اسلامياتالقران الكريم

أحكام المرأة في سورة النساء

ما هي أحكام المرأة في سورة النساء

تمتعددة هي حقوق المرأة وواجباتها، وتوجد أحكام كثيرة تتعلق بالمرأة بشكل خاص ولا يجب أن تجهلها أي طرف حتى لا يقع أحد في الفخ، وتتمثل أحكام المرأة في سورة النساء في الآتي:

الأنكحه المحرمة في سورة النساء

جاءت سورة النساء المباركة لتوضيح طبيعة النكاح السليمة، حيث إن الجاهلية كانت تعيش فترة سوداء من الجهل والهمجية والفواحش والمحرمات، فكان هناك أربعة أنواع من النكاح وتسمى الأنكحه المحرمة، كون أن جميعهم لا يمكن أن يكونوا على الفترة السوية ولا الطبيعية، وتتمثل أنواع النجاح في الجاهلية في:

  • نكاح الاستبضاع

يتمثل هذا العرف في إرسال الرجل زوجته إلى رجل آخر يشتهر بقوته وصلابته، ليجامعها بعدما تطهر من الطمث، وذلك للحصول على ذكر يحمل صفات الرجولة من القوة والشجاعة والكرم.

  • نكاح الرهط

يتمثل المعنى الحقيقي للزواج الجماعي في أن يشارك مجموعة من الرجال امرأة واحدة حتى وإن بلغ عددهم عشرة رجال، وعندما تنجب المرأة، تجتمع المجموعة، ويخبرون بأن هذا الطفل ينتمي إلى أحدهم، ولا يمكن لأي شخص منهم أن يرفض هذه النسبة، ويتم اختيار الرجل الذي تحبه المرأة ليكون والد الطفل.

  • نكاح البغايا

نكاح النساء البغايا في الجاهلية كان يتم عندما يضع الرجال رايات على أبواب منازلهم لتكون علامة، وكانت تعتبر حرفة يحصلون منها على المال، وإذا حملت المرأة، فإنهم قاموا بنسب الولد إلى أحد الرجال الذين جامعوها ويشبه الولد.

يحرم الإسلام أيضًا نكاح المقت، ويقصد به أن يتزوج الولد من زوجة أبيه حتى بعد وفاته، ويأتي ذكره في سورة النساء حيث يقول الله تعالى: `وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا`.

  • نكاح المخادنه

يعني الجماع غير المشروع بين الرجل والمرأة قبل الزواج، وبدون عقد ولا إشهار، والزواج الشرعي يتم عن طريق العقد والإشهار، والله تعالى يقول “ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض ۚ فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ۚ فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ۚ ذٰلك لمن خشي العنت منكم ۚ وأن تصبروا خير لكم ۗ والله غفور رحيم

  • نكاح الإرث

هو النجاح الذي يورثه المرأة كالمتاع والأنعام، حيث تصبح ضمن الميراث الذي يوزع على الأقارب وأصحاب التركة بعد وفاة زوجها أو أبيها، وهو صورة سيئة للجاهلية، حيث إن معاملة المرأة كالبعير معاملة لا تليق بها، لذا فالدين الإسلامي منحها جميع الحقوق التي تكرمها وتحفظ قيمتها.

القوامة

حق الرجل هو أن يكون قواما على المرأة، وهذا ليس تفضيلا، بل هو مسؤولية. فالجميع متساوون أمام الله في الحساب يوم الدين. ولكن قوامة الرجل تأتي في إطار مسؤوليته كراع للمرأة، حيث يعتني بها ويوفر لها احتياجاتها بشكل كامل. وهذا لا يعني سيطرته أو تحكمه فيها، بل يعني رعايتها كراع مسؤول عنها.

يقول علماء الفقه والتفسير أن قوامة الرجل على المرأة يعود لأمرين، وهما

  1. أمر فطري: في الطبيعة، يتحلى الرجل قيادة المرأة، ويعتبر صاحب المسؤولية عن الأسرة والراعي الذي يتحمل مسؤولية توفير جميع احتياجات المنزل.
  2. أمر اجتماعي: يتطلب الحياة الاجتماعية لأهل الشرق القوامة للرجل، لأن المروءة والشهامة صفات الرجل المسلم العربي بشكل خاص.

نشوز الزوجة

النشوز هو العصيان عن ما يقوله الزوج وعصيانه، وبغضه، وهذا امر محرم في الدين، كونه هو من له القوامة، وهو الراعي السؤول عن الأسرة فيجب احترامه وعدم عصيانه، حيث إن الامر يقع تحت عنوان النشوز، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة النساء آية 34 “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”

في حالة نشوز المرأة عن زوجها، يمكن للزوج أن يعيد زوجته عن الفعل الذي ارتكبته منخلال مجموعة من الإجراءات المحددة

  • الوعظ

يجب على الزوج أن ينصح زوجته في حالة عصيانها لله، وذلك لمرضاة الله عز وجل، وهذا الأمر يثاب عليه الرجل. وينبغي للرجل أن يتقبل سلوك زوجته وأن يصبر عليها حتى تعود إلى الطاعة وتطيع ربها.

  • الهجر

تختلف آراء العلماءفي هذا الحكم ومعناه، حيث أن الهجرة هي واحدة من الأساليب المباحة التي يمكن للرجل استخدامها لتأديب زوجته.

  • الضرب

لا يستخدم الضرب في الدين الإسلامي إلا في حالات معينة، وقليلة جداً، ويعتبر حالة خاصة حيث إن الدين الإسلامي كرم المرأة ومنع إهانتها، وجعلها كريمة مكرمة، كما أن الضرب يهين المرء ويشعره بالدونية، ليس فحسب بل أن للضرب شروط فلا يكون ضرب مبرح ومؤلم، بل هو من أجل التأديب وعدم العودة للأفعال مرة أخرى، ولا يكون على الوجه، ولا يكون مرهق للبدن، ولا مؤذي، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” لا يجلد أحدكم أمرأته جلد العبد، ثم يجامعها في أخر اليوم”.

تعدد الزوجات

تعدد الزوجات أمر مباح في الإسلام، ولكن بعدة من الشروط ولعدة أسباب يجب توافرها، فالأمر لا من أجل ظلم الزوجة او أهانتها او شعورها بالنقص والظلم، بل لعدم الوقوع في الفواحش وعدم فساد المجتمع لا أكثر، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف دين شامل ومكتمل، فغطى جميع القضايا، حتى التي تخص المشاعر وأحكام المجتمع، وكل ما يخطر على بال إنسان.

حيث تحدد الزواج من أربعة نساء لا أكثر، ففي الجاهلية عكس ما يعرف الناس أن الزواج كان من واحدة والإسلام أباح التعدد، لا بل كان يمكن للرجل الزواج دون حدود وبلا تنظيم، ولأن الإسلام دين عادي ألزم الزوج بتحمل المسؤولية ومعرفة ما عليه من واجبات وكيفية إرضاء الزوجة وكفايتها مادياً ونفسياً وعاطفياً.

فالعدل أساس الحياة، وهو المبدأ السامي للعيش، والأسلوب الحضاري والنظام الإلهي للبشرية، والله تعالى أمر بالعدل بين الرجل والمرأة، وعدم الجير على حقوقها، أو ظلمها، حتى حين شرح الإسلام التعدد وسمح للرجل أن يتزوج من ثانية وثالثة وراجعة، امر بالعدل، وضيق أمر التعدد في حدود وشروط عدة.

في سورة النساء الآية الثالثة يقول الله تعالى: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى، فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، أو ما ملكت أيمانكم، ذلك أدنى ألا تعولوا). يؤكد هذا على أن الزواج من واحدة هو الأصل، وإذا كان هناك تعدد يجب أن يكون هناك عدل، لكي لا تشعر أي من الزوجات بالحزن أو الظلم.

حقوق المرأة في سورة النساء

جاءت سورة النساء بوضوح توضيح حقوق المرأة، إذ لا يمكن حصر فوائد سورة النساء، حيث أنها تحفظ حقوق المرأة وتبين واجباتها، وتوضح التشريعات الإسلامية في التعامل مع المرأة، إذ تعتبر المرأة الأساسية في تنشئة الأولاد وتحقيق الاستقامة في المجتمع.

حق المرأة في المساواة مع الرجل

يقول الله تعالى في الآية الأولى من سورة النساء: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا” صدق الله العظيم.

وضع الله تعالى عز وجل، المرأة في مكانة مرموقة، حيث سواها بالرجل إذ أن الدين الإسلامي جاء بالمساوة، وهو المبدأ السامي الأول في الإسلام، أن كل الناس متساوون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، كما إن الدين الإسلامي منهجه هو التخلص من العبودية والعيش بحرية وعزة، ففي الجاهلية كانت المرأة تعامل معاملة لا ترضي الله ورسوله، وكانت توأد وتهان وتزل ولا يحسن عشرتها، ولكن بعد مجيء الدين الإسلامي رفع المرأة وجعلها متساوية بالرجل في الخلقة والجزاء في الأخرة، أي أن الجميع يحاسب على أخطاءه ويثاب على حسناته.

توزيع الميراث بالطريقة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية يحمل في طياته حكمة كبيرة، إذ أن الله تعالى يعلم ما لا نعلم، ولا يتعلق الأمر بتقليل شأن المرأة، بل هناك نماذج إسلامية مشرفة للنساء، بما في ذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.

حق المرأة في التصرفات المالية

منح الإسلام المرأة حرية في التحكم في مالها، دون وصاية من أحد مثل الرجل، فالمرأة لها كامل الأهلية في إدارة مالها بالطريقة التي تريدها، ولا أحد لديه الحق في الاعتراض أو المناقشة. كما منحت المرأة حق الاختيار في الإجازة أو الوصاية أو الوكالة أو الاستثمار في مالها بحرية ورغبتها.

ففي الجاهلية كانت تحرم المرأة من الميراث تماماً، حتى لو كان ميراث كبير فلا تنال منه شيء، حيث إن الدين الإسلامي رفض بطش الجاهلية، وجاء بالتنوير ورد الحقوق ومنح الخيرات، إذ يقول الله تعالى في سورة النساء آية 7، “لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا “

حق المرأة في حسن العشرة

من خصائص سورة النساء توضيح حقوق المرأة في العلاقات الزوجية، والهدف من العلاقة الزوجية السليمة هو أن تعيش المرأة حياة كريمة تليق بالمرأة المسلمة الصالحة، حيث يجب أن لا تتعرض للإهانة أمام أطفالها ولا أمام نفسها، فالإهانة تؤدي إلى تفكك الأسرة وتشوه الثقة، وتؤدي إلى نشوء جيل غير مستقر وغير موثوق به، فالأم هي القدوة الحسنة ويجب عدم إهانتها أو إهمالها أو إذلالها، فمن يحترمها هو شخص كريم ومن يهينها فهو شخص منحط.

جاء الأمر الذي يتعلق بمعاملة المرأة باللطف واللين مباشرة في سورة النساء، وهو حكم من الله الواحد الأحد وأمر يجب تنفيذه، فقد قال العزيز الحكيم في آية 19 من سورة النساء: “يا أيها الذين آمنوا، لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها، ولا تعضلوهن لتأخذوا بعض ما أعطيتموهن، إلا إذا فعلن فاحشة مبينة، وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

إحسان المرأة يشمل توفير كافة احتياجاتها المادية من الطعام والشراب وغيرها، بالإضافة إلى الرعاية النفسية، فالعطاء ليس محصورًا في الأمور المادية فقط، بل يشمل المودة والرحمة والسكينة والمحبة والكلمة الطيبة، وهي أفضل الهدايا لللمرأة.

ومن حقوق المرأة التي تجلب عيشة هنيئة مع الزوج:

  • الصبر عليها عند طيشها، فهي ضعيفة.
  • التلطف والمداعبة فإنهم يلينوا القلب.
  • عدم إيذائها بالقول أو الفعل.
  • الإنفاق عليها وعد تضيق الأمور.
  • لا يعتزل الزوج زوجته.
  • عدم الميل لغيرها، او قول ما ينفرها.
  • ثق بها، ولا تعذبها بأي أمر تصدر منها.
  • إذا كان بمقدورها، فعليها توفير سكن وخدمات لها.
  • عدم الكذب على الزوجة، وعدم خداعها.
  • مناداتها بالأسماء المحببة لديها.
  • أن يتزين لها كما يريد أن تتزين له.
  • يتم التودد والتقرب منها عن طريق احترامها وعائلتها وتقديم الهدايا لها.

حق المرأة في الصداق

يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 4: `وآتوا النساء صدقاتهن نحلة، فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا.` المهر من حقوق المرأة، ويجب أن يتم دفعه بالكامل؛ فهو جزء من أموالها الخاصة التي لا يجوز لأحد الاستيلاء عليها.

تم نزول الآية السابقة لحفظ حقوق المرأة، حيث كانت تحرم المرأة في الجاهلية من مهرها ولا تأخذ حقوقها، وكان زوجها يستبد أموالها دون رضاها.

حق المرأة في الميراث

يقول الله تعالى في سورة النساء الآية 19: “يا أيها الذين آمنوا، لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها.” صدق الله العظيم. في الجاهلية، كانت المرأة تورث مثل الحيوانات والثروات والأموال، ويورثها أقارب الميت. لم تكن للمرأة في الجاهلية أي قيمة، لذا حرص الدين الإسلامي على تكريم المرأة وتحريرها من بطش الجاهلية وسوء المعاملة، وحدد لها حق ميراث محدد في التركة، وجعلها حرة مكرمة لا يتحكم فيها أحد، ولا تباع ولا تشترى ولا تورث، بل يعطى لها حقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى