أحاديث شريفة عن الرزق
يمنح الله سبحانه وتعالى العباد رزقهم بشكل متساو، ولكن يختلف كمية الرزق بين عبد وآخر، فقد يجد الإنسان الرزق في المال ولكن لا يجده في الصحة، وقد يجده في النسل ولكن لا يجده في البركة، وهذا يتضح من الأحاديث الشريفة الصحيحة عن الرزق التي سنذكرها في السطور التالية .
أحاديث شريفة عن الرزق
الرزق يكتب للعباد وهم في بطون أمهاتهم
يكتب رزق العبد وأجله وجنسه قبل ولادته؛ وذلك بناء على ما رواه البخاري ومسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أن الله عز وجل يكلف ملكا بالرحم، ويقول له: يا رب، نطفة أو علقة أو مضغة، فإذا أراد الله خلقا، يسأل الملك: يا رب، ذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ وما الأجل؟ فيكتب ذلك في بطن الأم.
الصدقة من أوسع أبواب استجلاب الرزق
فالله يرزق المؤمن من حيث لا يحتسب: فقد جاء في الحديث الذي يرويه علي بن الحسين بن علي قوله: (اجتمع عليُّ بنُ أبي طالبٍ وأبو بكرٍ وعمرُ وأبو عبيدةَ بنُ الجرَّاحِ فتمارَوْا في أشياءَ، فقال لهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ: انطلِقوا بنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نسألُه، فلمَّا وقفوا على النَّبيِّ عليه السَّلامُ قالوا: يا رسولَ اللهِ جِئنا نسألُك، قال: إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتُكم بما جئتم له، قالوا أخبِرْنا يا رسولَ اللهِ، قال: جئتم تسألوني عن الصَّنيعةِ لمن تكونُ؟ ولا ينبغي أن تكونَ الصَّنيعةُ إلَّا لذي حسَبٍ أو دِينٍ، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ يجلِبُه اللهُ على العبدِ، اللهُ يجلبُه عليه فاستنزِلوه بالصَّدقةِ، وجئتم تسألوني عن جهادِ الضَّعيفِ، وجهادُ الضَّعيفِ الحجُّ والعمرةُ، وجئتم تسألوني عن جهادِ المرأةِ، وجهادُ المرأةِ حُسنُ التَّبعُّلِ لزوجِها، وجئتم تسألوني عن الرِّزقِ من أين يأتي وكيف يأتي، أبَى اللهُ أن يرزُقَ عبدَه المؤمنَ إلَّا من حيث لا يحتسِبُ).
الذّنوب سببٌ لمنع الرزق
فقَد يُحرَمُ العبدُ الرزق مع أنّه مكتوبٌ له، بسبب ذنبٍ أذنبه أو معصيةٍ أصابها، فقد روى ثوبانَ مولى رسولِ الله عن الرَّسولِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنَّه قال: (إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه)؛ فيكون ارتكاب المعاصي والذُّنوبِ سبباً في حرمان الرزق بناءً على النصّ السّابق، أو أنّ العبد يأخذ رزقه لكنّه يُحرَمُ برَكتَه، فلا يأتيهِ رِزقَهُ الذي كتبه الله له إلَّا مُنغَّصاً لا بركة فيه. كما أنّ الزّنا كذلك من المعاصي التي تستوجب منع الرزق، فعَن عبد الله بن عمر -رضِيَ اللهُ عنهُ- عن رَسولِ اللهِ -عليهِ الصَّلاة والسَّلامُ- أنَّه قال: (الزِّنا يورِثُ الفقرَ)، حيث إنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قَرَن الزِّنا بالفَقر في أكثَرِ من مَوضِعٍ، وفي الحديث السابق خصوصاً ممّا يُشير إلى دور الزّنا في منع الرزق.
الرّبا يمنع الرزق وينسف الحلال
: عندما قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: “ما من قوم يتعاملون بالربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يتعاملون بالرشا إلا أخذوا بالرعب”، فهو يشير إلى أن أي مجتمع يستخدم الربا سيتأثر بنقص الزراعة، وهذا هو الطريق الأول لتوفير الرزق، كما ستفقد البركة في رزقهم. وقد قال الله تعالى عن ذلك: “يمحق الله الربا ويربي الصدقات ۗ والله لا يحب كل كفار أثيم.
نَقصُ المِكيالِ والمِيزان
وتشهد تاريخ الأمم السابقة على صدق هذا السبب ووضوحه، وقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمته من الفقر والخراب؛ فروى عبد الله بن عمر: (جاءنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: “يا معشر المهاجرين، إن هناك خمسا إذا ابتليتم بها وأعوذ بالله أن تدركوها، لم يظهر في قوم حتى يعلنوا بها الفساد إلا أصيبوا بالأوبئة والأمراض التي لم تكن موجودة في أجدادهم الذين سبقوهم، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذت منهم السنين والشدائد والظلم، ولم يمنعوا زكاتهم إلا منع الله المطر عنهم، ولولا الحيوانات لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم أعداء غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم يحكموا حكم كتاب الله واختاروا ما أنزل الله به إلا جعل الله بأسهم بينهم).
صلة الرَّحم تجلب الرّزق وقطعها سببٌ لمنع الرزق
من يتصدق على قريبه يتصدق الله عليه ويرزقه، وتزداد البركة في ماله ويرزقه من حيث لا يحتسب. قال عليه الصلاة والسلام: (من أراد أن يزاد في رزقه ويطول في عمره فليتق الله وليصل رحمه). ومن أبرز الآثار الناتجة عن قطيعة صلة الرحم أن يحرم الإنسان من الرزق، وتصيبه الهموم والأحزان، وتنزع البركة من ماله.