أجمل ماقيل في مدح اللغة العربية
اللغة العربية
تعد اللغة العربية من أعرق وأثرى اللغات التي عرفتها البشرية، ولا يدل على مرونة اللغة العربية واتساعها وشموليتها كثرة مفرداتها التي تعد بمئات الألوف فحسب، ولكن يدل على ذلك أيضًا كثرة الروافد والطرائق التي تغذي اللغة العربية وتسمح لها بالتوليد والإضافات مثل القياس والاشتقاق والنحت والتعريب وغيرها.
أقوال أعلام الأمة في مدح اللغة العربية
هناك الكثير من الأقوال الشهيرة التي تمجد اللغة العربية وتعبر عن الاهتمام بها من قبل أشهر شخصيات الثقافة العربية، ومن بينها:
- قال الفاروق عمر ضي الله عنه: تعلموا اللغة العربية لأنها تزيد من الرفعة والكرامة، وتعلموا اللغة العربية لأنها جزء من الدين.
- قال شعبة: تعلموا اللغة العربية؛ فإنها تزيد في العقل.
- قال عبد الملك بن مروان: قال: “أصلحوا ألسنتكم؛ فإن المرء يتحمل عواقب الكلام الذي ينطق به، ولا يمكنه أن يتحمل عواقب الكلام الذي ينطق به الآخر، وجمال الرجل في صوته الجميل.
- قال الثعالبي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحب الله، أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي، أحب العرب، ومن أحب العرب، أحب اللغة العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب.
- قال أحد العلماء: إن الله عندما أنزل كتابه باللغة العربية، وجعل رسوله يبلغ الكتاب والحكمة بلغة عربية، فإن الطريقة الوحيدة لضبط الدين وفهمه هي ضبط هذه اللغة، وبالتالي فإن معرفة اللغة العربية جزء من الدين.
أقوال غربية في مدح اللغة العربية
الحق هو ما اعترف به الأعداء، إذ لم يجد أعداء اللغة العربية والعروبة بديلاً عن الاعتراف بالحق الواضح والجلي فيما يتعلق بحقيقة اللغة العربية.
- قال إرنست رينان في كتابه تاريخ اللغات السامية: تميزت تلك اللغة بفوقيتها في عدد الكلمات، ودقة معانيها، وترتيبها الجيد، وقد تم الكشف عنها دفعة واحدة دون تدرج.
- قال المطران يوسف داود الموصلي في مدح اللغة العربية: لغات العالم الأخرى تقترب من قواعد المنطق، وعباراتها طبيعية وسلسة.
- في دردشة مع الباحث الشرقي ماسينون في عام 1949، تحدث عن تكوين اللغات المختلفة وأوضح أن اللغة العربية تفوقت على العبرية والسريانية في قدرتها على دمج خصائص اللغات السامية والميزات الخاصة بها، مثل نطاقها الصوتي الواسع من الحلق إلى ما وراء الشفتين. وهذا أدى إلى تحقيق توازن صوتي واستقرار، بالإضافة إلى ربط قوي بين كلماتها. لكل صوت في اللغة العربية خاصية ومخرج، ويثير إحساسا ودلالة، ويحمل معنى داخليا، وينعكس ويتردد ويتأثر.
- قال أحد المستشرقين في مدح اللغة العربية: لا يوجد في العالم لغة تتمتع بالروعة والعظمة مثل اللغة العربية، ولكن لا يوجد في العالم أمة تحاول بوعي أو بدون وعي تدمير لغتها مثل الأمة العربية.
أجمل الأبيات في مدح اللغة العربية
الشعراء يمجدون اللغة العربية في قصائدهم مثل حافظ إبراهيم وأحمد شوقي وغيرهم، ومن أمثلة ذلك
- قصيدة بعنوان `في رحاب الضاد` للشاعر عبد الرزاق الدرباس
بكِ تاجُ فخري و انطلاقُ لساني
و مرورُ أيامي و دفءُ مكاني
لغة الجدودِ و دربُنا نحوَ العُلا
و تناغمُ الياقوتِ و المَرجان ِ
هي نورسُ الطهرِ الذي ببياضِهِ
يعلو الزُّلالُ ملوحةَ الخلجان ِ
رفعَتْ على هام ِالفخارِ لواءَها
بالسيفِ و الأقلامِ و البنيان ِ
من ميراث `مربدِها` وسوق `عُكاظِها`
جذرٌ يغذّي برعمَ الأغصان ِ
من ثغْر ِ”عبلتِها” و بَيْن ِ”سُعادِها”
تهمي دموعُ العاشق ِالولهان ِ
قفْ في رحاب ِالضادِ تكسبْ رفعةًً
فمجالُها بحرٌ بلا شُطآن ِ
اللهُ أكرمَها و باركَ نطقَها
فأرادَها لتَنَزُّل ِالقرآن ِ
” اقرأْ ” فمفتاحُ العلوم ِقراءةٌ
عمَّتْ بشائرُها على الأكوان ِ
علم وفكر، حكمة ومواعظ
فقه وتفسير وسحر البيان
و عَروضُها نغمُ العواطف ِو الهوى
و مآترٌ تبقى مدى الأزمان ِ
عربيةٌ ، و العرْبُ أهلُ مضافةٍ
و فصاحةٍ و مروءةٍ و طِعان ِ
عربيةٌ ، و المصطفى أرسى بها
منهاجَ صرْح ٍثابت ِالأركان ِ
فغدَتْ على الأيام ِ صوتَ حضارةٍ
تسمو بنورِ العلم ِو الإيمان ِ
هيَ في حنايا الروح نبْضةُ خافقي
و من المحبَّة صدقُها المتفاني
لا تهجرُوها فهي حِصْنٌ ثباتِنا
و خَلاصُنا من خيبة ِالخُسْران ِ
و خُلاصةُ القول ِالطويل ِعبارةٌ
سارتْ بمعناها خُطَا الرُّكبان ِ:
ما بَرَّ قومٌ أمَّهمْ و لسانَهمْ
إلا و حازُوا السَّبقَ في المَيدان ِ
و إذا أهَانُوها فإنَّ مصيرَهم ْ
عَيْشُ الهَوان ِو ذلَّةُ الخِذلان ِ
- قصيدة `إن الذي ملأ اللغات محاسنا` للشاعر أحد شوقي
هذه قصيدة جميلة لأحمد شوقي عن اللغة العربية ، وهي واحدة من أفضل القصائد التي كتبت عن اللغة العربية
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ
هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ
نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِم
إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ
وَنَبُثُّهُم عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِم
مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ
وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في
وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ
إِنَّ المَغالِطَ في الحَقيقَةِ نَفسَهُ
باغٍ عَلى النَفسِ الضَعيفَةِ عادِ
قُل لِلأَعاجيبِ الثَلاثِ مَقالَةً
مِن هاتِفٍ بِمَكانِهِنَّ وَشادِ
لِلَّهِ أَنتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا
هَذا الجَلالَ وَلا عَلى الأَوتادِ
لَكِ كَالمَعابِدِ رَوعَةٌ قُدسِيَّةٌ
وَعَلَيكِ روحانِيَّةُ العُبّادِ
أُسِّستِ مِن أَحلامِهِم بِقَواعِدٍ
وَرُفِعتِ مِن أَخلاقِهِم بِعِمادِ
تِلكَ الرِمالُ بِجانِبَيكِ بَقِيَّةٌ
مِن نِعمَةٍ وَسَماحَةٍ وَرَمادِ
إِن نَحنُ أَكرَمنا النَزيلَ حِيالَها
فَالضَيفُ عِندَكِ مَوضِعُ الإِرفادِ
هَذا الأَمينُ بِحائِطَيكِ مُطَوِّفاً
مُتَقَدِّمَ الحُجّاجِ وَالوُفّادِ
إِن يَعدُهُ مِنكِ الخُلودُ فَشَعرُهُ
باقٍ وَلَيسَ بَيانُهُ لِنَفادِ
إيهِ أَمينُ لَمَستَ كُلَّ مُحَجَّبٍ
في الحُسنِ مِن أَثَرِ العُقولِ وَبادي
قُم قَبِّلِ الأَحجارَ وَالأَيدي الَّتي
أَخَذَت لَها عَهداً مِنَ الآبادِ
وَخُذِ النُبوغَ عَنِ الكِنانَةِ إِنَّها
مَهدُ الشُموسِ وَمَسقَطُ الآرادِ
إن لم تكن أم القرى، فهي أم القرى
وَمَثابَةُ الأَعيانِ وَالأَفرادِ
مازالَ يَغشى الشَرقَ مِن لَمَحاتِها
في كُلِّ مُظلِمَةٍ شُعاعٌ هادي
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً
جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ
- قصيدة رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي للشاعر حافظ إبراهيم
رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي