أسباب اختلاف قوة النظر بين العينين
أسباب اختلاف قوة النظر بين العينين
تعتبر مشاكل النظر من بين أكثر المشاكل الصحية المزعجة للكثير من الأشخاص، خاصة في سن الطفولة وبعد الولادة بعدة أسابيع. لذلك، بعد ولادة الطفل، يجب على الوالدين متابعة حركة العينين وفحصها. إذا لوحظ أي انحراف في أحد العينين، يجب مراجعة الطبيب مباشرة لفحص العين، خاصة إذا كانت هناك سجلات عائلية لإصابات العين أو العتامة في العدسة.
يسمى اختلاف قوة النظر بين العينين بالعين الكسولة أو الحول، وهو مرض يوجد به عدة أسباب مختلفة لانخفاض الرؤية في إحدى العينين، من بينها:
- حجم الطفل الصغير عند الولادة.
- الولادة المبكرة.
- اشتراط وجود حالات مرضية سابقة في الأسرة لتلك الحالة المرضية.
- إعاقات في نمو الطفل.
- تحدث تطور في البصر في المراحل الأولى من الحياة بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى دوران العين الأضعف إما للخارج أو للداخل.
- حدوث خلل في توازن العضلات “الغمش الحولي”: يعد الخلل في توازن العضلات الموجود حول العينين هو السبب الأكثر شيوعًا لهذا المرض، حيث يؤدي إلى حدوث خلل في توزان انقلاب العينين سواء نحو الخارج أو الداخل، وبالتالي يمنع العينين من العمل معًا، ويتسبب في عدم تحريكهما بشكل صحيح.
- يمكن أن يحدث اختلاف في حدة البصر بين العينين.
أعراض مرض العين الكسولة “الحول”
يتضمن مرض العين الكسولة عدة علامات وأعراض متعددة، بما في ذلك ما يلي:
- حياد أحد العينين للداخل أو للخارج.
- عدم التناغم بين العينين من حيث الوظيفة.
- ضعف عام في إدراك العمق.
- حول أحد العينين، أو إغلاق إحداهما.
- إمالة رأس الطفل.
- ظهور نتائج غير طبيعية عدة بعد إجراء اختبارات الرؤية.
أشار العديد من أطباء العيون إلى أن بعض الأحيان لا يكون مرض العين الكسولة أو الحول ظاهرا دون إجراء الفحص والاختبار.
أشكال الحول
يوجد شكلان أساسيان للحول يمكن التفريق بينهما عادة، وهما كما يلي:
- أولًا: يعرف الحول التصاحبي باسم Comitant strabismus بالإنجليزية، وفي هذه الحالة تكون زاوية الحول ثابتة في جميع الاتجاهات النظر.
- ثانيًا: الحول اللاتصاحبي، ويعرف أيضا باسم الحول الغير مصحوب، ويسمى في اللغة الإنجليزية Incomitant strabismus، وفي تلك الحالة تختلف زاوية اتجاه النظر عن زاوية اتجاه الحول، ويحدث هذا الحول دائما نتيجة شلل في عضلة أو أكثر من عضلات التحكم بحركات العين.
الحول يمكن أن يظهر في جميع المراحل العمرية، وخاصة في مرحلة الطفولة، ومن ضمن أنواع الحول الحول الداخلي الذي يظهر بشكل كبير عند الأطفال في الأشهر الأولى بعد الولادة، والحول التكيفي الذي يظهر للأطفال من سنتين إلى ثلاث سنوات، ويحدث نتيجة الإصابة بما يسمى بمد البصر، والحول المكتسب الذي يحدث في مراحل غير مرحلة الطفولة ويحدث نتيجة ضعف الرؤية في إحدى أو كلا العينين.
تحديد شكل ونوع الحول
لاحظ الأطباء أن اتجاه انحراف العين يمكن أن يساعدهم في تحديد شكل ونوع الحول، وذلك على النحو التالي:
- يشير مصطلح القبل أو الحول الداخلي (Esotropia) إلى انحراف العين نحو الداخل، ولاحظ بشكل خاص في اتجاه الأنف .
- يتميز الحول الخارجي أو الوحشي بانحراف العين إلى الخارج، وخاصةً نحو الأذن.
- تتميز حالة الحول الفوقاني أو الحول المتجانس نحو الأعلى بتحريف العين نحو الأعلى.
- تحدث الحول التحتاني أو الحول المتجانس نحو الأسفل (Hypotropia) عندما تنحرف العين نحو الأسفل.
مضاعفات مرض الحول
بشكل عام، حول العين يؤدي إلى حدوث عدة اضطرابات في الرؤية بكلتا العينين، وليس فقط العين المتضررة من الحول، مثل حدوث اضطرابات في رؤية العمق، وأحيانًا يؤدي حول العين إلى ما يسمى بالشفع، والشفع هو الرؤية المزدوجة.
من ضمن أكثر حالات المضاعفات الأساسية المتسبب فيها حول العين حدوث الغَمَش، والغمش هو كسل أحدي العينين الناتج عن إهمال الرؤية، وفي أغلب الأحيان تكون أكثر حالات الحول واضحة بالنسبة للآخرين، لذلك تلك المشكلة من ضمن المشاكل المسببة للاضطراب الجمالي في مظهر الوجه، وفي بعض الأحيان تتسبب في اضطراب نفسي ثانوي.
تشخيص مرض الحول
يتم تشخيص نرض الحول عن طريق فحص، واختبار العين، ويتوجب على الوالدين إجراء ذلك الفحص للرؤية والعين، في كل زيارة لعيادة طبيب الأطفال للاطمئنان على لصحة الطفل، وفي حالات الشكوى من أي عرض من أعراض الحول أو الكسل العيني أو وجود اضطراب حول العين في أي عمر سواء في مرحلة الطفولة أو بعدها، يتوجب عمل إجراء فحص كامل للعين عند طبيب عيون متخصص.
طرق علاج مرض الحول
هناك العديد من الطرق الطبية المختلفة المتاحة لعلاج مرض الحول، وتشمل بعض هذه الطرق:
- واحدة من الأساليب الطبية الشائعة في علاج الحول عموما هي استخدام النظارات الطبية، وذلك لتصحيح وتعديل حالات انحراف البصر.
- في بعض الحالات، تكون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية ضرورية في عضلات العينين.
علاج حول العين بالعمليات الجراحية
قد يستخدم بعض الأطباء عمليات جراحية لإصلاح وتعديل حول العينين، ويعتمد ذلك على عدة معايير واعتبارات منها:
- يتم تصحيح ضعف العضلات في القدرة على الانقباض بإعادة العضلة إلى موضعها الصحيح، وبشكل خاص في عين الإنسان، وتسمى هذه العملية في اللغة الإنجليزية “Eyeball.
- تحسير العضلة يتم عن طريق تعزيز قدرة العضلة على الانقباض.
هناك عدة طرق علاجية حديثة تعتمد على حقن البوتكس، ولكن هذه الطريقة فعالة فقط في حالات الحول البسيطة، وللأسف، وجد الأطباء أنه لا يمكن الوقاية من حول العين.
حول العين الظاهري أو الكاذب
في بعض الأحيان، يمكن أن يبدو الطفل وكأنه يعاني من اضطراب حول العينين، خاصة الأطفال دون سن السنة، على الرغم من أن عين الطفل في الواقع مستقيمة ومتوازية تمامًا ولا يعاني من أي اضطراب في العينين.
السبب الرئيسي في تلك الظاهرة هو مبنى الجفون والوجه في العموم لدى الطفل، وذلك لأنه من المعتاد وجود طيات جلدية كثيرة في جانبي الجفن لدي الطفل، كما أنه من المتوقع معانة ذلك الطفل من اتساع في قصبة الأنف، وفي تلك الحالات المتعلقة باتساع قصبة الأنف يحدث تغطية لجزء من العين، وذلك حتى يبدو الطفل وكأنه يعاني من حول العين.
هذه الظاهرة موجودة في بعض الأحيان، مثل نظر الطفل إلى الأطراف. يحدث ذلك عندما يكون الجلد المحيط بعين الطفل متداخلا مع الأطراف، وتختفي هذه الظاهرة تماما عندما يكبر الطفل وينمو وجهه، مما يقلل من انتشار جسر الأنف ويؤدي إلى اختفاء تلك الظاهرة.
يمكن التحقق من عدم انحراف عين الطفل عند تسليط الضوء مباشرة عليها، فإذا لاحظت انعكاس الضوء في نفس المكان في العينين، وخاصة في مركز الحدقة، فهذا يعني أن الطفل لا يعاني من حول العين، وهذا المرض شائع جدا في مرحلة الطفولة وله عدة أسباب مثل ضعف عضلات العين، ويمكن علاجه بالجراحة، وأحيانا تكون النظارات الطبية كافية للعلاج.