أساليب تعزيز السلوك الإيجابي
طرق تعزيز السلوك الإيجابي
يوجد بعض الأساليب والطرق لتعزيز السلوك الإيجابي في الصف ومنها:
- تشجع الكتاب المقدس على إعطاء المكافآت، حيث قال الله تعالى في كتابه: “وكل ما تقدموه لأنفسكم من خير، تجدوه عند الله هو خيرٌ وأعظم أجرًا.
- وعندما يصف النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وعبيد الله وكثيرا من بني العباس، ثم يقول: `من سبق إلي فله هذا وذاك`، فإنهم يتسابقون إليه ويتدافعون حوله، ويضطرون للحفاظ على موقفهم.
- يعتبر الدعاء من الأمور المهمة، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له الماء للوضوء، فسأل عن الذي وضع الماء، فأخبروه، فقال: `اللهم فقهه في الدين`، وهذا الحديث رواه البخاري.
- يتطلب الأمر المعاملة الجيدة واحترام الطلاب من قبل المدرسين من خلال الاستقبال الحسن والأخلاق الحميدة، ويتجلى ذلك خلال الطابور الصباحي والإشراف اليومي وخلال الحصص الدراسية، وخاصة مع الطلاب الذين لديهم سلوك حسن.
تعزيز السلوك الإيجابي
تعزيز السلوك الإيجابي هي طريقة تربية إيجابية بشكل كبير يتم استخدامها لمجموعة متعددة من الأهداف وفي مجموعة شاسعة من السياقات، لأنها تستفيد من السلوكيات الصحيحة التي يتم عرضها بشكل فعلي، ويتم مكافأة الميول الطبيعية تجاه السلوك الجيد عند الشخص الذي يعمل على تدريبه.
ونظرا لأن طلاب المدارس يشكلون إحدى أكبر الفئات التي يتعين عليها التربية والتعليم السليم، يجب علينا غرس القيم والمبادئ السلوكية والفكرية فيهم قبل أن يكبروا ويصبحوا جزءا من المجتمع. فمستقبل المجتمعات يعتمد دائما على هذه الشريحة من الطلاب الذين سيكونون ركيزة المستقبل. وسيكون حديثهم وتعاملهم مع الآخرين ونمط حياتهم هم الأدوات التي يستخدمونها، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، سواء من خلال السلوكيات السلبية المتكررة أو من خلال التأثيرات العالمية والتحالفات الثقافية ومحاولات الدول الكبرى زرع أفكارها في المجتمعات الإسلامية.
دور المعلم في تعزيز السلوك الإيجابي
بغض النظر عن السلوكيات الإيجابية والسلبية داخل المدرسة، إلا أن أولياء الأمور والمدرسين يضعون آمالهم في تربية أبنائهم ليصبحوا مثقفين ومتعلمين، ويتمنون دائما أن تكون الدراسة التي يتلقونها مليئة بتعزيز القيم والمبادئ الصحيحة.
في بعض مدارس المملكة العربية السعودية، يتم تعميق السلوكيات الإيجابية لدى الشباب الجديد من خلال العديد من البرامج التوعوية والتعليمية التي تربي الطلاب على الآداب الحسنة والأخلاق الحميدة، مما يهدفإلى إصلاح المجتمع وتطويره سلوكيًا وعقديًا
ومن بين هذه التجارب التي سوف نعرضها لكم تجربة لإدارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة، تم تطبيقها في العام الماضي على طلبة وطالبات المدارس تحت إشراف قسمي التربية الإسلامية والتوعية الإسلامية بوزارة التعليم، وكان البرنامج التثقيفي والتعليمي تحت عنوان “تعزيز السلوك الإيجابي” للطلاب.
يهدف البرنامج التربوي إلى تربية الطلاب بشكل صحيح وتعزيز السلوك الإيجابي، وذلك بموجب قول الله تبارك وتعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، ومن خلال تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان معلما رائدا ومربيا عظيما. وقد رسم الرسول أساليب تربوية فعالة وأدت إلى بناء الدولة الإسلامية الباقية، ولذلك تم تحديد برنامج تعزيز السلوك الإيجابي لأنه مطلب شرعي ديني ويعد مدعاة للاستمرار في ذلك.
أهمية برنامج تعزيز السلوك الإيجابي
وفقا لخطة دعم السلوك الإيجابي، يتم التركيز على تعزيز السلوك الإيجابي من خلال عدة أمور مهمة، ومنها
- تشير الأبحاث التجريبية والدراسات إلى أن سلوك الفرد لا يمكن تعزيزه عن طريق المواعظ فقط، بل يجب أن يتم تعزيزه عن طريق بعض التطبيقات العملية التي تستمر لفترة زمنية طويلة.
- قدَّم النبي صلى الله عليه وسلم العديد من النماذج الحية العملية لأمته، والتي تُطلق عليها في علم النفس”النماذج الضمنية”، وتُعد واحدة من تعزيزات السلوك الإيجابي في علم النفس.
- هناك نماذج عملية تعزز السلوك الإيجابي، ومنها ما جاء في الصحيح أن سيدة سمراء كانت تقوم بخدمة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد عملها. وبعد أيام، سأل النبي عنها، وعندما أخبروه بأنها توفت، طلب الإذن ليصلي عليها، وذهب إلى قبرها وصلى عليها، ورواه ابن خزيمة في صحيحه.
علامات السلوك الإيجابي
تسعى الإدارة التعليمية لزرع بعض الأساليب التي تعزز السلوك الإيجابي بين طلاب وطالبات المدارس في جميع المستويات العمرية والعلمية، وقد تم اختيار مجموعة من هذه الأساليب بعناية تؤثر بشكل مباشر على سلوك الطلاب وتنعكس في المجتمع الذي يعيشون فيه، ومن هذه الأساليب:
- الكلمات اللطيفة، وفي هذا السياق، استشهدوا بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث قال: (قدمت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو في البطحاء فقال: أحججت؟ قلت: نعم. قال: بم أهللت؟ قال: لبيك بإهلال كإهلال الرسول صلى الله عليه وسلم. قال: أحسنت). رواه البخاري.
- العفو عند الخطأ، واستشهدوا بقصة حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه وإخباره بأن شخصا من قريش قرر الرسول صلى الله عليه وسلم غزوهم بقوة وقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالحصول على إذن من النبي صلى الله عليه وسلم وقال: دعني أقوم بقتل هذا المنافق، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: “إنه شهد معركة بدر، ومن يدري ربما رأى الله من شهد معركة بدر، فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
- ويشير هذا الآية في سورة التوبة إلى الذين تخلفوا عن القتال مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم الثلاثة الذين خلفوا حتى ضاقت بهم الأرض بسبب الكثرة وضاقت بهم أنفسهم.
- قبول الرأي الآخر: وقد استشهدوا بقصة قبول النبي صلى الله عليه وسلم لرأي بعض أصحابه وتجنب رأيه، وفي غزوة الخندق حفر الرسول وأصحابه الخندق واتخذوا رأي سلمان الفارسي رضي الله عنه.
- التمثل بالعمل الصالح، فقال الله تعالى: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة ينمو منها سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم.
- الابتسامة، فقال جرير بن عبد الله البجلي: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما حجبني عنك منذ أن أسلمت، ولا رأيتني إلا تبسم في وجهي). رواه البخاري.
- توضيح عاقبة السلوك السلبي:يقول تعالى: `إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمناً قليلاً، فأولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذابٌ أليمٌ` [آل عمران: 77].
تطبيقات عملية في تعزيز السلوك الإيجابي
الهدف من وضع خطة لتعزيز السلوك الإيجابي في برنامج هو استخدام مجموعة من الأفكار التوعوية الإسلامية لتوعية طلاب المدارس، والمعلمون يستخدمون برامج تطبيقية لغرس هذه المفاهيم في عقول الطلاب وتعليمهم، ومن بين هذه البرامج هي
خارج حجرة الصف
تمت مدح الطلاب ذوي السلوك الإيجابي في الإذاعة الصباحية ولوحة الشرف والمناسبات المدرسية.
تم تنظيم حفلات تكريم ولقاءات لهؤلاء الطلاب، وتم توزيع هدايا مناسبة لهم وفقًا لبعض الآليات والوسائل المحددة الشاملة لجميع الطلاب، والتي تم شرحها في المنافسة العظيمة والملاحظة المستمرة.
قاموا بتخصيص بعض الجوائز لبعض السلوكيات الإيجابية مثل: تشمل الجوائز: الصدق، التعاون، الأمانة، الطالب المثالي، والخُلُق.
في حجرة الصف
- إلقاء التحية عند الدخول والخروج.
- التبسم في وجوه الطلاب.
- مناداة الطلاب بأفضل أسمائهم.
- تم اعتماد آراء هؤلاء الطلاب في القضايا المتعلقة بهم وتطبيقها.
- مشاركة الطلاب في بعض ألعابهم وأعمالهم.
- تم تكليف بعض المهام المدرسية للطلاب الذين لديهم سلوك إيجابي.
- تم تمييز الطلاب ذوي السلوك الإيجابي أمام زملائهم.
- تم دعوة الطلاب الآخرين للاقتداء بتلك الطلاب الذين يتميزون بالسلوك الإيجابي.
- أحيانًا يمكن التغاضي عن بعض أخطائهم.
- يتم العفو عن بعض الطلاب الآخرين من أجلهم.
- يُدعَى بالدعاء لطلاب السلوك الإيجابي والتعامل معهم بالكلمة الطيبة.
- تم تفقد أحوال الطلاب والسؤال عنهم.
يتم تكريم أولياء أمور الطلاب ذوي السلوك الجيد وتثمين جهودهم في تربية أبنائهم، ويتم توزيع الهدايا عليهم. تتبنى المدرسة نظاما شاملا يعتمد على ترصيد النقاط لكل سلوك إيجابي يظهر من أحد طلاب الصف، وبناء عليه يحصل الطالب على مكافأة محددة سواء كانت معنوية أو مادية أو تعليمية. وهذه هي واحدة من أفضل الأساليب لتعزيز السلوك الإيجابي.