أبو الكيمياء جابر بن حيان
يمتد علم الكيمياء عبر فترة زمنية من العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، ويعنى بدراسة تركيب وخصائص المواد وتفاعلاتها. في حوالي عام 1000 قبل الميلاد، استخدمت الحضارات تقنيات تشكلت فيما بعد أساسا لمجالات الكيمياء المختلفة، مثل استخراج المعادن من الخامات لصنع الفخار وتلوين الزجاج، واستخراج المواد الكيميائية من النباتات للاستخدام الطبي والعطور، وتحويل الدهون إلى صابون، وصنع الزجاج، وصنع سبائك مثل البرونز .
يُعتبر جابر بن حيان أبو الكيمياء، وهو أول من اخترع علم الكيمياء وأجرى التجارب والأبحاث الكيميائية التي شهدت له بالنجاح، وأدت إلى اكتشاف العديد من الأبحاث العلمية والكيميائية التي نستفيد منها حتى في عصرنا الحالي
من هو جابر بن حيان ؟
هو أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الأزدري يطلق عليه بالعربية جابر بن حیان وبالفارسية جابر حیان والمعروف أيضا باسم جابر بن حيان ، فكان جابر بن حيان الكيميائي و الفلكي والمنجم والصيدلي والطبيب والمهندس، والفيلسوف، وعالم الفيزياء والجغرافيا، فبرع في كل هذه المجالات وحقق الكثير من التقدم العلمي ولد وتعلم في طوس ، سافر بعد ذلك إلى الكوفة ألفت كتابات الخيميائية والمعدنية تحت القلم اسم جابر بن حيان .
يعتقد أنه ولد في الجزيرة، وهناك أقوال تقول أنه ولد في مدينة حران في سوريا. يعتبر واحدا من أعظم علماء الكيمياء المسلمين وأعماله أثارت جدلا كبيرا في تاريخ الوسط الإسلامي. يعد جابر من أعظم علماء القرون الوسطى والمؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء. حصل على المعرفة الشرعية واللغوية والكيميائية من جعفر الصادق واستفاد أيضا من كتب خالد بن يزيد بن معاوية. بفضل ذلك، أسهم في علم الكيمياء وعرف بأبو الكيمياء .
قال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : جابر بن حيان هو أول من علم العالم بعلم الكيمياء، ولذلك يلقب بأبو الكيمياء
نشأته :
هو جابر بن حيان بن عبدالله الزدري ولد سنة 101ه / 721م نشأ في اليمن وقام بالهجرة من اليمن إلى الكوفة وعمل كصيدلي ، دعاه والده للذهاب إلى خرسان ليدعو الناس لتأييد الدولة العباسية ضد الأمويين ولكن قتل أبوه على يد الأمويين ، أتجه بعد ذلك هو وأسرته إلى العوده إلى اليمن وحفظ القرآن الكريم هناك وتعلم باقي العلوم الأخرى وتلقى علمه على يد جعفر الصادقي فتعلم العلوم الشرعية والكيميائية واللغوية ثم بعد ذلك عمل بالطب لبضع سنوات وأتجه بعد ذلك للأبحاث العلمية فكان يقضي معظم يومه في غرفته منعزلاً عن الناس للتفرغ للتجارب والأبحاث العلمية وكان يحاول إكتشاف كل ما هم جديد في علم الكيمياء وقام بتأليف كتاب عن السموم ويعد من الأعمال العظيمة له .
وفاتة :
توفي جابر بن حيان في سن الـ90 بعد سنواتٍ طويلةٍ من الاكتشافات والأبحاث العلمية العظيمة .
نشأته العلمية :
ألَّف جابر بن حيان التحقيقات الخيميائية التي تتناول الهدف النهائي لتكوين وإنشاء الحياة الاصطناعية، وطبيعة وخصائص العناصر من خلال القيم الرقمية والأنظمة الأفلاطونية الحديثة، وتحديد الحروف الساكنة العربية تمهيدًا لتدوين الأحرف المستخدمة حاليًا .
يتضمن كتاب الأحجار وصفات مختلفة لخلق المخلوقات، مثل العقارب والثعابين، وحتى البشر في بيئة معملية، والتي تتحكم فيها قوة الخالق .
أعاد جابر ترتيب نوعيات من معدن واحد في نظريته، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ظهور معدن مختلف مثل الزاسيموس .
يتميز بالاعتماد على التجربة العلمية، حيث يقوم بوصف عمل التجارب العلمية والمواد المطلوبة والشروط الأساسية لإجراء التجارب .
قام بتطوير صناعة المعادن واللافلزات ومعالجة السطوح المعدنية لمنع تآكلها، وقام بتطوير المواد المعروفة في عصره، مثل الحديد والنحاس والمعادن واللافلزات .
يجب الاهتمام بصبغ وتلوين المواد وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتصحيح الزجاج .
قام بابتكار عدد من الأدوات والتجهيزات الخاصة بالعمليات الكيميائية ويعمل على إرجاع المعدن إلى أصله باستخدام الأكسجين .
كان أول من ابتكر طريقة فصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض، وقام بكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي .
قام بالكشف عن حمض النتريك وحمض الهيدروكلوريك وحمض الكبريتيك وإجراء التجارب العلمية عليها .
هو أول من وضع طريقة التقطير في العالم واخترع جهازًا للتقطير .
أول من اكتشف الصودا الكاوية وأوضح أن التفاعلات الكيميائية تحدث بناءً على نسب معينة من المواد المتفاعلة، وهو ما قاد الباحثين إلى اكتشاف قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية .
مؤلفاته :
كتب شخص أكثر من مائة كتاب، بما في ذلك اثنتان وعشرون كتابا في الكيمياء. كتابه الأكثر شهرة هو `الرسائل السبعين`. كما قام بتأليف كتب في الفلسفة والطب والموسيقى وعلم التنجيم والصيدلة والجغرافيا. من بين الكتب الهامة التي قام بتأليفها: `السموم – الخمائر الصغيرة – صندوق الحكمة – كتاب الملك – كتاب الخواص الكبير – كتاب الرحمة – كتاب المجردات – علم الهيئة – أصول الكيمياء` وغيرها من الكتب. إنه شخص مثقف ومتعلم، ولم يتخصص في مجال معين، بل تفوق في عدة مجالات من العلوم والمعرفة ولقد شهدت له بذلك التاريخ .