أدوات نصب الفعل المضارع .. وأمثلة عليها
الفعل المضارع
الفعل المضارع هو الذي يشير إلى حدث يحدث في الوقت الحالي، أي يدل على الاستمرارية، وقد يشير أيضا إلى المستقبل أثناء وقت التحدث. يكون الفعل المضارع عادة صريحا وعربيا، ويتواجد في حالة النصب فقط عند تواجده مع حرف النسوة أو حرف التوكيد بأنواعه الثقيلة والخفيفة. يطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه اسم الفاعل في تصريفاته النحوية. قال بن مالك رحمه الله: `وأعربوا مضارعا إن عريا من نون توكيد مباشر ومن نون إناث ليرعن من فتن`، وفي هذه الحالة يكون الفعل المضارع منصوبا، ولكن في حالات معينة يمكن أن يكون مرفوعا أو مجزوما، ولا يكون مكسورا مجرورا أبدا. يختلفالتعبير المستخدم لإعراب الفعل المضارع بحسب الأفعال والصفات المختلفة. تتنوع علامات إعراب الفعل المضارع وتتغير بناء على السياق السابق والمعنى المقدم
أدوات نصب الفعل المضارع وأمثلة عليها
كما تم ذكره سابقا، يتم تصريف الفعل المضارع بأشكال الرفع والنصب والجزم. ويتم تمييز النصب بوجود علامة نسبة للأدوات المسبقة للنصب في الفعل المضارع. وفيما يلي بعض الأمثلة على أدوات النصب في الفعل المضارع
نصب الفعل المضارع بأن
يعتمد إعراب الفعل المضارع على الرفع إذا لم تسبقه أداة نصب أو أداة جزم، وبناء على ذلك يتم تحديد إعراب الفعل بناء على الحركة الإعرابية، ومن أدوات نصب الفعل المضارع هي: “أن، لن، إذا، لام التعلبل، لام الجحود، حتى، والجواب بالفاء والواو”. والحرف النصبي يعد مصدرا، ويجعل الفعل الذي يليه مصدرا مؤولا، كما في قول الله تعالى: “يريد الله أن يخفف عنكم” [النساء: 28]، حيث تأتي “تخفف” كفعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره، ولكي تعمل كأداة نصب، يجب ألا يكون هناك فعل يدل على الثبوت أو اليقين بالشيء قبلها، كما في قوله تعالى: “أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا” [طه: 89]، وفي هذه الحالة يكون الحرف مخففا، وإليك بعض الأمثلة على أن الحرف النصبي:
- أريد أن أحسن الفروسية: يجب أن يكون الفعل مضارعاً منصوباً بـ”أن” وعلامة نصبه ظاهرة على آخره.
- أفضل أن يعتدل المناخ: يتم استخدام فعل المضارع بشكل معتدل مع تنصيب علامة الفتحة على آخره.
- قول الله تعالى: في قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) [الشعراء: 82]: يُغفر هنا بفعل المضارع المنصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- يسعدني أن تأتي إلينا: تأتي هنا فعل مضارع منصوب بعلامة نصب الفتحة الظاهرة على آخره.
نصب الفعل المضارع بلن
تُعد الأداة “لن” من حروف النفي والنصب والاستقبال، ويتم استخدام الاستقبال هنا لنقل الفعل المضارع من الحالة الحالية إلى الاستقبال. وهنا بعض الأمثلة على الأداة “لن” في النصب:
- قول الله تعالى: (وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)[الزخرف:39] ينفع هنا فعل مضارع منصوب بلن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قول الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92] في هذة الآية الكريمة يوجد ناصبان لن، حتى، فتكون تنالوا فعل مضارع منصوب وعلامة نصبة بلن وعلامة نصبة حذف النون لأن لن من الأفعال الخمسة، وإعراب آخر تنالوا فعل مضارع منصوب بحتى.
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: يا عبادي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي. وتفسير ذلك هو أن الله تعالى يخبر عباده أنه لن يتأذى بأي شكل من الأشكال إذا لم يتحقق لهم مصلحة ولن يضروه بأي شكل من الأشكال.
- لن يشتري أبي سيارة: الفعل المضارع “يشتري” مصر عليه، ويشير علامة النصب عليها بالكسرة.
- لن يلعب الكسلان: هنا يتم استخدام فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه هي الفتحة الظاهرة على آخره.
- لن أضرب أخي الصغير: أضربه هو فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه هي الفتحة الموجودة على آخره.
- لن أكذب على أمي: أكذبه هنا فعل مضارع منصوب بالتنوين، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- عمر لن يأتي باكرًا: يأتي هنا فعل مضارع منصوب بلام، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
نصب الفعل المضارع بإذًا
إذا كانت الشرط والجواب والجزاء والاستقبال من الأدوات المستخدمة في النصب، فإنها تدل على ما تم ذكره مسبقًا، ومثلاً، إذا رأينا طالبًا يقول “أنا أدرس ليلاً ونهارًا ولا أضيع أي وقت ولا أشغل نفسي بشيء غير العلم”، فإن الجواب المناسب سيكون “إذًا ستنجح.
فإذًا تنصب الفعل المضارع ولكن بشروط مسبقة وهي:
- الشرط الأول: في الكلام، يجب أن يأتي الفعل المضارع في أول الجملة إلا إذا كان في منتصف الجملة.
- الشرط الثاني: يتطلب أن يكون الفعل الذي يأتي بعدها يشير إلى الاستقبال.
- الشرط الثالث: يجب أن لا يوجد فاصل غير القسم أو النداء أو لا النافية بين الفعل والفاعل.
وإليك بعض الأمثلة على إذّا الناصبة كما يأتي:
- في حال قال لك صديقك: `سأتي إليك`، وأجبت بـ`تكرم عندي`، فذلك يعني أن جميع الشروط متاحة هنا لإجراء هذا الأمر دون فواصل أو انقطاع في الحديث أو الاستقبال، وبالتالي فإن كلمة `تكرم` هنا تعني القبول والإذن وهي في صيغة المضارع المنصوب مع علامة النصب الظاهرة على آخرها.
- قال رجل هناك رسول يدعو إلى الحق وأمن به، فتقول أنت إذًا تفوز بالجنة، وتفوز هنا تعني فعل مضارع يُصرّف بالنصب وعلامة النصب الفتحة الموضحة على آخره.
- عندما يقول صديقك `سأمسك بالكرة`، تجيب بـ `إذن، ستجري بسرعة هنا`، وهذا فعل مضارع يُصرّف بالنصب وعلامة النصب الفتحة الموضحة على آخره.
- عندما تقول أمك `سأشتري بعض الطعام`، يجب عليك الرد عليها بـ `حسناً، سأذهب إلى السوق`، وبذلك يكون الفعل مضارعًا ومنصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة التي تظهر على آخره.
نصب الفعل المضارع بلام الجحود
يستخدم لام الجحود أو لام المكسورة المسبوقة بنفي للتعبير عن النفي في الفعل المضارع، ولكن يتطلب ذلك الامتثال لعدة شروط، مثل:
- الشرط الأول: أن تكون مسبوقة بكان أو يكون
- الشرط الثاني: سواء كان أم لم يكن، فهما مستبعدتان بما لا ينكرها لو لم يكن.
- الشرط الثالث: ان يتبع الفعل الناسخ اسم ظاهر.
وإليك بعض الأمثلة على لام الجحود لنصب الفعل المضارع كم يأتي:
- لن يكذب المؤمن أبدًا، حيث يكذب هنا في فعل المضارع المنصوب بالمضمرة الوجوبية، والفاعل ضمير مستتر بمعنى (المؤمن)، واللام حرف جر لا محل له من الإعراب.
- لم يكن أن يذل المؤمن، وهنا يكون الذل فعلا مضارعا منصوبا بأن المضمرة وجوبا وعلامة نصبها حذف النون، وواو الجماعة ضمير مبني في محل رفع فاعل، ولم حرف نفي مبني لا محل له من الإعراب، ولام الجحود حرف جر مبني لا محل له من الإعراب.
- قول الله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم ۚ إن الله بالناس لرءوف رحيم) (البقرة 143) يضيع هنا فعل مضارع منصوب لأن المقصود به واجبا.
نصب الفعل المضارع بلام التعليل
تستخدم لام التعليل للإشارة إلى التفسير، وتأتي في الجملة بمعنى (لأن)، وتأتي مجرورة بالكسرة مع الجملة الفعلية، وبعدها يأتي الفعل المضارع المنصوب. وهنا بعض الأمثلة على لام التعليل:
- قول الله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة)
- يستيقظ المؤمن في الليل لأداء صلاة الليل تعبدًا لله.
- يذاكر الطالب باجتهاد لينجح.