أساليب الإنشاء الطلبي بالامثلة
تمارين على الإنشاء الطلبي
تتطلب الأساليب اللغوية الإبداعية الطلب بأشياء غير متوفرة في الواقع، ولذلك فإن الإبداع يتم فيها من خلال طلب شيء معين، وإذا تم استخدام هذه الأساليب مثل الأمر والنهي والتمني والاستفهام والنداء في أمور موجودة في الواقع، فيجب تفسيرها بما يتناسب مع السياق والموقف، مثل قول الله تعالى: “يا أيها النبي اتق الله” (الأحزاب: 1)، وفي قوله: “يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله” (النساء: 136) .
وفي هذا يكون تأمل لهذه الأساليب بأن التقوى والإيمان اللذان امر بهما تما وقت الطلب. فالمعنى بهما على طلب استمرار الإيمان ودوام التقوى. أما الإنشاء غير الطلبي: فهو ما لا يتطلب مطلوبًا، وله طرق وصيغ عديدة ومنها في قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} (الأنبياء: 57)، واساليب المدح والذم مثل قول تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} (الذاريات: 48)، وقول تعالى : {بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} (الجمعة: 5)، والترجي مثل قوله تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ} (المائدة: 52)، وفي قول تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (الكهف: 6)
اسلوب الأمر
الأمر هو حدوث الفعل، وله أربعة أشكال في قواعد اللغة العربية
- فعل الأمر، ومثال عنه: قُمْ للمُعلِّم وفِّهِ التّبجيلا.
- المضارع الذي يجزم بلام الأمر، مثال : حذر عدوك مرة واحدة، وحذر صديقك ألف مرة.
- الاسم في فعل الأمر، مثال : عليكم أنفسكم، ونحو: هاكَ الدّواء فخذْه.
- المصدر النّائب من فعلِ الأمر، مثال : اصبر يا آل ياسر، وابحث عن الخير والنجاح.
قد تتم استخدام أساليب وصيغ الأمر بمعناها الأصلي، ولكنها لا تستخدم بمعناها الحرفي وتعني شيئًا آخر من خلال الكلام، على سبيل المثال
- في صيغة الدعاء: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا}.
- في صيغة الالتماس: قِفَا نَبك.
- في صيغةالنّصح والإرشاد: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}.
- في صيغةالتّمنّي: عُدْ يا شبابي.
- في صيغةالتّخيير: قُلْ خيرًا أو اصمتْ.
- الإباحة: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
- في صيغةالامتنان: {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا}.
اسلوب النهي
يتم إنشاء طلبي الغرض منه بأسلوب الكف عن فعل معين، وذلك عندما يكون له صيغة واحدة مثل الفعل المضارع المقترن بلا الناهية، مثل: {لَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا}، ونحوها: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}.
يمكن أن تتغير صيغة النهي عن المعنى الأول إلى معانٍأخرى تتغير حسب صيغة الكلام، مثل:
- في صيغة الدّعاء: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا}.
- في صيغة الالتماس: {لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي}.
- في صيغة الإرشاد: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}.
- في صيغة التّمنّي: {لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ}.
- في صيغة التّوبيخ: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}.
اسلوب الاستفهام
تعتبر الاستفهام واحدة من الأساليب الإنشائية، حيث يتم بناء سؤال يطلب المعرفة عن شيء لم يكن معلوما من قبل، وتشمل أدوات الاستفهام الهمزة، هل، ما، متى، من، أيان، كيف، أين، أنى، كم، وأي.
- الهمزة: يستخدم التخيل في الإجابة على السؤال “هل أنت المسافر أم أخوك؟”، وللتحقق من الإجابة يمكن استخدام مثال أو تفاصيل إضافية
- هل: تستخدم للتحقق فقط، مثال: {هل هناك المزيد؟}.
- بقيّة الأدوات: تستخدم فقط للتصور .
يبدأ فهم التصور أو التخيل بالإسناد، وهو الحكم على شيء بشيء، والمسند إليه هو المحكوم عليه، والمسند هو المحكوم به.
التّصديق هو: يتم تحديد الإسناد الخبري بنعم أو لا، ولا يتم استخدام (أم) في الكتابة. إذا استخدمت (أم)، يجب أن تكون منفصلة، مثال: “أجمال مسافر؟
التصور يدل على ترك الإسناد، وليس له إجابة بنعم أو لا، بل يتم تعيينه ويتبعه المسؤول الهمزة، ويتم بعده (أم)، مثل: أمصطفى مسافر أم علي؟ لا يتم الإجابة بنعم أو لا، بل يتم الإجابة بمصطفى أو علي.
ما، يستعلم بها عن غير العاقل لتوضيح الاسم ولشرحه، مثال: ما المعنى الحقيقي للكلمة `الحسام`؟” الإجابة: “السيف القاطع”. ويشرح ذلك بالتفصيل معنى الاسم. “ما هي الغيبة؟” الإجابة: “ذكرك لأخيك بما يكرهه.
متى، يستعلم بها عن الوقت بالماضي والمُستقبل، مثال : متى انتحرَ هتلر؟
تستخدم كلمة `أيان` للاستفسار عن الزمن المستقبلي، وتستخدم للتضخيم والتهويل، مثال: `أيان ستصل المرسى`.
كيف، للاستعلام بها عن الحال، مثال: كيفَ الحال؟
أين، يستعلم بها عن المكان، مثال : أينَ تسكن؟
كم، يستعلم بها عن العدد، مثال: {كَمْ لَبِثْتُمْ}.
اسلوب التمني
في تاريخ اللغة العربية، التمني هو الأمر المفضل الذي يكون من المستحيل تحقيقه أو تحقيقه بعيد المنال. وأداة التمني الأساسية هي `ليت`، وقد يستخدم بدلا منها أدوات أخرى مثل:
- هل: {هَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا}.
- لعلّ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}
- عسى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.
- لو: ولو أنهم أظلموا أنفسهم.” لو: حرف شرطي وجازم يعبر عن التمني والأماني.
- هلَّا: التفوق في الدراسة يتطلب المذاكرة المنتظمة، ويمكن استخدام حرف العرض `هلا` في بداية الجملة للتعبير عن الرغبة أو التمني.
- ألَا: ألا تُكرم ضيفك.
اسلوب النداء
يعني استخدام حرف نائب عن الفعل المضارعالمحذوف لدعوة المخاطب، مثل (أُنَادِي) أو (أدعُوا)، وهناك سبعة أدوات للنداء المختلفة
النداء للقريب:
- النداء بالهمزة: : “أريحانة العينين والأنف والحشا، يا ليت شعري يعرف هل تغيرت الأمور عما كانت عليه في السابق.
- النداء باستخدام أي: أي بُنيّ أوصيك خيرًا.
النداء للبعيد:
- يا: {يٰبُنَىَّ اركَب مَعَنا}.
- أيَا: أيا فالقَ الإصباحِ والحبِّ والنّوى.
- هيا: صبراً هَيا أُمَّةَ التُّركِ الَّتي ظَلَمت.
- وا: واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ.
- آي: أَي رِجالَ الدُّنيا الجَديدَةِ مُدّوا.
الفرق بين الإنشاء الطلبي والغير طلبي
علماء البلاغة يسقموا الكلام الإنشائي إلى قسمين: أولا، طريقة الكتابة الطلبية وثانيا، الكتابة غير الطلبية. هناك العديد من الأساليب مثل الثناء والذم والعقود والقسم والتعجب والرجاء. الكتابة غير الطلبية هي ما لا يتطلب طلبا محددا ولا يتم تلبيته في وقت الطلب. أنواعها هي
- المدح والذم، ويظهرا في شكل بـنعم وبئس مثل: (نعم الرجل علي) و(وبئست المرأة فاطمة).
- العقود، وتظهر بالماضي بالعديد من المرات، مثل: (بعت) و(وهبت)
- القسم، فيكون بالواو والباء والتاء وبغيرها، مثل: (والله) و(لعمرك).
- التعجّب، يكون بصيغة ما أفعله وصيغة ما أفعل به، مثال : (ما أحسن عليا) و (أكرم بالحسين) وسماعاً بغيرهما.
- الرجاء، يكون من خلال عسى وحرى واخلولق مثال : “قد يحدث الفتح بإرادة الله.
الأساليب الإنشائية في البلاغة
البلاغة هي إظهار المعنى الحقيقي عن طريق استخدام أساليب لغوية واضحة من خلال جمل صحيحة وفصيحة، ولها تأثير عميق على الذات، وتتناسب مع السياق الذي تستخدم فيه والأشخاص الذين يتحدثون .
فالبلاغة ليست مجرد قبول كل شيء، بل هي فن من الفنون الذي يتميز بصفاء الإستعداد الفطري والدقة في توضيح الجمال وتفسير الفروق بين الأنماط والأساليب، وهو لغة الإبداع والتدريب الذي يبدأ بإيجاد ووضع تعبيرات واضحة عندما يمشي الصبي وعندما يخلق الله العالم.
وأما الكلام الإنشائي فهو يعد كلام لا يحمل في داخله الصدق او الكدب لذاته، مثال: أُطْلُبُ الْ عِلْمَ مِنَ الْمَهْدِ إِلىَ اللَّحْدِ، و ” واجتهد في جميع دروسك” فلا تنسب العبارة لقائلها صدق كانت ولا كدب. ويقال، إن الإنشاء لدى العلماء بالبلاغة هو الكلام الذي لا نسبة له لخارج تطابق مع هذه النسبة أو لاتطابقة.