعا جماعة واحدة، ولكن في هذا النوع من الخلافات، يغلب عدم اتفاقها مع آداب الخلاف العقلاني وتفتقر إلى الحق والعدل، وينظر المختلف فقط إلى الكرسي الحاكم والعرش الحاكم، مما يبعدهم عن الحق.
- التعصب لأقوال الأشخاص والمذاهب والطوائف: وهنا يتجلى دور التنوع في إثراء الفكر. ينشأ التعصب هذا بسبب بعض المبادئ المشتقة من مذاهب وطوائف معينة دون غيرها. يمكن أن يكون التعصب نتيجة قوة الإيمان بالفكرة، أو التمسك والانجراف وراء تلك الأفكار والدفاع عنها دون وجود سبب منطقي يمنع الشخص من فهم الحقيقة. يمكن أن يكون السبب الغرور والتكبر والتعالي، أو حب المناقشة والتحزب. قد يحتفظ الإنسان بالتعصب في نفسه ويخفيه، فيشعر الشخص بأنه مخلص في الدفاع عن الحق.
- المحاكاة وتقليد السابقين مع الفقر للدليل والبرهان: غالبا ما يتعصب الناس لآراء السلف الأقدمين ويدافعون عنها، على الرغم من أنهم يعلمون أن بعض تلك الآراء غير صحيحة (مثل العادات والتقاليد الموجودة في بيئة معينة). ويقوم شخص ما بمخالفتها والابتعاد عنها، مما يتسبب في تعرضه لانتقادات من هذه الجماعة. ومن الطبيعي أن يحدث عن ذلك الاختلاف والنزاع والجدل العقيم الذي لا يؤدي إلى نتيجة مجدية، خاصة إذا كان هناك نقاش بين شخصين من بيئتين مختلفتين ولديهما آراء متباينة، حيث يدافع كل منهما عن فكرة مقيدة بالتقاليد السابقة دون أن يشعر به.
- عدم تحقيق النقطة المحددة التي يدور حولها النزاع: – “عدم ثبات الموضوع المطروح في النقاش يؤدي إلى ضرورة تحديد الهدف الرئيسي الذي يريد الشخص الوصول إليه للآخر، أو الفكرة الرئيسية التي يجب الوصول إليها بعد انتهاء النقاش، حتى لا يتحدث الشخصان عن فكرة مختلفة وتزداد الخلافات بينهما دون إيجاد حل لها.
آداب الاختلاف بين الناس
يجب مراعاة آداب الاختلاف العامة، وتشمل هذه الآداب الاختلافات بين الأشخاص على النحو التالي:
- العذر بالجهل: ذكر في حديث للرسول لابن ماجة، عن حذيفة، أنه قال: `يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يعلموا ما هي الصلاة والصيام والنسك والصدقة، ويجعلوا القرآن خلف ظهورهم، ولكن بعض الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله، فنحن نقولها.` فيقول صلة بن زفر لحذيفة راوي الحديث: `ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يعلمون ما هي الصلاة والصيام والنسك والصدقة؟` فأعرض حذيفة عنه، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: `يا صلة تنجيهم من النار.` ثلاثا، وهذا الحديث رواه الحاكم.
- العذر بالاجتهاد
وقد وجد ابن تيمية أن جميع الأعذار ثلاثة أصناف وهي:
- يعتقد هذا الشخص أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يقل هذا الحديث.
- لا يعتقد هذا الشخص أن هذه المسألة تتطلبذلك الإجراء.
- اعتقاده بأن هذا الحكم قد تم إلغاؤه، أي أنه غير صحيح.
- العذر باختلاف العلماء
- الرفق في التعامل
- ألا يتكلم بغير علم
- أدب مراعاة المصالح الشرعية في الإنكار
فوائد الاختلاف بين الناس
يمكن للتباين والاختلاف بين الأشخاص أن يحمل العديد من الفوائد، شريطة احترام حدود الاختلاف والتزام الآداب والقواعد المتعلقة به، ومن بين أهم هذه الفوائد:
- يتيح الاختلاف مع شريطة صدق النوايا التعرف على كل الاحتمالات التي قد تكون دليلا علىما يرمي إليه المؤشر بوجهٍ من الأدلة.
- الاختلاف يعتبر تمرينًا للعقول، ويمثل لقاحًا فكريًا خاصًا بالآراء، كما يفتح الاختلاف آفاقًا أوسع أمام الشخص، حيث يمنح الأشخاص مجالات أوسع في التفكير للوصول إلى جميع الافتراضات التي يمكن للعقول المختلفة الوصول إليها.
- يؤدي التباين إلى تعدد الحلول والآراء التي يمكن تقديمها لأي شخص يواجه مشكلة، ومن خلال ذلك يمكن للشخص أن يجد الحل المناسب للمشكلة التي يواجهها، وذلك بما يتوافق مع مشكلته وحالته الفردية في الحياة.
- يمنح التنوع الفردي الأفراد القدرة العالية على حل المشاكل، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة المشاكل والتصدي لها، كما يساعد على تطوير مهارات إيجاد الحلول لديهم.
- الاختلاف في الرأي هو رحمة من الله عز وجل وحكمة إلهية، فمن المستحيل أن يكون الناس والبشرية جميعهم على رأي واحد.
- هذه الفوائد لا تتحقق إلا إذا بقي هذا الاختلاف ضمن الحدود والقواعد والشروط والآداب التي يجب أن نلتزم بها عند الاختلاف، حيث يجب أن نراعيها ولا نتجاوز حدودها، وإذا لم نراع تلك القيود، فسوف يتحول الاختلاف إلى جدال وشقاق سلبي وغير حضاري، وهذه العواقب السيئة ستؤدي إلى تشتيت الأمة، وعليه يجب أن يتحول الاختلاف إلى ظاهرة بناءة. وهذا يظهر أهمية التنوع بين الناس وفوائده الإيجابية على الأمة والدروس الإلهية المستفادة من هذا الاختلاف.