الوقاية الصحية

أخيرا.. حقيقة خطورة مادة ” الجلوتامات” الموجودة ب ” إندومي”

من وقت لآخر تنتشر شائعات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أبرز هذه الشائعات هو خطورة الأندومي أو المعكرونة سريعة التحضير والمسماة بالنودلز، حيث تضمنت هذه الشائعات أن الإندومي يحتوي على مادة ” الجلوتامات” أو مادة ” e621″ وهي من أخطر محسنات الطعم التي تؤدي إلى إتلاف خلايا المخ، وتسبب سرطان الدماغ، ضعف الذاكرة، فقدان القدرة على التركيز، تدهور القدرات العقلية، زيادة معدل الغباء، إضافة إلى حدوث أمراض عصبية كالشلل والرعاش والزهايمر والصداع المزمن، وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم، الإصابة بالسمنة الغير قابلة للعلاج، فما حقيقة خطورة مادة الجلوتامات الموجودة في  الإندومي على صحة الإنسان؟

ما هي الجلوتامات
الجلوتامات هي ملح مكون من الصوديوم، وتسمى اختصارا MSG، بينما e621 هو الرمز الغذائي الخاص بها. وتشتق الجلوتامات من حمض الجلوتاميك، وهو أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتين. وبالتالي، توجد مادة الجلوتامات بشكل طبيعي في اللحوم والدواجن والأسماك والألبان وحليب الأم وغيرها من الأطعمة. يتم إنتاجها عن طريق عملية تخمر بكتيرية تشبه العملية المستخدمة في صناعة الخل والألبان. وتعرف هذه المادة بأسماء أخرى مثل أكسنت وفيتزين وأجينوموتو. وتستخدم منذ القدم في المطبخ الآسيوي لإضفاء النكهة اللذيذة. وكانت تستخدم في الأصل على شكل مستخلص أعشاب بحرية. اكتشفها اليابانيون في عام 1906، واكتشفوا أن المادة الفعالة فيها هي الجلوتات، وسجلوها كبراءة اختراع في عام 1909 باسم شركة Adjinomoto اليابانية، والتي تعني باليابانية “أصل المذاق”، وهي الشركة المنتجة للإندوم.

استخدمت مادة الجلوتامات في الأكلات الآسيوية ثم انتشرت إلى كل المطابخ العالمية، حيث يؤدي تأثيرها المشترك مع حمض الجلوتاميك في البروتين النباتي لمضاعفة الإحساس بالنكهة التي تصبح ثمانية أضعاف النكهة الأساسية والتي استخدمت لزيادة استساغة الأغذية البروتينية وتقليل إضافة ملح الطعام.

الهيئة العامة للغذاء والدواء تحسم الأمر
تفاعلت الهيئة العامة للغذاء والدواء مع تباين الآراء حول خطورة مادة `جلوتامات الصوديوم` المضافة إلى بعض الأغذية، وأشارت الدراسات التي أجرتها الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء إلى عدم وجود علاقة مؤكدة بين مادة جلوتامات الصوديوم وبين بعض الأمراض مثل الزهايمر والأمراض العصبية الأخرى المشتبه في أنها تسببها، حيث أكدت الدراسات أن هذه المادة آمنة وأن أعراض التحسس التي يعاني منها البعض ترجع إلى الحساسية من هذه المادة ولا ترتبط بأي أمراض مزمنة مثل تلف خلايا المخ والتأثيرات العصبية الأخرى.

أشارت الهيئة أيضا إلى وجود حالات مرضية معينة يتم رصدها بواسطة بعض الجهات الصحية في بعض البلدان، وتتضمن هذه الحالات أعراضا مثل صداع واحمرار الوجه والتعرق وشد في منطقة الوجه، وتنميل وحرقة في الفم، وزيادة في نبضات القلب، وألم في الصدر، وغثيان وضيق في التنفس. نصحت الهيئة الأشخاص الذين يتحسسون لمادة الجلوتامات بأن يكونوا حذرين عند تناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة، حيث يمكن أن يلاحظ أعراض الحساسية بسهولة مثل احمرار الوجه وضيق التنفس وزيادة ضربات القلب وتنميل العضلات.

نصحت الهيئة بضرورة قراءة معلومات البطاقة الغذائية قبل شراء المنتجات الغذائية التي تحتوي على مادة الجلوتامات، وعدم المبالغة في استخدامها وإضافتها للطعام سواء في المنزل أو في المطاعم، ونصحت الهيئة بإبعاد هذه المادة عن غذاء الأطفال كإجراء وقائي.

الإندومي آمن على صحة الإنسان
أخيرا، أثبتت الدراسات أن مادة الجلوتامات بريئة من التهم الموجهة إليها، وبالتالي، فإن الإندومي أيضا بريء. فوجبة الإندومي هي وجبة سريعة التحضير وأيضا وجبة غير متوازنة لأنها تفتقر إلى العديد من العناصر الغذائية. كما أنها تحتوي على مكونات تسبب السمنة وتفتقد إلى البروتين والفيتامينات والمعادن والألياف والخضروات. لذلك، لا ينبغي الاعتماد عليها كوجبة غذائية. والأفضل للاستمتاع بالإندومي هو تناولها بشكل متوازن، عن طريق إضافة نصف كمية التوابل الموجودة في الإندومي للحد من استهلاك الملح، مع إضافة مكونات إضافية مثل البيض المسلوق أو الكابوريا أو الدجاج المطبوخ، والجمبري أو الخضروات الورقية مثل السبانخ لزيادة القيمة الغذائية للوجبة والاستمتاع بطعم الإندومي الرائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى