أحاديث عن النظافة البيئية
تعد النظافة من أهم القيم التي أكدها الإسلام، وتعتبر من القيم الإنسانية والدينية البارزة. ينظر إليها الإسلام بمعنى النظافة الشخصية ونظافة البيئة المحيطة بالإنسان كجزء من الإيمان القوي. فالنظافة ليست مضرة ولا مؤذية في الدين، وتعرف النظافة في الإسلام على أنها سلوك اجتماعي وحضاري وإيماني، وهي سلوك يعكس إيمان الفرد وحسن سلوكه الذي يحظى به قبول الآخرين.
النظافة في الإسلام
هناك العديد من الآيات القرآنية التي تشير إلى النظافة مثل الطهارة والاغتسال من الجنابة والنجاسة والوضوء والتيمم وعدم لمس النساء في فترة الحيض والنفاس، ويوجد العديد من الأحاديث التي أهتمت بالنظافة وخاصة النظافة البيئية كجزء من النظافة، والمقصود بها نظافة المكان الذي يتواجد فيه الإنسان مثل البيت أو مكان العمل أو الدراسة أو المسجد أو الأماكن العامة مثل الشوارع والحدائق والأسواق.
احاديث عن النظافة
حث النبي صلى الله عليه وسلم على النظافة البيئية في العديد من الأحاديث النبوية، وأكد على أهمية الحفاظ على الأماكن نظيفة وعدم تلويثها بالملوثات العضوية وغير العضوية، وذلك لأنه أوضح أنها ملك للجميع وليست حكرًا لأي شخص يستطيع التصرف بها كيفما يشاء. ومن بين أحاديث النظافة الشهيرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: `اتقوا اللعانين`، فقالوا: ومن اللعانين يا رسول الله؟ فقال: الذي يتخلَّى في طريق الناس أو في ظلِّهم. واللعان هو الذي يسب الناس باللفظ البذيء.
قال أبو هريرة، رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يدخل يده الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده.
حكى معاذ بن جبل – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: `اتقوا الثلاثة التي يلعنها الناس: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل` .
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال -صلى الله عليه وسلم-: `لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه` .
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: `طَهِّرُوا أفْنِيَتَكُمْ، فإِنَّ اليهودَ لا تُطَهِّرُ أفنِيَتَها`، وذلك حديثًا نقله سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- .
حكى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “سيأتي صاحب النخامة للمصلين يوم القيامة وهي في وجهه.
محاربة التلوث البيئي
الدين الإسلامي هو دين متكامل يهتم بكافة الحاجات الخاصة بالإنسان من الناحية العقائدية والدينية والروحية والصحية، لأن الإنسان السليم هو الخالي من الأمراض، وهو القادر على عمارة الأرض والقيام بكافة الواجبات الدينية والدنيوية، وهذا ما يساعده على تحقيق السعادة لنفسه ولدينه ومجتمعه.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال -عليه الصلاة والسلام-:لا ينبغي لأحدكم التبول في الماء الراكد الذي لا يتدفق، ثم يغتسل فيه”، وقيل أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد أشار في هذا الحديث المروي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – إلى ضرورة الاهتمام بنظافة الأماكن العامة التي يشترك فيها الناس جميعا ومحاربة جميع أسباب التلوث البيئي. وبذلك، سبق النبي – صلى الله عليه وسلم – جميع النظريات والأساليب المتبعة للحفاظ على البيئة في هذا العصر.