أبيات نعي النبي محمد
رثاء الرسول
لقد توفي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول الموافق يوم الاثنين في العام الحادي عشر هجريا وأيضا الموافق الثامن من شهر يونيو لعام 632 ميلاديا، عندما بلغ عمره الثنتان والستون عاما، وبعد وفاته كتبت عدة قصائد رائعة في رثاء النبي الكريم وأناشيد عنه، لذا سنستعرض أهم تلك القصائد وأجملها فيما يلي:
أجمل ما قال أبو العتاهية في رثاء النبي
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا
وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا
جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً
فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا
وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ
إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا
أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا
وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم
وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ
عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا
فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا
وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا .
قصيدة رثاء على لسان صفية للنبي الكريم
قامت صفية بتأليف عدد من القصائد والأبيات الرثائية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسنقدم فيما يلي اثنتين منها
ألا يا رسول الله كنت رخاءنـا
وكنتَ لنا برًّا ولم تكن جافيًا
لعمري ما أبكـي النبـي لموتـه
و لكن لهرج كان بعـدك آتيًـا
كأن على قلبـي لفقـد محمـد
ومن حبه من بعد ذاك المكاويـا
أفاطـم صلـى الله رب محمـد
على جدث أمسى بيثرب ثاويـا
أرى حسنًـا أيتمتـه و تركتـه
يبكي و يدعو جده اليـوم نائيًـا
فدا لرسول الله أمـي و خالتـي
و عمي و نفسي قصره و عياليـا
صبرت و بلغت الرسالة صادقًـا
و مت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أن رب العرش أبقـاك بيننـا
سعدنا ولكن أمره كان ماضيًـا
عليك مـن الله السـلام تحيـة
و أدخلت جنات من العدن راضيًا .
ونظمت أيضاً:
لهف نفسي وبت كالمسلـوب
أرقب الليل فعله المحروب
من هموم و حسـرة أرقتنـي
ليت أنـي سقيتهـا بشعـوب
حين قالوا إن الرسول قد أمسى
وافقتـه منيـة المكـتـوب
حين جئنا لآل بيـت محمـد
فأشاب القذال منـي مشيـب
حين أرينا بيوتـه موحشـات
ليس فيهن بعد عيش غريـب
فعراني لذلـك حـزن طويـل
خالط القلب فهو كالمرعـوب .
أجمل ماقيل في نعي النبي
تعد قصيدة حسان بن ثابت التي نظمها في رثاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من أجمل ما قيل في رثاء النبي، وهي إحدى القصائد التي كان يرددها وهو يبكي، وذلك حسب ما ذكره ابن هشام عن أبي زيد الأنصاري
بطيبة رسم للرسول ولمعهد منير، ويمكن أن يتم العفو عن الرسوم وتمتدح
ولا تخرج الآيات من دار الحرمة … بها منبر الهادي الذي كان يصعد إليه
يتميز بآثار ومعالم واضحة، ويضم ربعًا به مسجدًا وصلوات
تحتوي على غرف ينزل إليها… من الله نور يضيء وينير
معارف لم تطمس على العهد، أيها الإنسان، وإن تعرضت للتلف فالآيات منها تتجدد
عرفت بها صورة النبي وعهده .. ودفن بها ورأيته في التراب ملحد
أسعدتني بالظلال التي جعلتني أبكي الرسول، فعيوني وأشباهي من الجفن سعيدة
أذكر نعم رسول الله وأرى عددها لتذكير نفسي ولكن نفسي تبلدت
شهد أحمد مأساة مروعة .. وظلت آلاء الرسول متعددة
لم أتلقى إشعارًا بشأن كل شيء، ولكن لدي بعض المعلومات الخاصة بنفسي
وبعد أن قامت بالوقوف لفترة طويلة، تذرفت عينها عندما وصلت إلى قبر أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت… بلاد استضاء فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد ما بنيته ضمن طيبة، بنيته من صفيحة معدنية
تهيل عليه الترب بأيديهم وأعينهم، وقد غارت أسعد بذلك
غيّبوا حلمًا وعلمًا ورحمةً، وفي ليلة علاهم الثرى لا يوسد
ثم ذهبوا بحزن ليس فيهم نبيهم… وظهرهم وأعضاؤهم أصبحت ضعيفة
يبكي الذين تبكي السماء يومها، ومن بُكِت عليه الأرض فالناس يَقْطَعُونَ عليه الأمد
هل سبق لك أن تذكرت الرزية التي تموت مع محمد؟
تم قطع منزل الوحي عنهم… وكان مضيئا ومنيرا
يدل على الرحمن من يقتدي به، وينقذه من الصعوبات ويهديه
إمام يهدي الناس إلى الحق بجد، ومعلم صادق إذا أطاعه الناس فسيسعدون
يتقبل الله عذرهم عن الزلات، وإذا أحسنوا فالله هو الأكرم بالثواب
وإنناب أمرٌ لم يحملوه، فمن يملك تسهيلًا لما يحتاجون إليه
فيما يتعلق بمشاعرهم في نعمة الله معهم .. هو دليل على طريقة السلوك التي يتبعونها
– من الأعزاء عليهم أن يتجنبوا الضلال ويسعوا للاتجاه الصحيح والهدى
إنهم لا يثنون أجنحتهم، بل يحتضنونهم ويسهلون أمورهم
فبينما كانوا في ذلك النور، أصابهم سهم الموت وذهبوا إلى نور الله
فأصبح محمودًا إلى الله راجعاً، يبكيه حتىالمرسلات ويحمده
قصيدة عن موت الرسول
رغم وجود العديد من أبيات الشعر التي ترثي الرسول، إلا أن الكلمات التي رثت بها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها تعد من أصعب القصائد في رثاء أبيها، حيث قالت
قل للمغيب تحت طبقات التراب… إن كنت تسمع صراخي وندائي
لو صبت علي مصائب لكانت كأنها صبت على الأيام فصارت ليالي
لو كانت لدي حمى، لما خشيت الظلم ولكانت همومي تحملها
ففي هذا اليوم، أكون أكثر تواضعا وتقوى … أحتمل آلامي وأجافي ظالمي بكرامتي
فإذا بكت القمرية في ليلها.. شجنا على غصنك بكيت صباحا
لأجعل الحزن صديقًا لي بعد رحيلك، وألتفت إلى الدمع كشاحٍ لي
يجب على من شم رائحة تراب أحمد عدم شمها طوال الزمن والأزمان
وأضافت من كثرة شوقها لنبينا الكريم ما يلي:
صبري قلّ وحزني ظهر، بعد فقد خاتم الأنبياء
يمكنكِ أن تذرفي الدموع برفق، يا عين، ولا تترددي في إسكاب الدماء بحرية
يا رسول الله، يا خيرة الله، وكهف الأيتام والضعفاء
إذا رأيت المنبر الذي كنت تستقله قد ارتفع الظلام عليه بعد النور
أجمل ما قيل في مدح النبي
تعد قصيدة الفرزدق في مدح الرسول من أجمل القصائد التي قيلت في مدح النبي الكريم، إذ قال
هذا الذي يعرفه البطحاء وطوَّاته، ويعرفه البيت والحلُّ والحرمُ
هذا هو ابن خير عباد الله جميعًا، هذا هو التقي النقي الطاهر العالِم
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ .. بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه .. العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ .. وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ .. لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ .. إذا افتُدِحُوا .. حُلوُ الشّمائلِ .. تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
انتشر الإحسان في البرية، مما أدى إلى اختفاء الغياهب والإملاق والفوضى
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها: إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
في كفه خيزران ورائحته عبق، ومن كفه أرقى، في أنفه شمم
يكاد الحطيم يمسكه عِرْفان راحته، يعتبر رُكْنَه إذا جاء يأخذه
شرف الله قدمه وعظمه وسجل ذلك في لوحته بالقلم
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ، لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
من يشكر الله، يكون هو الأولوية؛ لأن الدين الذي ناله الأمم هو من هذا البيت
يتم تعليمهم الدين في أقصى حدٍّ وعن الجوانب التي لم يسبق لهم فهمها
من وُجِدَ له جدٌّ يُشيدُ بفضل الأنبياء؛ ولو دانت أمتُهُ فضلًا، لدانت له الأمم
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ، طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
يتم ذكره في مقدم كل بدء، ويختم به الكلام، وهو مقدم بعد ذكر الله
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هم الغيوث، حين تضيق الأزمات، والأسود هو الأشد خطرًا، والخطر يزداد اشتدادًا
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
الحب يدفع الشر والبلاء، ويسترب الإحسان والنعم.
تعتبر قصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسول أفضل ما قيل في الشعر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال
خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا..
ولُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا
ولا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا
وإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
فلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا
أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها
قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا
تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا
تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا
لَوى اللَهُ عِلمَ الغَيبِ عَمَّن سِواءَهُ
وَيَعلَمُ مِنهُ ما مَضى وتأَخَّرا
رَكِبتُ الأُمُورَ صَعبَها وَذَلُولَها
وَقاسَيتُ أيَّاماً تُشِيبُ الحَزَوَّرا
أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى
وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا
وَجاهَدتُ حَتّى ما أُحِسُّ وَمَن مَعِي
سُهَيلاً إِذا ما لاَحَ ثُمَّ تَغَوَّرا..
أُقِيمُ عَلى التَقوى وَأَرضى بِفِعِلها
وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجرا
وطوَّفتُ في الرُهبانِ أَعبُرُ دِينَهُم
وسَيَّرتُ في الأَحبارِ مَا لَم تُسَيِّرا
فأَصبَحَ قَلبِي قَد صَحا غَيرَ أَنَّهُ
وكُلُّ اِمرِىءٍ لاَقٍ مِنَ الدَهرِ قِنطِرا
خلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا
وسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّرا
تَذَكَّرت شيئاً قَد مَضى لِسَبِيِلِهِ
ومِن حاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا.