أجمل أشعار عنترة بن شداد في الغزل
قصائد عنترة بن شداد في الغزل
حَتّى تَغيبَ الشَمسُ تَحتَ ظَلامِ
وَدَعِ العَواذِلَ يُطنِبوا في عَذلِهِم
فَأَنا صَديقُ اللَومِ وَاللُوّامِ
يَدنو الحَبيبُ وَإِن تَناءَت دارُهُ
عَنّي بِطَيفٍ زارَ بِالأَحلامِ
فَكَأَنَّ مَن قَد غابَ جاءَ مُواصِلي
وَكَأَنَّني أومي لَهُ بِسَلامِ
وَلَقَد لَقيتُ شَدائِداً وَأَوابِد
حَتّى اِرتَقَيتُ إِلى أَعَزَّ مَقامِ
وَقَهَرتُ أَبطالَ الوَغى حَتّى غَدَو
جَرحى وَقَتلى مِن ضِرابِ حُسامي
ما راعَني إِلّا الفِراقُ وَجَورُهُ
فَأَطَعتُهُ وَالدَهرُ طَوعُ زِمامي
قصيدة أتاني طيف عبلة في المنام
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيب
أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي
وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي
أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي
وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوم
وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي
بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي
بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ
رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
أَروحُ مِنَ الصَباحِ إِلى مَغيبٍ
وَأَرقُدُ بَينَ أَطنابِ الخِيامِ
أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِن فَرطِ وَجدي
وَأَجعَلُها مِنَ الدُنيا اِهتِمامي
وَأَمتَثِلُ الأَوامِرَ مِن أَبيه
وَقَد مَلَكَ الهَوى مِنّي زِمامي
رَضيتُ بِحُبِّها طَوعاً وَكَره
فَهَل أَحظى بِها قَبلَ الحِمامِ
وَإِن عابَت سَوادي فَهوَ فَخري
لِأَنّي فارِسٌ مِن نَسلِ حامِ
وَلي قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الرَواسي
وَذِكري مِثلُ عَرفِ المِسكِ نامي
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهر
وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
وَتَقنُصُني ظِبا السَعدِي وَتَسطو
عَلَيَّ مَها الشَرَبَّةِ وَالخُزامِ
لَعَمرُ أَبيكَ لا أَسلو هَواه
وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُها عِظامي
عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ
سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ
قصيدة فؤاد لا يسليه المدام
فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ
وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ
وَأَجفانٌ تَبيتُ مُقَرَّحاتِ
تَسيلُ دَماً إِذا جَنَّ الظَلامُ
وَهاتِفَةٌ شَجَت قَلبي بِصَوتٍ
يَلَذُّ بِهِ الفُؤادُ المُستَهامُ
شُغِلتُ بِذِكرِ عَبلَةَ عَن سِواه
وَقُلتُ لِصاحِبي هَذا المَرامُ
وَفي أَرضِ الحِجازِ خِيامُ قَومٍ
حَلالُ الوَصلِ عِندَهُمُ حَرامُ
وَبَينَ قِبابِ ذاكَ الحَيِّ خَودٌ
رَداحٌ لا يُماطُ لَها لِثامُ
لَها مِن تَحتِ بُرقُعِها عُيونٌ
صِحاحٌ حَشوُ جَفنَيها سَقامُ
وَبَينَ شِفاهِها مِسكٌ عَبيرٌ
وَكافورٌ يُمازِجهُ مُدامُ
فَما لِلبَدرِ إِن سَفَرَت كَمالٌ
وَما لِلغُصنِ إِن خَطَرَت قَوامُ
يَلُذُّ غَرامُها وَالوَجدُ عِندي
وَمَن يَعشَق يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ
أَلا يا عَبلَ قَد شَمِتَ الأَعادي
بِإِبعادي وَقَد أَمِنوا وَناموا
وَقَد لاقَيتُ في سَفَري أُمور
تُشَيِّبُ مَن لَهُ في المَهدِ عامُ
وَبَعدَ العُسرِ قَد لاقَيتُ يُسر
وَمَلكاً لا يُحيطُ بِهِ الكَلامُ
وَسُلطاناً لَهُ كُلُّ البَراي
جُنودٌ وَالزَمانُ لَهُ غُلامُ
يَفيضُ عَطاؤُهُ مِن راحَتَيهِ
فَما نَدري أَبَحرٌ أَم غَمامُ
وَقَد خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ تاج
فَلا يَغشى مَعالِمَهُ ظَلامُ
جَواهِرُهُ النُجومُ وَفيهِ بَدرٌ
أَقَلُّ صِفاتِ صورَتِهِ التَمامُ
بَنو نَعشٍ لِمَجلِسِهِ سَريرٌ
عَلَيها وَالسَماواتُ الخِيامُ
وَلَولا خَوفُهُ في كُلِّ قُطرٍ
مِنَ الآفاقِ ما قَرَّ الحُسامُ
جَميعُ الناسِ جِسمٌ وَهوَ روحٌ
بِهِ تَحيا المَفاصِلُ وَالعِظامُ
تُصَلّي نَحوَهُ مِن كُلِّ فَجٍّ
مُلوكُ الأَرضِ وَهوَ لَها إِمامُ
فَدُم يا سَيِّدَ الثَقَلَينِ وَاِبقى
مَدى الأَيّامِ ما ناحَ الحَمامُ
قصيدة يا دار أين ترحل السكان
يا دارُ أَينَ تَرَحَّلَ السُكّانُ
وَغَدَت بِهِم مِن بَعدِنا الأَظعانُ
بِالأَمسِ كانَ بِكِ الظِباءُ أَوانِس
وَاليَومَ في عَرَصاتِكِ الغِربانُ
يا دارَ عَبلَةَ أَينَ خَيَّمَ قَومُه
لَمّا سَرَت بِهِمُ المَطيُّ وَبانوا
ناحَت خَميلاتُ الأَراكِ وَقَد بَكى
مِن وَحشَةٍ نَزَلَت عَلَيهِ البانُ
يا دارُ أَرواحُ المَنازِلِ أَهلُه
فَإِذا نَأَوا تَبكيهِمُ الأَبدانُ
يا صاحِبي سَل رَبعَ عَبلَةَ وَاِجتَهِد
إِن كانَ لِلرَبعِ المُحيلِ لِسانُ
يا عَبلَ ما دامَ الوِصالُ لَيالِي
حَتّى دَهانا بَعدَهُ الهِجرانُ
لَيتَ المَنازِلَ أَخبَرَت مُستَخبِر
أَينَ اِستَقَرَّ بِأَهلِها الأَوطانُ
يا طائِراً قَد باتَ يَندُبُ إِلفَهُ
وَيَنوحُ وَهوَ مُوَلَّهٌ حَيرانُ
لَو كُنتَ مِثلي ما لَبِستَ مُلَوَّن
حُسناً وَلا مالَت بِكَ الأَغصانُ
أَينَ الخَلِيُّ القَلبِ مِمَّن قَلبُهُ
مِن حَرِّ نيرانِ الجَوى مَلآنُ
عِرني جَناحَكَ وَاِستَعِر دَمعي الَّذي
أَفنى وَلا يَفنى لَهُ جَرَيانُ
حَتّى أَطيرَ مُسائِلاً عَن عَبلَةٍ
إِن كانَ يُمكِنُ مِثلِيَ الطَيَرانُ
قصيدة هذه نار عبلة يا نديمي
هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي
قَد جَلَت ظُلمَةَ الظَلامِ البَهيمِ
تَتَلَظّى وَمِثلُها في فُؤادي
نارُ شَوقٍ تَزدادُ بِالتَضريمِ
أَضرَمَتها بَيضاءُ تَهتَزُّ كَالغُص
نِ إِذا ما اِنثَنى بِمَرِّ النَسيمِ
وَكَسَتهُ أَنفاسُها أَرَجَ ال
نَدِّ فَبِتنا مِن طيبِها في نَعيمِ
كاعِبٌ ريقُها أَلَذُّ مِنَ الشَه
دِ إِذا ما زَجَتهُ بِنتُ الكُرومِ
كُلَّما ذُقتُ بارِداً مِن لَماه
خِلتُهُ في فَمي كَنارِ الجَحيمِ
سَرَقَ البَدرُ حُسنَها وَاِستَعارَت
سِحرَ أَجفانِها ظِباءُ الصَريمِ
وَغَرامي بِها غَرامٌ مُقيمٌ
وَعَذابي مِنَ الغَرامِ المُقيمِ
وَاِتِّكالي عَلى الَّذي كُلَّما أَب
صَرَ ذُلّي يَزيدُ في تَعظيمي
وَمُعيني عَلى النَوائِبِ لَيثٌ
هُوَ ذُخري وَفارِجٌ لِهُمومي
مَلِكٌ تَسجُدُ المُلوكُ لِذِكر
هُ وَتومي إِلَيهِ بِالتَفخيمِ
وَإِذا سارَ سابَقَتهُ المَناي
قصيدة ذنبي لعبلة ذنب غير مغتفر
ذَنبي لِعَبلَةَ ذَنبٌ غَيرُ مُغتَفِرِ
لَمّا تَبَلَّجَ صُبحُ الشَيبِ في شَعري
رَمَت عُبَيلَةُ قَلبي مِن لَواحِظِه
بِكُلِّ سَهمٍ غَريقِ النَزعِ في الحَوَرِ
فَاِعجَب لَهُنَّ سِهاماً غَيرَ طائِشَةٍ
مِنَ الجُفونِ بِلا قَوسٍ وَلا وَتَرِ
كَم قَد حَفِظتَ ذِمامَ القَومِ مِن وَلَهٍ
يَعتادُني لَبَناتِ الدَلِّ وَالخَفَرِ
مُهَفهَفاتٍ يَغارُ الغُصنُ حينَ يَرى
قُدودَها بَينَ مَيّادٍ وَمُنهَصِرِ
يا مَنزِلاً أَدمُعي تَجري عَلَيهِ إِذ
ضَنَّ السَحابُ عَلى الأَطلالِ بِالمَطَرِ
أَرضُ الشَرَبَّةِ كَم قَضَّيتُ مُبتَهِج
فيها مَعَ الغيدِ وَالأَترابِ مِن وَطَرِ
أَيّامَ غُصنُ شَبابي في نُعومَتِهِ
أَلهو بِما فيهِ مِن زَهرٍ وَمِن ثَمَرِ
في كُلِّ يَومٍ لَنا مِن نَشرِها سَحَر
ريحٌ شَذاها كَنَشرِ الزَهرِ في السَحَرِ
وَكُلُّ غُصنٍ قَويمٍ راقَ مَنظَرُهُ
ما حَظُّ عاشِقَها مِنهُ سِوى النَظَرِ
أَخشى عَلَيها وَلَولا ذاكَ ما وَقَفَت
رَكائِبي بَينَ وِردِ العَزمِ وَالصَدَرِ
كَلّا وَلا كُنتُ بَعدَ القُربِ مُقتَنِع
مِنها عَلى طولِ بُعدِ الدارِ بِالخَبَرِ
هُمُ الأَحِبَّةُ إِن خانوا وَإِن نَقَضو
وعدي لم يتحقق من فكري أو رأيي
أشكو الفراق سرًا وعلانية
شَكوى تُؤَثِّرُ في صَلدٍ مِنَ الحَجَرِ
من أجمل ابيات عنترة بن شداد
كان من أجمل أبيات الشعر التي قالها عنترة بن شداد في الغزل في قصيدة `إذا لعب الغرام بكل حر`
إِذا لَعِبَ الغَرامُ بِكُلِّ حُرٍّ
حَمِدتُ تَجَلُّدي وَشكَرتُ صَبري
وَفَضَّلتُ البِعادَ عَلى التَداني
وَأَخفَيتُ الهَوى وَكَتَمتُ سِرّي
وَلا أُبقي لِعُذّالي مَجال
وَلا أُشفي العَدُوَّ بِهَتكِ سِتري
عَرَكتُ نَوائِبَ الأَيّامِ حَتّى
عَرَفتُ خَيالَها مِن حَيثُ يَسري
وَذَلَّ الدَهرُ لَمّا أَن رَآني
أُلاقِي كُلَّ نائِبَةٍ بِصَدري
وَما عابَ الزَمانُ عَلَيَّ لَوني
وَلا حَطَّ السَوادُ رَفيعُ قَدري
إِذا ذُكِرَ الفَخارُ بِأَرضِ قَومٍ
فَضَربُ السَيفِ في الهَيجاءِ فَخري
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى
رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وَقوماً آخَرينَ سَعَوا وَعادو
حَيارى ما رَأوا أَثَراً لِأَثري