أساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي ومقياسها ومستوياتها
ما هو الفهم القرائي
الفهم القرائي هو القدرة على قراءة النص ومعالجته وفهم معناه، ويعتمد الفهم القرائي على مجموعة من القدرات المترابطة مثل قراءة الكلمات (فك تشفير الرموز في النص) وفهم اللغة (معنى الكلمات والعبارات)، وعندما نفهم النص، فإننا لا نتذكر فقط الكلمات والعبارات التي قرأناها بالضبط، بل نشكل نموذجا عقليا للأفكار الموجودة في النص من خلال دمج الكلمات والجمل مع المعنى، تماما مثل فيلم يعرض في عقولنا، ويعتبر الفهم القرائي الجيد أمرا مهما لتحقيق الهدف من القراءة، حيث يستطيع القارئ التفاعل مع النص والاستفادة والاستمتاع بما يقرأ.
أساليب تقييم صعوبات الفهم القرائي
يمكن تقييم مهارات الفهم القرائي للأشخاص بعدة طرق، ومن هذه الطرق استخدام تقييم رسمي مثل طلب قراءة نصوص قصيرة وطرح أسئلة حولها.
طريقة أخرى هي استخدام التقييمات غير الرسمية، اطلب من الأطفال مشاركتك ما قرأوه أو إعادة سرد النص أو الحدث بأسلوبهم الخاص، يمكن تنظيم مجموعات مناقشة للأطفال والاستماع إلى شرحهم عن النص حيث يمكنك من خلال ذلك معرفة الصعوبات وكذلك تحديد الأشخاص الذين لا يشاركون.
قم بطلب شرح مكتوب للنص من الأطفال، مثل تحديد الحدث المفضل لديهم في النص أو كتابة أهم المعلومات التي تعلموها من النص.
تقنيات تقييم صعوبات الفهم القرائي
هناك أنواع مختلفة من التقييم التي يمكن استخدامها لقياس تطور مهارات القراءة وتقييم مستوى الفهم القرائي. تعد تقييمات الفهم القرائي الشائعة هي الأكثر انتشارا من بين اختبارات القراءة المتاحة. تشمل تقييم الفهم القرائي الشائعة طلب الطفل قراءة مقطع من النصوص المكتوبة بشكل مناسب له، ثم طرح أسئلة واضحة ومفصلة حول محتوى النص.
هناك العديد من تقنيات تقييم الفهم القرائي الأخرى، على سبيل المثال، بدلا من طرح أسئلة واضحة حول الحقائق المباشرة في النص، يمكن طرح بعض الأسئلة الاستنتاجية حول المعلومات المستترة في النص وطلب الإجابة عليها من الطفل. يمكن أيضا استخدام تقنيات أخرى لاختبار فهم الطفل من خلال قدرته على إعادة سرد القصة باستخدام كلماته الخاصة أو تلخيص الفكرة الرئيسية أو المغزى من القصة.
هناك طريقة أخرى شائعة لتقييم الفهم القرائي تسمى اختبار كلوز، حيث يتم في هذا الاختبار حذف بعض الكلمات من النص ويطلب من الطفل ملء الفراغات بالكلمات المناسبة، كما يمكن تقييم الفهم القرائي للأطفال الصغار عن طريق طلب تنفيذ التعليمات البسيطة المقروءة، مثل “قف” أو “اذهب وانظر خارج النافذة”، ومن المهم اختيار النص المناسب لعمر الطفل، لأن النص الصعب يعتبر من العوامل التي تعيق الفهم القرائي.
: “من الضروري عدم الخلط بين فهم النص المقروء ودقة القراءة. فالتقييم الذي يستخدم شائعا لتقييم مهارات القراءة هو قراءة مقطع من النص بدون أخطاء، ويتم تحليل الأخطاء التي يرتكبها الطفل لتقييم استراتيجيات فك التشفير لديه، وليس استراتيجيات الفهم. وفي كثير من الأحيان يتم دمج هذين التقييمين المختلفين في تقييم واحد، حيث يطلب من الطفل قراءة مقطع بصوت عال بينما يقوم المعلم بتدوين الأخطاء التي يرتكبها الطفل ويطرح عليه بعض أسئلة الفهم القرائي حول المقطع. ولا بد من الإشارة إلى أن القارئ المبتدئ يعاني عادة من صعوبة في الفهم عندما يطلب منه قراءة بصوت عال، حيث يركز عادة على دقة القراءة ولا يولي نفس الاهتمام لفهم المعنى. لذلك، يجب إجراء اختبار تقييم الفهم القرائي على الطفل في حالة عدم قراءته للآخرين، حيث يعطي التقييم الأكثر دقة للاستراتيجيات والمهارات التي يستخدمها الطفل في فهم النص المقروء.
أساليب تقييم مستويات الفهم القرائي
الفهم القرائي هو القدرة على قراءة النص بسهولة وكفاءة، لفهم المعنى، وهو الخطوة الأخيرة في عملية القراءة، وتدرس للأطفال بعد تعلم العناصر التي تؤثر في القراءة، مثل الصوتيات والطلاقة والمفردات، وهناك ثلاث مستويات للفهم القرائي يتم تعليمها للأطفال
المستوى الأول: الفهم الحرفي
في هذا المستوى، يتم العثور على الإجابة مباشرة في النص، ولا يمكن الانتقال إلى المستويات التالية دون فهم هذا المستوى. يجب على القارئ أن يفهم الجمل المكتوبة وأداء بعض المهام البسيطة
- تحديد الأفكار الرئيسية في فقرة أو قصة قصيرة.
- يتضمن ذلك تحديد الأفكار الثانوية والتفاصيل الأخرى التي تدعم الأفكار الرئيسية.
- تحديد تسلسل الأفكار الرئيسية في النص.
تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم الحرفي: ماذا حدث؟ كيف كان الوضع؟ كم عدد؟ من؟ ما هو؟
المستوى الثاني: الفهم التفسيري
في هذا المستوى، ينبغي على القارئ التركيز وفهم المعلومات بتمعن وتفسيرها بعمق لفهم الإجابة، وقد يُطلب من القارئ القيام ببعض المهام البسيطة مثل:
- التنبؤ بنهاية القصة والتنبؤ العواقب.
- تحديد أسباب بعض الأحداث في النص.
- فهم الحقائق الموضحة في النص.
تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم التفسيري: لماذا…؟ ما رأيك…؟ هل يمكنك أن تشرح…؟ كيف تشبه هذه الحالة.
المستوى الثالث: الفهم التطبيقي
في هذا المستوى، ينبغي على القارئ فهم المعاني المخفية وربط النص بالمعرفة المسبقة للإجابة على الأسئلة، يمكن للقارئ طرح أسئلة مفتوحة في النهاية لتعزيز الفهم العميق، ويمكن أيضا طلب من القارئ أداء بعض المهام البسيطة مثل:
- وضع مقارنات بين الأحداث.
- إبداء الرأي ببعض الأحداث.
- تقديم ترشيحات واقتراحات.
- اتخاذ القرارات.
- ابتكار نهايات أخرى بديلة.
تشمل الأمثلة عن أسئلة الفهم التطبيقي: هل توافق على …؟ ما الذي قد يحدث في حالة …؟ إذا كنت في موقع هذا الشخص…؟ ماذا ستقوم بفعله إذا.
أغراض تقييم الفهم القرائي
أحد الاغراض الأساسية من تقييم الفهم القرائي هو تحديد المهارات التي تتطلب مراجعة، حيث تزود أساليب التقييم المعلمين بالمعلومات حول المهارات المكتسبة وغير المكتسبة لدى الطلاب، وهي ضرورية من أجل مساعدة المعلمين على معرفة مستوى كل طالب نظرًا للاختلاف الكبير في المعارف والخبرات بين الطلاب.
الهدف الثاني هو مراقبة تقدم الطلاب، حيث يمكن من خلال هذه الاختبارات البسيطة معرفة أي من الطلاب يحتاج إلى مراجعة قبل البدء في المستويات التالية وأي منهم جاهز للتقدم.
السبب الثالث هو معرفة فعالية وكفاءة التعليم، حيث يسمح التقييم للمعلمين بالتعرف على مدي اتقان جميع الطلاب لعناصر القراءة، ومن الضروري استخدام الوقت التعليمي بشكل فعال، ويمكن ذلك من خلال معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، وبالتالي فإن المعلومات المكتسبة من التقييم تسمح للمعلمين بتصميم تعليمات مناسبة للطلاب.