أدوات الجزم وإعرابها
لاتهمل واجبك علامة جزم تهمل
يواجه العديد من الطلاب صعوبة في إجابة بعض الأسئلة الإعرابية النحوية. في بعض الأحيان، يطلب منهم أيضا أداء الواجبات المنزلية التي تتضمن إعراب بعض الجمل. ومن الدروس النحوية التي قد يواجه الطلاب صعوبة في فهمها وإعراب الجمل الخاصة بها هو درس أدوات الجزم. على سبيل المثال، في الجملة `لا تهمل واجبك`، يجزم الفعل `تهمل` بحرف الجزم `لا` وعلامة جزمه السكون.
حروف الجزم
الفعل المضارع المجزوم هو الفعل الذي يسبقه أداة الجزم، وهناك عدة أدوات للجزم والنصب، ولكل منها دورها النحوي الخاص بها، ولكنها تشترك في استخدام الفعل المضارع فقط. تنقسم أدوات الجزم إلى قسمين: الأدوات التي تجزم فعلا واحدا، وتسمى أدوات الشرط الجازمة، وفيما يلي سنوضح كل قسم على حدة:
الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا
تتألف أدوات الجزم المؤكدة من أربعة نوعيات وهي `لم` و `لما` و `لا الناهية` و `ولام الأمر`، وهذه هي الأدوات:
- لم: هو حرف جزم يعبر عن النفي، ويقوم بتحويل زمن الفعل من المضارع إلى الماضي. على سبيل المثال، (لم ينتبه أحد إلى الطفل)، حيث يجعل حرف الجزم (لم) الفعل المضارع (ينتبه) مجزوما. يمكن أيضا إضافة علامة الاستفهام دون تغيير وظيفته، مثل (ألم أنبهك؟). كما يمكن إدخال ظرف الشرط إليه، مثل (سنتأخر إن لم تستيقظ باكرا).
- لمّا: تدل هذه الأداة على نفي الفعل المضارع من الماضي إلى وقت التحدث، وهو الحاضر، على سبيل المثال، (ذهب ولم يصل)، وهذا يعني أنه لم يصل حتى الآن أو حتى وقت التحدث، ولكنه سيصل في المستقبل، كما يمكن استخدام هذه الأداة للإشارة إلى توقع حدوث الفعل في المستقبل، ومثال على ذلك (لم يصل) ولكن من المتوقع أن يصل، ويمكن حذف الفعل المجزوم الذي يلي هذه الأداة إذا كان الكلام يوضح المعنى بوضوح، على سبيل المثال (بدأت المذاكرة باكرا ولما)، وهذا يعني أنه لم ينتهي بعد.
- لا الناهية: تدل على النهي، حين يكون النهي من الأعلى إلى الأدنى، مثل قول الوالد لابنه (لا تقصر في صلاتك)، أو يمكن أن تدل على النهي من الأدنى إلى الأعلى في حالة الدعاء، مثل قول الله تعالى: `ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به` [البقرة: 286]، كما يمكن أن تدل على الالتماس في حالة المساواة بين الأفراد، مثل قول الأخت لأختها (لا تتأخري!).
- لام الأمر: تعرف هذه الحرف بإسم لام الطلب لأنها تدل على الطلب. إذا كانت في الجملة من الأعلى إلى الأقل، فتدل على الأمر، على سبيل المثال، عندما يقول المعلم للطالب “لتؤدي واجباتك المنزلية”. أما إذا كانت الجملة من الأقل إلى الأعلى، فتدل على الطلب، على سبيل المثال، عندما يقول الابن لأبيه “لتمنحني بعض المال”. وعندما تكون الجملة متساوية، فتدل على الالتماس، أي الطلب المصحوب بالرجاء، على سبيل المثال، عندما يقول الزميل لزميله “لنتحدث غدا”. وقد تكون حركة لام الأمر هي الكسرة، ولكن إذا جاءت الواو أو الفاء قبلها، فعادة ما تكون ساكنة، كما هو موضح في قوله تعالى: “فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع” [الحج: 15].
الأدوات التي تجزم فعلين
الأدوات التي تجزم فعلين تسمى أدوات الشرط الجازمة، والفعلين الذين تجزمهما هما فعل الشرط وجواب الشرط، وكذلك تربط بين جملتين إذ تكون الجملة الأولى شرط لحدوث الجملة الثانية، وهذه الأدوات هي (إن، ما، مهما، أيان، أينما، أنى، من، أين، حيثما، متى، أي، وكيفما)، وجميع تلك الأدوات عبارة عن أسماء ما عدا إن فهي حرف، وفي الآتي توضيح هذه الأدوات:
- إن: حرف الشرط الثابت يستخدم لربط فعل الشرط بالجواب، ولا يتم تحديد موضوعه، ومثال على ذلك (إن تذاكرت فستنجح).
- من: الشرط الجازم هو اسم يستخدم مع العاقل، ويكون إعرابه في محل نصب مفعول به إذا كان من الأفعال المتعدية، على سبيل المثال: `من تكرم يكرمك`. أو يمكن أن يكون إعرابه في محل رفع مبتدأ مثل: `من يصلي ينال رضا الله`.
- ما ومهما: يعتبران من الأسماء الشرطية الجازمة التي تأتي مع غير العاقل، وتعربان في محل نصب مفعول به في حالة تجاوز فعل الشرط ورابطه بالمعنى، كما في مثال: (مهما تعمل من خير ينفعك)، أو يمكن أن تأتي في محل رفع المبتدأ، كما في مثال: (ما تفعله افعله).
- أين، أينما، أنّى، وحيثما: تشير هذه الأسماء إلى المكان، وتستخدم في نصب مفعول فيه للدلالة على ظرف المكان، مثل (عندما ينزل المطر تخصب الأرض).
- متى، وأيّان: وهما من أسماء الشرط الجازمة التي تشير إلى الزمان، ويكون تحليلهما في موضع نصب مفعول فيه وهو ظرف الزمان) كمثال (عندما يأتي الربيع تزهر الأشجار).
- كيفما: تدل على الحال، ولكن من الضروري أن يكون فعل الشرط وجوابه بذات اللفظ، ويجب إعرابها في محل نصب الحال، مثل: (كيفما تعامل أصدقائك يعاملوك).
- أي: جميع أدوات الشرط الجازمة ما عدا أي فهي معربة، وتعرب وفقا لما يتم إضافتها إليه، فإذا أضيفت إلى اسم علم فإنها تكون مبتدأ، مثل (أي طالبة تجتهد تتفوق في دراستها)، وأيضا إذا أضيفت إلى زمان أو مكان فإنها تكون مفعولا به، مثل (أي بلد تسافر إليه تجد أصدقاء).
أمثلة على جزم الفعل المضارع
توجد في الشعر العربي والقرآن الكريم العديد من الأمثلة النحوية على جزم الفعل المضارع سواء كان لفعل مضارع واحد أو فعلين مضارعين، ومن الأمثلة على ذلك:
- قول الله تعالى: الآية “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا”، تحتوي على فعل مضارع مجزوم وهو “تمش”، وإعرابها هو: فعل يتكرر في المستقبل بدون تحديد الزمن وعلامة تكراره حذف حرف العلة من آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره “أنت.
- قول الشاعر: في هذا البيت، إذا لم يضع الإنسان قدمه بثبات على الأرض، فإنه سينزلق. تجد في هذه الجملة فعلين مضارعين يقدم ويزلق مجزومين. يكون إعراب “من لا يقدم” فعل مضارع مجزوم بواسطة اسم الشرط الجازم من وعلامة جزمه السكون، والفاعل هو ضمير مستتر تقديره هو. وكذلك إعراب الفعل المضارع “يزلق”: فعل مضارع مجزوم بواسطة اسم الشرط من وعلامة جزمه السكون، والفاعل هو ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
- قول الله تعالى: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله”، ففي هذه الآية الكريمة، الفعلين المضارعين (يكونوا) و(يغنهم) مجزومان، والإعراب هو: (يكونوا) فعل مضارع ناقص مجزوم بحرف الشرط إن، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع اسم يكون، أما إعراب (يغنهم) فهو: فعل مضارع مجزوم بإن وعلامة جزمه أن حرف العلة الأخير منحوس، و(الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.