أجمل اشعار أحمد الكيواني
من هو الشاعر احمد الكيواني
الشاعر أحمد بن حسين باشا بن مصطفى بن حسين بن محمد بن كيوان هو واحد من شعراء العصر العثماني المشهورين، ولد في دمشق وتوفي فيها أيضًا، وعاش في مصر لفترة معينة حيث كان يقرأ الشعر لعلماء مصر المشهورين وكان يفعل الأمر نفسه مع علماء بلده .
كان الشاعر أحمد الكيواني ماهرًا جدًا في شعرهونثره، وكان خبيرًا بخاصة النظم والكناية. وللشاعر أحمد الكيواني العديد من الأشعار المشهورة، منها شعر “هفا بفؤادي موهنا صوت صادح” و”بكيت لتغريد الحمائم في الفجر”، ويُعد أحد أهمها وأجملها.
شعر بكيت لتغريد الحمائم في الفجر
يعد شعر “بكيت لتغريد الحمام في الفجر” من أجمل وأشهر أشعار الشاعر أحمد الكيواني، ويتميز بكلماته وأوزانه، حيث يحمل كل بيت منه معنى مميز ومعبر يختلف عن البيت الآخر .
بَكَيت لِتَغريد الحَمائم في الفَجر
وَبرَّح بي وَجدي وزايلني صَبري
وَمِلتُ كَما مالَ النَزيف كَأَنَّما
سَقاني حَنين الوَرق كَأساً مِن الخَمر
وَسارَ بِما أَيقينَ لي مِن تَجَلُدي
نَسيم بَريّا الظاعِنين أَني يَسري
خُذي جَسَداً بِأَريح يَحكيك رِقَةً
فَلاقي بِهِ قَلباً مَع المَركب في أَسرِ
أَيا جسميَ البالي تَجَسَمت مِن ضَناً
وَيا كَيدي الحَرا تَكونتِ مِن جَمر
بَراني الأَسى وَالحُزنُ بَعدَ رَحيلُهُم
فَلم يتَرُكا مني سِوى عِبرة تَجري
غَدوا يَستحنون المطيَّ عَلى السَرى
فَهَل في جُمود الدَمع للصَب مِن عُذر
وَبانوا وَجِسمي فيهِ بَعضُ بَقيةٍ
فَلم يَبقَ مِنهُ ما يُصَوَّر في فكر
تَنازَع روحي لِلخُروج يَد النَوى
فَتَحبِسُها عَنهُ الأَماني في نَحري
أَعلل قَلبي بِالمُنى أَن سَنَلتَقي
وَأَحسبها كَالآل يَلمَع في القَفر
سَفَكتُم دَمي عَمداً وَلَم تَنحَرِجوا
وَعاقبتُموني بِالمَنون بِلا وَزر
لَقَد رَقَّ لي ما تَجَرَعت مِن أَسىً
فُؤاد عَذولي وَهُوَ أَقسى مِن الصَخر
سُهادٌ وَسقمٌ وَاِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ
وَصُبحٌ بِلا ضوء وَلَيلٌ بِلا فَجر
وَدَمعٌ بِلا جفن وَعَينٌ بِلا كَرى
وَقَلبٌ بِلا أنسٍ وَسِرٌّ بِلا ستر
وَكَم قائِلٍ جَهلاً نسلَّ بِغَيرِهِ
شعر لئن حل في دين الهوى لكم ظلمي
قدم الشاعر أحمد الكيواني شعرًا جميلًا آخر بعنوان `لئت حل في دين الهوى ظلمي`، وهو شعر حزين ومعبر يصف كل ما يؤلم روح الإنسان، وفيما يلي نص الشعر:
إذا حل الهوى في دينكم، فإنه يظلمكم
فَهَل حَسَنٌ قَتل المُحب بِلا جُرمِ
كفى حزنًا أن لا حياة ولا ردى
وَلا أَخراً أَرجوهُ لِلحُزن وَالسقم
الأمَ يُظلُّ البين يَشرَب مِن دَمي
وَيَأكُل مِن لَحمي وَيَرتاح مِن ظُلمي
يا ويله، حان الوقت ليشفى وهو مصاب
تَوَلهت حَتّى صِرت أَسأل عَن اِسمي
تَوَلَعت بي يا سقم حَتّى تَرَكتِني
أُراجِع بي وَهمي فَيُنكِرُني وَهمي
وَرُحتُ أُداوي داءَ قَلبيَ بِالصَبا
كَمَن راحَ يَستَشفي مِن السقم بِالسُمّ
إِذا ما أَنتَ تَسري أَقول لَعَلَها
تُخفف مِن كَربي وَتُنقِصُ مِن هَمي
فَتَهفو بِريّاهُم فَتَذكي ليَ الأَسى
وَتَتَرُك رَسم الصَبر اِنحَلَ مِن جِسمي
تَعَلَلت بِالأَرواح فَاِزدَدتُ عِلَةً
فَأَسلَمَت نَفسي لِلمَنون عَلى عِلم
وَراودت قَلبي في التَسَلي بِغَيرِكُم
فَزايَلَني وَاِزدَدتُ كلماً عَلى كلم
فَمَن لي بِقَلب غَير قَلبي أُعارهُ
يَكونُ وَلَو يَوماً مِن الدَهر في حُكمي
وَكَيفَ التَسَلي بِالسَراب مَع الظَما
يتحدث عن الماء أو ظهور البدر مع النجم
عُهودي عَلى عَجم النَوى كَقُلوبِكُم
وَعَهدِكُم في الحُب أَوهَن مِن عَظمي
لَقَد وَسمت أَيدي النَوى الربع بِالبَلى
فَباكرهُ يا دَمعي وَراوحهُ يا وَسمي
تَجَنَب صَبر الصَب في جانب اللَوى
وَأَلوى البَلا بِاللُب في ذَلِكَ الرَسم
ذَكَرت بِهِ أَيام وَصل تَصَرَمَت
فَوَجدي لَها يَنمو وَدَمعي لَها يَهمي
وَأَغيد يَرمي العاشِقينَ بِظَنِهِ
فَيَسطو بِلا ذَنب وَيَقضي بِما يَرمي
تَهيم قُلوب العاشِقين بِطَنِهِ
فَتُصلى سَعير الصَد مِنهُ بِلا إِثم
يُباح لَهُ بِالحُبّ قَسراً إِذا رَنا
وَتَظهَر عَيناهُ الضَمائر بِالرَغم
إِذا بَسَطتهُ سورة الراح وَاِنتَشى
شعر قلبي بحبك يا ظلوم مولع
يتضمن شعر الشاعر أحمد الكيواني المسمى `قلبي بحبك يا ظلوم مولع` أحد أجمل الأشعار الرومانسية التي كتبها الشاعر أحمد الكيواني .
قَلبي بِحُبك يا ظَلوم مُولع
أَبَداً يَذوب عَلَيكَ أَو يَتَصَدَعُ
فَرط الدُنو أَضَرَّ بي وَلربما
جَهل المُتَيم ما يَضُرُّ وَيَنفَع
قَرَّيتني حيناً فَحين مَلَكتِني
أَقصَيتَني وَحَشاشَتي تَتقطَع
قَد برّحت حِمّاي بي وَأَظنها
عَني بِدون مَنيَتي لا تقلع
أَصبَحتُ أَنتَظر الحَمام وَلَم أَخَف
مِنهُ وَلَكن مِن صُدودك أَجزَع
حُكم الإِلَهُ بان أَموت بِلَوعَتي
وَجداً عَلَيكَ وَحُكمُهُ لا يَدفع
فَولعت أَنتَ بِمُهجَتي وَعَذابِها
وَأَنا بِحُبك مُستهام مولَع
يا قَاتِلي بَصدودهِ ماذا تَرى
في مُدنف بِسَلام طَيفك يَقنَع
هَلّا بَعَثتَ لِيَ الخَيال يُعَوِدُني
هَيهات كَيفَ يَزور مَن لا يَهجَع
وَلَكَ البَقاء فَلَستَ أَولُ مَن قَضى
كَمداً وَأَنتَ بِما يَسرّ مُمتع
شعر اصبا الاصيل تحملي
أَصبا الأَصيل تَحمِلي
مِني رِسالة مدنف
وَخُذي مِن الشَرف المُني
ف إِلى الجَناب الأَشرَف
وَتَشَبثي عَني بِأَذ
يال الغَزال الأَهيف
وَأَستَأنِفي لَثم التُرا
ب لَدَيهِ لا تَستَنكِفي
وَصَفى لَهُ بَعض الَّذي
لاقَيتُهُ وَتَلَطُفي
وَتَفرَّسي في وَجهِهِ
يَبدو الضَمير وَتَعرفي
فَالوَجه وَالعَينان عُن
وان الضَمير المُختَفي
وَالماء لا يَخفي القَذا
عَن ناظر المُستَشرِف
أَفَكَيفَ يَخفى الغُش في
وَجه المَليح الأَلطَف
فَإِذا رَأَيتِ بِهِ الرَضى
قُولي وَلا تَتَوقَفي
هَلا رَتيت لِمُدنَفٍ
بادي الشَجون معنف
يَعقوب حُزن لَم يَجد
صَبراً لَهُ عَن يُوسف
فعل الغَرام بِلُبِهِ
فعل المُدام القرقف
يَمضي عَلَيهِ اللَيل بَي
ن تَوجُع وَتَلهف
قَلب يَمور وَمُقلة
أَجفانِها لَم تَطرف
كَلفتهُ صَبراً وَمَن
يَشتاق غَير مُكلف
مَولايَ أَو بَقَت المُتي
م بِالصُدود المُتلف
يا وَيحَهُ إِذ أَنتَ لَم
تَرحَم وَلَم تَتَعَطف
وَمَن الَّذي يَرعى الوَفا
ء لِعاشق أَن لَم تَف
إِن أَمسَت الغَبَرات خَي
فة كاشح لَم تَزرف
فَلشدَّ ما زرفت بِغَي
ر تَوقف وَتَكلف
قَد طالَ مِن كَيد الرَقي
ب توجسي وَتَخَوفي
شعر من لصب احشاؤه في التهاب
يعد شعر من لصب أحشائه في التهاب واحدًا من أجمل الأشعار الحزينة للشاعر أحمد الكيواني، إذ أن هذا الشعر يعد من أكثر الأشعار المؤلمة التي قام بكتابتها .
من لصبٍ أَحشاؤُهُ في التِهابِ
كُلُ يَوم وَدَمعُهُ في اِنسِكابِ
قسم العُمر كُلُهُ بَينَ حُزن
وَبُكاء وَلَوعَة وَاِنتِحاب
وَحَبيب أَلَمَّ بي بَعدَ هَجرٍ
وَصُدود مُبرح وَاجتِنابِ
خَصَ بِالحُسن وَالجَمال كَما قَد
خَصَ قَلبي بِالشَوق وَالإِضطِراب
ذي حَديث هُوَ المُدام وَطَرف
هُوَ سحر القُلوب وَالأَلباب
زارَني موهِناً فَقبلت مَسرا
هُ وَجاذَبتُهُ ذُيول عِتاب
قُلت مَولاي كَيفَ يُحسن هَجري
وَاجتِنابي وَبي مِن الحُب ما بي
يا سُروري وراحَتي وَشِفائي
وَعَنائي وَعِلَتي وَاكِتئابي
زالَ عَني أُنسي وَصَبري وَعَقلي
وَسُكوني وَراحَتي وَشَبابي
أَيَليقُ الصُدود عَن عاشق لَي
سَ لَهُ بُغية سِوى الإِقتِرابِ
يَنقَضي لَيلَةً بِهم وَتَسهي
د ويَمضي نَهارُهُ في عَذابِ
فيكَ أَصبَحَت بَينَ أَهلي وَصحبي
في إِنفِراد وَوَحشة وَاِغتِرابِ
طالَ يا سَيدي صُدودك عَني
وَاللَيالي تَمُرّ مَرّ السَحابِ
فَتَغاضى عَني حَياءً وَلَم يُرَ
دد جَواباً فَكانَ دَمعي جَوابي
وَبَدا فَوق خَدِهِ الجَمر يَندى