أثر المضادات الحيوية على الأطفال

يعتبر المضاد الحيوي أحد أكثر الأدوية انتشارا في العصر الحديث، وقد كان لاكتشافه دورا كبيرا في علاج العديد من الأمراض، وبنسلين كان الاكتشاف الأبرز في هذا المجال أيضا. تقاوم المضادات الحيوية البكتيريا بأشكال متنوعة، وتتمتع أيضا بخصائص علاجية ساهمت في إنقاذ حياة الملايين من البشر حتى الآن. المضاد الحيوي هو مادة يتم إنتاجها سواء من النباتات، الميكروبات، أو بشكل كامل صناعيا لمنع نمو الميكروبات الأخرى التي تهدد الجسم. هناك أعداد متنوعة من المضادات الحيوية، ويتم اختيارها بناء على نوع العدوى وأنواع البكتيريا ومقاومتها للمضاد الحيوي والمنطقة المصابة بالعدوى. وعلى الرغم من الخصائص العلاجية المهمة للمضادات الحيوية، فإنها تحمل أيضا آثارا سلبية على الأطفال وتتمتع بأهمية كبيرة .

أضرار المضادات الحيوية على مناعة الطفل : يشير إلى أن المضاد الحيوي ليس مسببا للمرض فحسب، بل يقضي أيضا على البكتيريا المفيدة والمهمة للجسم، مما يؤدي إلى تغيير التوازن البكتيري في الجسم. لذا، يجب استخدام المضادات الحيوية للطفل فقط في حالات ارتفاع درجة حرارته، وذلك لتعزيز مناعته ضد المضادات الحيوية. وكشفت دراسة علمية أن الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن العامين ويتناولون المضادات الحيوية بكثرة يعانون من نقص المناعة لديهم، ويزداد هذا المشكل مع تقدمهم في العمر، مما يزيد من تعرضهم للأمراض التي تهدد حياتهم. وأثبتت بعض الدراسات أن تناول المضاد الحيوي في غير المحل الصحيح يتسبب في الحمى الشوكية. لذا، يجب تحديد الجرعة التي يحتاجها الجسم بشكل صحيح وتحت إشراف الطبيب، ولا يتم إعطاؤها للطفل بشكل مستمر حتى لا تتسبب في مضاعفات للجسم، مثل الإضطرابات الهضمية والإسهالة والقيء، وخطر الإصابة بالبدانة في المستقبل ..

وفقا لدراسات أجرتها مجلة التغذية، توصلت إلى أن استخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر في مرحلة الطفولة، وخاصة في الطفولة المبكرة، يؤدي إلى زيادة في الوزن وتغيير في بكتيريا الأمعاء وكثافة العظام. اكتشف الباحثون أن المضاد الحيوي يتداخل مع الميكروبيوم الموجود في القناة الهضمية، والذي يشير إلى البكتيريا الموجودة في الأمعاء. أدت المضادات الحيوية إلى تغيير هذه البكتيريا وتغيير وظيفتها. أظهرت النتائج أن زيادة جرعة المضادات الحيوية تؤدي إلى تغيير أكبر. تم إجراء هذه التجربة على بعض الفئران، وتبين في النهاية أن الفئران التي تناولت المضادات الحيوية بشكل كبير كانت أقل قدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بهم، على عكس الفئران التي لم تتناول المضاد الحيوي ..

دراسات و أبحاث : في دراسة أمريكية تشير الإشارات إلى أن إعطاء المضادات الحيوية للأطفال في سن مبكر يزيد من خطر الإصابة بالبدانة، ويزداد هذا الخطر مع زيادة الجرعة المعطاة للأطفال. وأوضح الدكتور تشارلز بايلي، المشرف على مستشفى الأطفال في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن استخدام المضادات الحيوية قبل بلوغ الطفل عمر 24 شهرا يعتبر سببا مباشرا للبدانة. وتشير الدراسات المتعددة إلى أن التغيرات التي تحدثها المضادات الحيوية في الأمعاء الدقيقة مرتبطة بشكل أو بآخر بخطر البدانة. ووفقا للإحصاءات في الدراسة، ارتفعت نسبة الإصابة بالبدانة بمعدل 10% عند الأطفال الذين تناولوا المضادات الحيوية قبل عمر العامين، و14% في سن الثلاث سنوات، و15% في سن الأربع سنوات. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تم علاجهم بالمضادات الحيوية أربع مرات أو أكثر قبل بلوغهم العامين كانوا أكثر عرضة للبدانة بعد ذلك ..